مناورة أم مبادرة؟

المبادرات كبيرة لكنها قليلة.
والمناورات شحيحة ورائجة.
ومن عين التينة الى قريطم مسافات.
وتباينات في الآراء والأهداف.
كان ريشليو يدعو الفرنسيين الى الشكّ.
ويرى فيه مدخلاً الى معرفة الحقيقة.
إلاّ أن قلبه دليله.
أي أنه كان يميل الى مخرج بين المبادرة والمناورة.
وان الشكّ مفيد.
… خصوصا اذا ما كان صاحبه صلباً في مسعاه.
كيف تتابعت المبادرات.
وأين ظهرت على أنها مناورة؟
الرئيس نبيه بري، اقترح خلوة حوار.
وجعل لها عنواناً دقيقاً:
التوافق أو الاختلاف.
وحدودها خمس جلسات.
والسلاح خارج الجيش مرفوض.
والسلاح أيضاً عند الحدود، وإلاّ فهو مرفوض.
والمبادرة الثانية طلعت من بعبدا.
ومبادرة رئيس الجمهورية سيّدة المبادرات.
وفخامته متمسّك ب إعلان بعبدا.
وب رفض الأمن الذاتي.
الدكتور سمير جعجع اقترح من معراب ثلاثية جديدة: الشعب الدولة والمؤسسات.
هذه المبادرات تنقض مبادرات أخرى سابقة.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، اعتبر سابقاً، ان اعلان بعبدا، مجرّد حبر على ورق.
ورئيس البلاد يرى في إحياء بيان بعبدا مدخلاً الى التوافق.
ورئيس حزب القوات أعلن نهاية: ثلاثية الجيش، والمقاومة والشعب.
هذا يعني الرجوع الى نقطة الصفر.

لبنان الى أين؟
ومن أين جاءت المبادرة الجديدة.
صدّق أو لا تصدّق.
لقد صدرت عن السيدة بهية الحريري، وتبرّعت بموجبها، باعادة كل الأموال التي قبضتها، كنائب في مجلس النواب.
مبادرة الست بهية كبيرة.
لم يسبق لنائب لبناني، أن يفعل ما فعلته.
من تيار المستقبل بادر النائب الدكتور أحمد فتفت الى وصف مبادرة الرئيس بري ب المناورة.
وأعاد اتهامه بتعطيل المجلس النيابي مرّات.
كان النائب عن قضاء طرابلس، يقصد يوم احتلّ نواب ٨ آذار والنواب السابقون في صفوف، باحات بيروت في محيط تمثال رياض الصلح، وأمام الإسكوا لعدّة أشهر والبرلمان موصدة أبوابه.
وحدها اللجان النيابية تلتئم وتدرس مشاريع القوانين المحالة الى المجلس.
أما المجلس، فهو منذ أشهر، من دون جلسات عامة تعقد أو تجتمع.
لا هذا ولا ذاك.
نواب ٨ آذار يدعون رفاقهم الى الاجتماع.
والكتل النيابية في ١٤ آذار تحثّ على المقاطعة.
وبين المبادرة والمقاطعة ثمة لجان نيابية تعمل في صمت داخل البرلمان.
هل اللجان، ولو كانت مطبخ المجلس تصدر عنها طبخة حلول، أم طبخة بحص!
الناس توّاقة الى المبادرة.
لا الى المناورة!!

 

السابق
سعد الحريري أبلغ حلفاءه بأن مبادرة بري الحوارية ناقصة
التالي
لقمان سليم: خيبة الضربة من كثرة التوقعات