اليهود الروس في إسرائيل أكثر تطرفاً سياسياً

روني، هو شاب في الثالثة والثلاثين من عمره. هاجر إلى إسرائيل من أوكرانيا عام 1990، أي بعد سنة من تفكك الاتحاد السوفياتي. يعمل محاضراً وباحثاً في جامعة حيفا، تحت مسؤولية البروفيسور العربي ماجد الحاج، أحد كبار علماء الاجتماع في إسرائيل وصاحب رصيد في البحوث العلمية المنشورة في أهم المجلات العلمية في العالم. مثل الغالبية الساحقة من اليهود الروس الذين هاجروا إلى إسرائيل قبل عقدين ونيف، يحاول روني الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، مع التمسك الشديد بثقافته الأصلية. ولكن وجوده في احتكاك مع أستاذ عربي في الجامعة وكونه رجل علم مهنياً جعله مختلفاً عن بقية المهاجرين، فلا يتخذ موقفاً معادياً من العرب ولا يتبنّى مواقف متطرفة في القضايا السياسية. وقد استغل واقع حمله جواز سفر آخر، إضافة إلى جواز سفره الإسرائيلي، فسافر مرات عدة إلى دول عربية، بعضها لا يقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل. يروي أنه عندما علم أصدقاؤه الروس بأمر هذه الزيارات، راحوا يوبخونه ويؤنبونه صائحين: «هل جننت؟ أتذهب إلى الدول العربية المعادية لإسرائيل؟».

وكان يرد بابتسامة ويحاول أن يفسر ولكن عبثاً. فالمواطنون الإسرائيليون من الهجرة الروسية الأخيرة، في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، يتخذون مواقف معادية من العرب ومواقف يمينية متطرفة عموماً في السياسة مع أنهم يحافظون جداً على تميزهم عن بقية اليهود الإسرائيليين ويتمسكون بثقافتهم الروسية القديمة ويستخفون بالثقافة الإسرائيلية ولا يعترفون حتى بوجود ثقافة كهذه. ويتساءلون: «أين هي هذه الثقافة؟ وهل تسمون هذا التخلف ثقافة؟!».
وروني ليس وحده الذي يواجه هذا الواقع. فالمجتمع الروسي في إسرائيل بغالبيته الساحقة يعيش في هذه البوتقة. والدليل على ذلك يظهر في بحث علمي جديد أجراه البروفيسور ماجد الحاج، مدير معهد التعددية الثقافية في جامعة حيفا بالاشتراك مع د. أولغا بجنو، وخص به «الحياة»، لينشر لأول مرة على صفحاتها. وهو في الواقع، بحث مقارن، يعتبر امتداداً للبحث الذي أجراه عام 1999 مع البروفيسور إيلي لشيم، في المعهد نفسه. والحاج هو أول عربي يهتم ببحث قضايا غير عربية في إسرائيل. ويقول في هذا: «إنه تحدٍّ علمي أكبر، يجعلك أكثر انفتاحاً على الآخر وأكثر تأثيراً فيه أيضاً». وقد تناول هذه الشريحة من المجتمع الإسرائيلي لقناعته في حينه بأنها ستصبح ذات أثر بالغ في الحياة وفي السياسة الإسرائيلية، وهذا ثبت فعلاً خلال السنوات العشرين الماضية، ولقناعته بأن هذا الدور سيتعاظم في المستقبل: «اليهود الروس سيزيدون من قوة تأثيرهم أكثر وأكثر».

ومن يتابع أحداث السياسة في إسرائيل، يرى أن نفوذ اليهود الروس فيها، يزيد عن حجمهم في الواقع. رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يحتفظ لهم بوزارة الخارجية (يخصصها للنائب أفيغدور لبرمان، الذي لا يستطيع الآن أن يعين وزيراً بسبب لائحة الاتهام الموجهة إليه بقضية فساد). رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، روسي هو يولي أدلشتاينِ، ورئيس الوكالة اليهودية روسي، هو نتان شرانسكي، ورئيس لجنة الخارجية والأمن روسي، هو لبرمان، ونائب وزير الخارجية، زئيف الكين، روسي.

