قدرك ذبابة

حارث سليمان

يفتتح ابراهيم الامين مقالة عنوانها “قدرنا المقاومة” مسطرا الى الجحيم كل نقاش حول ديموقراطية تدعمها أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وتركيا وإسرائيل… فهل صحيح فعلا ان اسرائيل تدعم الديموقراطية، الجواب لا،فاسرائيل تقدم نفسها انها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط . اذا لماذا يجعل الكاتب الديموقراطية مطلبا اسرائيليا، والجواب لانه يعرف انه مدافع شرس عن الاستبداد ويساعد اسرائيل في ادعاءاتها فيضيف : إلى الجحيم كل مسعى إلى حرية بدعم من هؤلاء القَتَلة. إلى الجحيم كل تافه، مجرم، خائف، مهما كان شكله أو اسمه أو عنوانه أو وظيفته. الى الجحيم كل الذين يدعمون حرب التدخل العالمية لإسقاط سوريا. الى الجحيم كل هذه الحفنة من العملاء الذين لا بد ان يحاكمهم الناس في يوم قريب، في حالة استقرار أو حالة فوضى. الى الجحيم كل الخونة، وكل خطاباتهم، وكل دموعهم الكاذبة، وكل عويلهم وصراخهم، وكل منظماتهم الخاصة بحقوق الانسان، وكل منظمات مجتمعاتهم المدنية الخانعة.

عن اي جحيم يتحدث هل جحيم التفجيرات التي طالت لبنان منذ سنة 2005 أم الجحيم الفاشل الذي اعده صديق الكاتب ميشال سماحة وناقشه مع رابطه الامني في رحلة العودة سويا من مكتب على المملوك، ام جحيم انفجارات الضاحية وصواريخ بعبدا،أم هو الجحيم ذاته الذي تولاه هاشم منقارة والشيخ علي الغريب مع المخابرات السورية في طرطوس، فكان ان كتب الامين يهاجم جهازالامن الذي كشف القتلة وهو فرع المعلومات فحدد موقعه في صف رجال الجحيم الذي يحب.

اي محاكمات يطالب بها،محاكمات تقيمها الناس او الاهالي على طريقة افلام الغرب الاميركي في مرحلة استيطانهم الوحشي للقارة الجديدة، فيما نشرة الاخبار وقفت ضد اي محكمة قانونية وشرعية ومهنية، وباية جرائم وتهم سيحاكم منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني،ألانهم شهدوا بهول جريمة الغوطة وايقظوا ضميرا عالميا راهن الجلاد على موته خلال سنتين كاملتين.

هل اصبحت خطاباتهم والكذب في دموعهم وعويل ضحاياالسلاح الكيماوي جرائم موصوفة تستحق جحيما يتمناه ليبقى اسياده هانؤون امنون.

يضيف ” قرار الحرب على سوريا، ليس سوى الخطوة الاخيرة، المقررة منذ سنتين ونصف، بحثاً عن تدمير المقاومة، مدنا وبشرا وفكرة ايضا.” من اعطى هذا الصحافي سرا بهذه الخطورةفكل التصريحات الاميركية تحدثت عن ضربة محدودة في سورية لاتسقط النظام فمن اين اتى اللامين بفكرة دمار المقاومة في لبنان مدنا وبشرا، ام أنه يفسر لنا ما هو منتظر بتوريط لبنان في حرب جديدة طبقا لاملاءات قائد الحرس الثوري الايراني.

يستزيد كمن يزايد على غضبه غضبا،”لا مجال لأيّ نوع من المساومة،ولا مجال لأيّ نقاش أو سجال، ولا مجال للاستماع إلى أيّ عميل يعرض علينا لائحةالأسباب والمسبّبين….” حسنا هذه لغة الجلادالقاتل فلماذا يتخفى بزي صحافي فان كان يحمل سيف الاعدام فلماذا يموهه بحبر القلم،مسترسلا “هؤلاء يعيشون أصلاً على فتات سارقي الثروات العربية، يعملون عندهم، ويتلقّون منهم الأموال وكل أشكال الدعم، ولم يعد ينقصهم سوى إعلان الاندماج كليّاً في عوالم هؤلاء القَتَلة،قد تحمل الفكرة هذه، جزءايسيرا من الحقيقة، فثمة في لبنان جهات سياسية ومؤسسات اعلامية تتمول من دول خليجية،وتلك ممارسة سياسية شائنة في حال اعتبار لبنان وطن ذات سيادة فهل يعتبره الممانعون كذلك ام يستعملونه ساحة، وفي مطلق الاحوال اذا ما تم تبنيها ستكون نشرة الاخبارورئيس تحريرها ومن يدعمها سرا وعلانية واقفين في قفص الاتهام وفي المقدمة.

