لهذه الاسباب ستنحسر موجة التفجيرات الارهابية

اجتماع المجلس الاعلى للدفاع
في حال وجود أكثر من جهة نفذت التفجيرات على قاعدة ضربة مقابل ضربة ، فان توازن الرعب يكون قد تحقق . وفهم المعنيون قدرة جميع الاطراف على رد الصاع صاعين. وهذا من شأنه أنه يوقف الاندفاعة التفجيرية والركون الى مرحلة من استخلاص العبر .

عادت النار السورية الى ديارها ، أقله موقتا ، ريثما تنجلي حقيقة وحجم وتداعيات الضربة العسكرية الغربية المتوقعة لبعض مواقع النظام السوري . ومن المأمول أن يتوقف مسلسل التفجيرات الارهابية التي ضربت مناطق لبنانية مختلفة .

هذا ما يؤكده مصدر واسع الاطلاع لـ”جنوبية ” ، ويشير الى عدد من المعطيات التي تؤكد ما يذهب اليه :

أولا ، كان الهدف من التفجيرات ، التي يبدو أن منفذها واحد في الضاحية وطرابلس ، ايصال رسالة معينة . واذا صح الاتهام الموجه الى المخابرات السورية بتنفيذ هذه الاعتداءات عبر عملاء محليين ، فان هذه الرسالة تفيد أن بامكان النظام السوري ، وحتى في وضعه الحالي المتداعي ، أن يفجر فتنة سنية شيعية ، لن يكون بمقدور أحد على اخمادها ، الا بمساعدته . أي انها سياسة استدراج العروض التي امتهنها نظام الاسد ، الاب  والابن ، منذ عقود في لبنان . ولكن هذه المرة اللعبة مكشوفة جدا ، ولا يوجد من سيشارك في المناقصة ، او المزايدة الدموية ، التي يأمل منها ذلك النظام تحسين وضعه التفاوضي الوجودي وهو يلفظ انفاسه الاخيرة .

ثانيا ، في حال وجود أكثر من جهة نفذت التفجيرات على قاعدة ضربة مقابل ضربة ، فان توازن الرعب يكون قد تحقق . وفهم المعنيون قدرة جميع الاطراف على رد الصاع صاعين. وهذا من شأنه أنه يوقف الاندفاعة التفجيرية والركون الى مرحلة من استخلاص العبر .

ثالثا، بامكان اي جهة ارهابية ، سواء كانت تابعة لدولة او لحزب أو اي شيء آخر ، ان تحقق نجاحات في الضربات الاولى ، مستفيدة من عنصر المفاجأة ، وعدم استعداد الطرف المستهدف ، الا ان مهمتها التخريبية تزداد صعوبة بعد الضربات الاولى ، عندما تستنفر الاجهزة الامنية المعنية ، رسمية وحزبية ، وعندما تفتح الهيئات المدنية الاهلية أعينها جيدا . فتكون كلها مستعدة ومتنبهة .

رابعا ، لقد أوقفت الاجهزة الامنية عددا لا بأس به من المشتبه بهم بممارسة الارهاب ، وهي تضيق الخناق على البقية . وثمة معلومات كثيرة  لدى هذه الاجهزة عن عشرات الافراد الذين تورطوا او انهم سيتورطون في اعتداءات مستقبلية . لذا بات بالامكان احتوائهم ، ولو تطلب الامر بعض الوقت لاعتقالهم .

خامسا ، قام في لبنان “تنسيق الضرورة” بين أجهزة أمنية رسمية ، فتعاونت في ما بينها لتغطية كل المناطق اللبنانية بعمليات المسح الامني . اذ من المعروف ان الاجهزة اللبنانية مطيفة وممذهبة بحيث لا يستطيع جهاز بعينه العمل في منطقة غير محسوبة عليه طائفيا. الا ان الهجمات الاخيرة ، ولانها استهدفت مناطق مختلفة مذهبيا ، اجبرت الجميع على التعاون والتنسيق . وهذا ما سيؤدي الى تفعيل العمل الامني الاستباقي والوقائي ، منها لتكرار مأساتي الضاحية وطرابلس .

السابق
مروه: رد حزب الله على ضرب سوريا سيكون من خلال قنبلة هنا أو انفجار هناك
التالي
جنبلاط: الضربة على سوريا لن تكون حاسمة لا سيما بظل غياب التوافق الدولي