نتائج
البحث أجري على عينة نموذجية من 605 أشخاص، ممن هاجروا إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، وهم في جيل 18 عاماً فصاعداً، ابتداء من عام 1989. وبموازاة ذلك أجري استطلاع مقارن مع مجموعة من 500 مواطن يهودي إسرائيلي ممن ولدوا ويعيشون في إسرائيل في شكل ثابت، مع استثناء اليهود المقبلين من روسيا.
ويتضح من نتائج البحث أن الروس، وعلى رغم مرور أكثر من عقدين على هجرتهم إلى إسرائيل، ما زالوا يستخدمون اللغة الروسية في تخاطبهم في بيوتهم. فقد قال 77 في المئة منهم إن اللغة الروسية هي لغة التخاطب الوحيدة أو الأساسية عندما يلتقون متكلماً بالروسية. وقال 22 في المئة إنهم يتكلمون الروسية والعبرية. وفقط 1 في المئة قالوا إنهم يتخاطبون بالعبرية. كما قال 54 في المئة من قراء الصحف بينهم إنهم يقرأون فقط بالروسية، وقال 22 في المئة إنهم يقرأون باللغتين وفقط 17 في المئة قالوا إنهم لا يقرأون إلا العبرية.

ويعتبر 79 في المئة من اليهود الروس أنفسهم يهوداً، و66 في المئة منهم يعتبرون أنفسهم إسرائيليين (كانت نسبة هؤلاء 44 في المئة في عام 1999). لكن 57 في المـــئة من الذين يعــــتبرون أنفسهم إسرائيليين يؤكدون أن هذا الانتماء لا يأتي على حســاب انتمائهم لروسيا وأنهم ما زالوا يعتبرون أنفسهم روساً (66 في المئة في استطلاع 1999). وفـــــقط 43 في المئة يعتبرون أنفسهم صهاينة (كانت النسبة في الاستطلاع السابق قبل 20 عماً 21 في المئة).

التصويت في الانتخابات
على رغم الانخفاض في نسبة المصوتين للأحزاب الروسية، فإن 57 في المئة منهم ما زالوا يصوتون لهذه الأحزاب (73 في المئة في الماضي). وطريقة تصويتهم مبنية على التقاليد الروسية القديمة، إذ إنهم يبحثون عن القائد القوي أكثر من الحزب الديموقراطي. فقال 86 في المئة منهم إنهم يعيرون الأهمية الأساس لشخصية قوية كاريزماتية. وعندما طرح أمامهم الخيار بأن يصوتوا لشخصية قوية كاريزماتية لكنها لا تحترم مبادئ الديموقراطية، أو لقائد ضعيف لكنه يحترم المبادئ الديموقراطية، اختار 47 في المئة القائد الأول و37 في المئة اختاروا القائد الثاني (بين اليهود غير الروس جاءت النتيجة معاكسة، حيث أيد الجملة الثانية 42 في المئة والجملة الأولى 39 في المئة).

الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني
يتضح من نتائج الاستطلاع أن الروس ازدادوا تطرفاً في شكل كبير في مواقفهم من هذا الصراع. فقد قال 5 في المئة منهم فقط إنهم مستعدون للتنازل عن هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل سلام كامل مع سورية (25 في المئة في الاستطلاع الأول قبل 20 عاماً)، وفقط 13 في المئة مستعدون للتنازل عن أراض في الضفة الغربية (37 في المئة قبل 20 عاماً) وفقط 11 في المئة مستعدون لتقاسم القدس مع الفلسطينيين وفقط 4 في المئة مستعدون لإخلاء مستوطنات في إطار التسوية السلمية (24 في المئة في الماضي). للمقارنة، نشير إلى أن الاستطلاع الذي طرح الأسئلة نفسها على اليهود غير الروس في إسرائيل، أشار إلى أن 43 في المئة مستعدون للتنازل في الجولان و58 في المئة مستعدون للتنازل في الضفة الغربية مقابل التسوية و14 في المئة مستعدون لإخلاء المستوطنات. أي أن الروس يتخذون مواقف أكثر تطرفاً من الشرائح الأخرى اليهودية في المجتمع اليهودي.

