موقف روسيا فاجأ الممانعة وخيّب أملهم

في تصريح اليوم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردّ فيه على أميركا التي أعلنت انها بصدد توجيه ضربه عسكريه  الى سوريا قال: “على الرئيس الاميركي باراك أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام أن يفكّر في احتمال سقوط ضحايا جراء الهجوم على سوريا”، معتبراً أن “أي عملية عسكرية أميركية منفردة ضد سوريا ستكون “مؤسفة للغاية”.

هذا التصريح الضعيف وما سبقه من تصريحات، خيبت أمال أركان الحكم في سوريا وايران والحلفاء في لبنان الذين كانوا يعولون على الموقف الروسي”الصلب” الداعم لمعسكر الممانعه على حدّ تعبيرهم .

فلماذا تراجعت روسيا عن دعم بشار الأسد ؟

سؤال يطرحه جمهور 8 اذار اللبناني الفخور بأنه جزء من معسكر الممانعه الذي تقوده ايران الان في أحلك الظروف، اذ يواجه فيه ركن أساسي في هذا المعسكر وهو النظام السوري خطر السقوط، بفعل ثورة داخليه ودعم غربي لها سيتوّج بعد أيام بضربة عسكريه تستهدف بنية النظام الذي تجرّأ واستخدم السلاح الكيماوي ضدّ شعبه.لم يعرف بعد مدى هذه الضربه ولكن من المؤكد انها سوف تغير مسار الأحداث ولن يخرج منها النظام السوري منتصرا سياسيا وان نجا عسكريا بفعل محدودية الحمله العسكريه كما أعلن الأميركيون، فالتسويه السياسيه المنتظره والمتفق عليها شرقا وغربا بعد تلك الضربه العسكريه “التكتيكيه”، سوف تضع بشار الأسد خارج السلطه على حد قول “دايفيد كاميرون” رئيس الوزراء البريطاني للصحافيين قبل ثلاثة أيام.

 

المؤكد ان روسيا ليست دولة ضعيفه وصغيره كي لا تتجرأ وتقف في وجه الأميركيين، ورئيسها بوتين ليس قصير النظر أو انتهازيا كما يحلو للبعض وصفه، ولكنه قائد سياسي محنك همه تامين مصلحة بلده، وهو يعلم ان تلك المصلحه لن تتحقق مع نظام دكتاتوري أيل للسقوط لم يستطع بعد سنتين ونصف بالرغم من دعمهم العسكري له هم والايرانيين من السيطره على البلاد، بل كل ما تسبب به هو المزيد من القتل والدمار كي يبقى الأسد في السلطه، وبالتالي أصبح مؤكدا ان نظام البعث في سوريا سوف يزول حتما لصالح نظام ديموقراطي جديد يضم كل فئات الشعب،بل أن زوال النظام السوري لصالح نظام ديموقراطي هو مطلب دولي عارم سوف يتحقق عند أول تسويه سياسيه مقبله يشرف عليها المجتمع الدولي. وهذه التسويه كان قد أعلن عنها وزير الخارجيه الروسي لافروف منذ أكثر من عام وكررها باستمرار في مؤتمراته الصحفيه حتى وافقه عليها الأميركيون، مع خلاف بسيط وهو المطالبه بخروج الأسد قبل البدء بعملية التسويه كما يريد دول الغرب أو بعدها كما أصرّ الروس عن حكمه وذلك كي لا يتصرف النظام السوري بشكل يائس ويقدم على تفجير الأوضاع في سوريا ومحيطها اذا ما أحس بقرب نهايته وأحس قادة هذا النظام بالخطر على حياتهم .

لذلك فان ما صدر عن روسيا منذ أيام انها لن تقاتل أحدا في سبيل سوريا، وما صدر اليوم عن الرئيس بوتين من مناشده للأميركيين ان لا يتسرعوا ويقدموا على عمل عسكري دون التأكد من ان النظام هو من أطلق الأسلحه الكيماويه، وانه في حال تدخلهم العسكري المؤسف عليهم الانتباه من سقوط الالاف من الضحايا، فان في هذه المواقف ما ينبىء بدنو ساعة الحل السياسي بعد الضربه الغربيه المرتقبه، والتي تقتضي ان لا  يتسبب الأميركيون بتدخلهم زيادة المأساة،فايقاف النزف السوري وفرض التسويه على النظام  والمعارضه هو الهدف المقبل للسياستين الأميركيه والروسيه معا.

 

 

 

السابق
ارسلان: لتضافر الجهود العربية والدولية لتبيان مصير الإمام موسى الصدر
التالي
وزراء الخارجية العرب يلتقون الاحد حول سورية