محتار يتنقل غاضبا بين دوريلعبه كآمر للمقصلة أو مرجع للافتاء فيكتب عن الذين بات واجباً وفرض عين على كل قادر مقاتلتهم، حيث هم، حيث يتواجدون، حيث تتوافر فرصة الانتقام منهم، ومعاقبةكل الخونة، واحداً تلو الآخر، في أسرّتهم، أو خلف مكاتبهم، أو داخل دباباتهم، أوفي قصورهم، لوحدهم، أو بين أفراد عائلاتهم… يفتي الشيوعي العتيق كتكفيري حقيقي ويحرض على القتل، لا تعبئة في معركة ضد محتل، اومواجهة لجيش بجيش، بل يدعو لقتل أعمى يطال من يكفرهم مدنيين نائمين في اسرتهم اوعزلا خلف مكاتبهم او اباء يلاعبون اطفالهم،ويتبدى أن أصل التوحش هو تقاطع لعين، بين أجهزةالامن ومغريات المال النظيف.

يتساءل مستغفلا كل عقول العرب والمسلمين ” ماذا تريدون منا اليوم؟ هل تريدون تكرار تجربة العراق؟ هل تريدون تكرار تجربة أفغانستان والصومال؟ هل تريدون تكرار تجربة ليبيا؟ فعن اي بلدان يتحدث ،عن العراق و أفغانستان بلدا الشراكة الاميركية- الايرانية، التي انجبت حكومة المالكي واكياس الدولارات الايرانية الى كرزاي، ام عن ليبيا التي تراس لبنان في عهد حكومة الميقاتي والتي عمادها حزب الله جلسة مجلس الامن لاقرار مشروع التدخل الدولي فيها ، اي تهم توجه والى من تتوجه. لا نحتاج للكابتاغون لنحافظ على صحوتنا وذاكرتنا فالارشيف ما زال حبره رطبا.

إنّها الحرب! يهتف وفاته ان الحرب على سورية والناس فيها وتدمير تاريخها قد بدأت يوم اقتلعت اظافر اطفال درعا نعم انها حرب النظام على الناس والعمران وقد “ظهر الغرب كله على حقيقته. حسب ما كتبت غرب حاقد، قاتل، لا مكان فيه لحق إلا لمن يعرف الخنوع امامه، ولا امان فيه الا لمن يرفع الراية البيضاء.تماما كنظام الاسدين من الاب الى الابن.

“وبدت اوروبا كريهة. ليست عجوزا حمقاء فقط، بل قبيحة، السم يفحّ من كل ثناياها، وفيها العار يسكن صناع الرأي العام، ويسكن مصانعها ومدارسهاوجامعاتها وناسها …. يوم سمحت لبشار الاسد بقتل 120 الف مواطن سوري وتشريد 4 ملايين اخرى وتدمير مدينة حلب درة تاريخ الشرق وهدم احياء حمص وذبح كل صوت سوري جميل.

قيل لي يوما لا تناقش افكار البوق بل استمع فقط الى رسائله التي كلف ايصالها، الامر لا ينطبق هنا على هذه الحال،فقد تنصل الصوت من نشاز البوق مرارا، ولذلك فالارجح ان الامر يشبه، قصة ذبابة على مؤخرة حصان في سباق،تسمع الذبابة صياح الناس تشجيعا للحصان فتحسب الصياح لها.

السابق
الاسد استقبل بروجردي: التهديدات الاميركية لن تثنينا عن مواجهة الارهاب
التالي
رفسنجاني: الشعب السوري تعرض لاعتداء بالاسلحة الكيماوية من قبل حكومته