الموقف العربي في إسرائيل
هنا أيضاً يظهر التطرف الروسي، إذ إن 55 في المئة منهم يرون أنه يجب تخفيض عدد العرب في إسرائيل (41 في المئة من بقية المواطنين اليهود يفكرون بهذه الطريقة)، و48 في المئة من الروس فقط يؤيدون المساواة لفلسطينيي 48 (54 في المئة بين صفوف الشرائح الأخرى من اليهود). وقال 66 في المئة من اليهود الروس (59 في المئة من بقية اليهود)، إن المواطنين العرب في إسرائيل يشكلون خطراً على الأمن القومي للدولة العبرية. وفقط 34 في المئة من الروس قالوا إنهم يوافقون على أن يكون المواطنون العرب في إسرائيل شركاء في القرارات السياسية المصيرية التي يبت فيها بمصير المناطق الفلسطينية المحتلة.

وقال 7 في المئة فقط من اليهود الروس إنهم تعرفوا إلى مواطنين عرب وتوجد معهم علاقات اجتماعية (النسبة تصل إلى 13 في المئة بين الشرائح الأخرى من اليهود). وقال فقط 5 في المئة إنهم يزورون عرباً في بيوتهم وقال 44 في المئة إنهم يشعرون بعدم الراحة برفقة العرب. وفقط 7 في المئة من الروس قالوا إنهم مستعدون للسكنى بجوار عائلات مسلمة و24 في المئة لعائلات مسيحية عربية.

الاستعلاء على الإسرائيليين
ويعلق البروفيسور ماجد الحاج على نتائج البحث، فيقول: «إن الروس صاروا أكثر إسرائيلية وصهيونية مع الزمن، ولكنهم لم يصبحوا أقل روسية. إنهم تبلوروا كمجموعة إثنية في المجتمع الإسرائيلي، واتخذوا مواقع راسخة في صفوف اليمين العلماني».

ويفسر الحاج هذا التطور مؤكداً أن اليهود الروس قدموا إلى إسرائيل كمهاجرين وليس كمقبلين جدد، مثل بقية اليهود. أدركوا أنهم مقبلون من ثقافة عريقة تمسكوا بها وحافظوا عليها. كانوا يريدون بالأساس الهجرة من دول الاتحاد السوفياتي، بعدما انهارت الشيوعية هناك وينتقلون إلى العالم الواسع. وقد هجروا بداية إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. وقد مارست إسرائيل ضغوطاً على واشنطن لوقف هذه الهجرة، حتى يضطروا إلى المجيء لإسرائيل. وبالفعل، منذ عام 1992، لم تعد الولايات المتحدة تستقبلهم. وألغيت المحطات الأوروبية، التي كانوا يصلون إليها ويقررون الانطلاق منها إلى دول أخرى، وحرصت الحركة الصهيونية وحكومة إسرائيل على نقلهم مباشرة إلى إسرائيل.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية، بلغ عدد من هاجروا لإسرائيل 800 ألف يهودي روسي (يضاف إليهم حوالى 300 ألف من غير اليهود، بعضهم يعتبرون أنفسهم يهوداً ولكن المؤسسة الدينية اليهودية الأرثوذكسية في إسرائيل لا تعترف بيهوديتهم وبعضهم مسيحيون أو حتى مسلمون)، بينما هاجر إلى الولايات المتحدة 300 ألف، وألمانيا 100 ألف، وكندا 25 ألفاً. وبقي في دول الاتحاد السوفياتي سابقاً 395 ألفاً.

ويقول الحاج إن اليهود الروس الذين وصلوا إلى اسرائيل أرادوا الانخراط في المجتمع وانخرطوا فعلاً في كل مجالات الحياة، باستثناء الجيش. ولكن ذلك كان من أجل البقاء وليس بدافع الأيديولوجيا، إذ بقي بينهم وبين الثقافة الإسرائيلية اغتراب. بل إنهم لم يحترموا الثقافة الإسرائيلية ولم يعترفوا بها وتعاملوا معها بشيء من الاستخفاف وحتى الاستعلاء. وقد فرضوا أنفسهم في المجتمع الإسرائيلي على هذا النحو، وأقاموا لأنفسهم المسرح الروسي ولديهم 45 صحيفة باللغة الروسية وقناة تلفزيونية وإذاعات وعدد كبير جداً من مواقع الإنترنت وواصلوا الارتباط بروسيا وشــعبها، فحافظوا على زيارتها وهناك حوالى 60 ألف رجل أعمال من اليهود الروس في إسرائيل يعملون في روسيا وبقية دول الاتحاد السوفياتي سابقاً. والقيادة الروسية أدركت أهمية الحفاظ على اليهود الروس كجزء من الشعب الروسي، فاعتبرهم الرئيس فلاديمير بوتين مواطنين روس وأسماهم «الشتات الروسي في إسرائيل». وعندما نشأت أزمة صفقة الصواريخ الروسية المتطورة «إس 300» لسورية، قال إنه لا يسمح بأن تضرب إسرائيل بهذه الصواريخ لأن في إسرائيل مليون ونصف المليون روسي.

من أين هذا التطرف
وأضاف الحاج «عندما أتوا إلى إسرائيل، لم يكونوا على عداء كبير مع العرب. لكنهم أرادوا أن يكونوا مقبولين في المجتمع الإسرائيلي فوجدوا أن العداء للعرب هو موقف إجماعي في إسرائيل. فأصبحوا أكثر تشدداً، حتى يتم قبولهم في المجتمع الإسرائيلي».

البحث السابق للبروفيسور الحاج، قبل 20 سنة، كان قد استخلص فيه أن اليهود الروس يمكن أن يجدوا أنفسهم في تحالف مع المواطنين العرب في إسرائيل، مقابل بقية العناصر في المجتمع الإسرائيلي، وهو فسر التناقض في النتائج قائلاً: «في السنوات العشرين الماضية، شهدت البلاد تحولات كبيرة على الصعيد السياسي، خلخلت هذه الإمكانية. فقد شهدت الانكسار الناجم عن مقتل إسحق رابين، رئيس الوزراء، والانعطاف الحاد إلى اليمين والعمليات التفجيرية الكبيرة، التي بدأت بمذبحة الخليل (إذ قام طبيب يهودي مستوطن في الخليل باقتحام الحرم الإبراهيمي خلال صلاة الفجر في رمضان 1994 وأطلق الرصاص من رشاشه على المصلين المسلمين فقتل على الفور 29 منهم، وحدثت صدامات فقتل الجيش الإسرائيلي 20 فلسطينياً آخر) وتفاقم إلى عمليات في تل أبيب والقدس وحيفا ونتانيا وتدهور الوضع الأمني وساد العداء للعرب. ثم جاء الفشل في مفاوضات السلام بين إيهود باراك وياسر عرفات في كامب ديفيد عام 2000 والانتفاضة الثانية التي أعقبت هذا الفشل. كل هذا جعل موضوع الصراع مع الفلسطينيين على رأس الأجندة الإسرائيلية كقضية شعبين متعاديين. وخلال هذه الفترة، كانت هناك إضافة مميزة لليهود الروس، يمكن اعتبارها نقطة التحول، جعلتهم يشددون العداء للعرب، أكثر من ذي قبل، وذلك عندما قام مسلح فلسطيني بتفجير نفسه على مدخل نادٍ للشباب الروس هو نادي الدولفيناريوم في تل أبيب. عندها وجدوا أنفسهم في صف واحد مع بقية اليهود في إسرائيل، يرددون ما يقال في المجتمع من أنهم ضحية للعداء العربي».

ومع ذلك، فإن البروفيسور الحاج، ما زال يرى في اليهود الروس قوة براغماتية لا تنغلق على شيء. ففي حال نشوء ظروف أخرى تتيح الانفتاح على الطرف الآخر، فسيكونون في صف القوى المتمتعة بالمرونة.

… نحن في ألمانيا أيضاً أكثر ألمانية
الشاب روني بلينسكي (33 سنة)، وهو من اليهود الروس الذين هاجروا من روسيا في عام 1990، ويعد رسالة الدكتوراه في موضوع اليهود الروس في اسرائيل وفي ألمانيا، اعتبر ان نتائج البحث واقعية «فهذا هو واقعنا كيهود روس في إسرائيل. نريد أن نمارس حقنا كمواطنين، الدولة سعت إلى جلبنا ونستحق الحصول على كل الحقوق، ولكننا اصطدمنا بواقع غريب عنا في شتى مجالات الحياة. فدخلنا في صراع بين الحفاظ على هويتنا الثقافية والاثنية كي لا نذوب في الثقافة التي لا تعجبنا، وبين الرغبة في أن نكون جزءاً لا يتجزأ من هذا المجتمع».

سألناه: ما الذي لا يعجبكم في الثقافة الإسرائيلية؟
فأجاب: قد تجد بيننا كثيرين يردون على سؤالك هذا بالقول: وما هي هذه الثقافة؟ أين هي؟ أي أنهم لا يعترفون بوجودها أبداً. ولكن، إن اعترفوا فإنهم يعتبرونها ثقافة شرقية غير متطورة، بل متخلفة عن الثقافة الغربية، التي يفضلون الانتماء إليها. علماً أن اليهود الروس بغالبيتهم كانوا يريدون الهجرة إلى الغرب، أميركا وألمانيا وغيرهما.
ويضيف: «أنت تصل إلى بلاد غريبة عنك، فتريد أن تبرهن فيها على أنك كاثوليكي أكثر من البابا. وبالمناسبة هذه الصفة تنطبق أيضاً على اليهود الروس الذين هاجروا إلى ألمانيا. فهم أيضاً اختاروا الاقتراب من الأحزاب اليمينية القومية الألمانية، بما في ذلك اليمين المتطرف الذي يذكرنا بطروحاته النازية. فالهدف الأساس هو إقناع الألمان بأن اليهود الروس في ألمانيا مخلصون لألمانيا. فقد كان اليهود الذين وصلوا إلى ألمانيا جزءاً من هجرة ضخمة لغير اليهود أيضاً من روسيا. هاجر من هناك حوالى 3 ملايين روسي، غالبيتهم ألمانيو الأصل كانوا قد هاجروا من ألمانيا إلى روسيا في القرن الثامن عشر. واستقروا فيها. وعند انهيار الاتحاد السوفياتي قرروا العودة. وهم أيضاً حذرون ويحاولون البرهنة على أنهم ألمان. لكن اليهود بينهم يحتاجون إلى هذا البرهان أكثر.

وتابع: هناك عداء للعرب أو دعنا نقول موقف سلبي في روسيا تجاه الشرق والشرقيين عموماً. هذا الشعور كان قائماً أيضاً في زمن الاتحاد السوفياتي، فلم يحبوا القفقازيين ولا الشيشان. وعندما هاجروا إلى إسرائيل وجدوا أن العداء للعرب يقوي الانتماء لإسرائيل، فانخرطوا فيه.

وختم: «أبحاثي تتناول أيضاً الجيل الصغير، أي أولئك الذين ولدوا في إسرائيل أو قدموا إليها في جيل الطفولة المبكرة. وأنا ألاحظ أن هذا الجيل سيكون أكثر إسرائيلية وأكثر حرية. صحيح أنه لا يتنازل عن ثقافته الروسية وما زال يؤمن بتفوقها وتميزها عن الثقافات الإسرائيلية، إلا أنه يشعر بانتماء أكبر لإسرائيل. وقد يفتح هذا الباب للتحرر من هذه العقدة، خصوصاً إذا تغيرت الأوضاع السياسية واقتربنا من تسويات سياسية للصراع مع الفلسطينيين».

السابق
تجار في صيدا يعترضون على الاجراءات الامنية
التالي
فلتتوقف هذه العربدة!