الصايغ: لبنان لا يمكن أن يحكم بالتطرف بل بالاعتدال

زار الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ مخيم العمل التطوعي الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية في بلدة كفور العربي في أعالي منطقة البترون، حيث اطلع على المشاريع التي ينفذها المتطوعون والمتطوعات في حضور مدير التنمية في وزارة الشؤون الاجتماعية جورج أيدا ممثلا وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل بو فاعور، المستشار القانوني للوزارة انطوان زخيا، رئيس بلدية كفور العربي كارلوس أنطون معوض واعضاء المجلس البلدي، مديرة المخيم سحر حلواني ومساعدتيها منى نصر الدين وروزين ضاهر.

بعد النشيد الوطني قدم للندوة المتطوع نادر مطر، فكلمة ترحيب من رئيس البلدية السيد معوض شكر فيها كل من ساهم في تخصيص كفور العربي بهذا المخيم. فكلمة المتطوعين ألقتها ميرا يونس التي شكرت وزارة الشؤون على إفساح المجال للمشاركة في هذا المخيم وثمنت الضيافة والحفاوة في استقبال اهالي البلدة للمتطوعين.

أيدا

ونقل أيدا تحيات الوزير بو فاعور الى المشاركين منوها بجهوده الجبارة على مستوى كل لبنان. وثمن تعاون الوزير الصايغ ومواكبته لكل النشاطات والمشاريع.

الصايغ

وتحدث الوزير الصايغ عن “روح القيادة والعمل التطوعي” معتبرا أن “أجمل ما في هذا المخيم هو ان لبنان كله يلتقي تحت سنديانات كفور العربي في ظل وضع غير عادي حيث لبنان معرض للانقسام والتشرذم والتفكك ومجتمعنا مشتت”.

وقال :”جئتم اليوم لتؤكدوا ان هذا المخيم هو الرد الأوضح والافعل على كل الشعارات والترددات والاشعاعات التي تقول أن لا مستقبل للبنان، وانتم اليوم من خلال عملكم التطوعي في الحقل وعلى الطرقات وفي البساتين ومن خلال تنظيف وترتيب الحقول، ومن خلال تعزيز المحبة التي تجمعكم في كفور العربي فتؤكدون على ان لبنان باق فينا نحن، لبنان هو انتم، وفي النهاية لبنان لا يمكن ان يصمد ويستمر اذا لم تعبروا انتم بكل بساطة ومن دون شعارات وخطابات، تعبرون بالفعل وبالعمل التطوعي والتنموي ان لبنان باق رغما عن كل الذين لا يريدون ان يبقى لبنان”.

وشكر المتطوعين قائلا :”لأنكم تلقنوننا درسا في الامل وفي العمل التطوعي الذي ينظم هذا العام تحت شعار الامل”، كما شكر “وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى رأسها الوزير وائل بو فاعور مثمنا ما يقوم به وهو الذي أصر على إكمال العمل الجيد وقطاف الثمر الجيد وحصاد الزرع الجيد”.

وقال :”لقد جئتم من كل المناطق، من الجنوب والبقاع والجبل والشمال وبيروت، مسلمين ومسيحيين، للمشاركة بعمل الخير والعمل التطوعي. نحن نعيش ظرفا صعبا ومهددون بأعظم العظائم على كافة المستويات وأهميتنا أن نحول التهديد الى فرصة وهذه هي قوة الشباب ونحن بحاجة الى كل الذين يضعون نصب أعينهم الخير العام”.

وأكد أن “لا وطن من دون محبة، ولكن ما هي حال المحبة في وطننا وكيف يكون الانتماء الى وطن من دون محبة؟”، داعيا إلى “إجراء مقاربة جديدة للبنان والعمل التطوعي ليس جديدا علينا في لبنان لكن السياسة أكلت كل شيء، وعليكم أنتم كشباب، ولديكم مقاربة التطوع، أن تعيدوا اختراع العمل التطوعي والاجتماعي فتعيدوا اختراع لبنان الذي يشبهكم، ولبنان لا يشبه احدا غيركم. لا يجوز ان يشبه لبنان الاجداد فقط بل يجب ان يشبه المستقبل ايضا، وهذا العمل المشترك الذي تقومون به اليوم يجب ان يطلق للعلن، وهناك مسؤولية اعلامية ووطنية، لنؤكد للعالم اننا قادرون على العيش معا في لبنان، مسلمين ومسيحيين. واذا كان هناك من يريد ان يحملنا اوزار الماضي بمقولة ان الحياة المشتركة غير ممكنة في لبنان، عليكم انتم أن تعكسوا لهم أن كل شيء ممكن. هذا هو صراع بناء الاوطان.الوطن هو تفاعل بين ابناء المجتمع الذي ينتج الهوية الوطنية الحقيقية”.

وتابع :”العمل التطوعي وما تقومون به هو عمل اجتماعي يتطلب نمطا جديدا من القيادة، وقد آن الاوان للارتقاء من المفهوم التقليدي للقيادة والخوف من الآخر الذي يحول دون التفكير بالعقل ويكرس التفكير والعمل من خلال القلب والعاطفة. وللأسف اننا في لبنان نعيش اليوم حال خوف من بعضنا البعض متناسين ان ما يجمعنا بلبنان هو اكثر مما يفرقنا. والعمل التطوعي هو أفضل رد على هذا الخوف”.

وانتقد “القياديين الانتهازيين الذين يشترون ويبيعون ويبدلون الوانهم كل يوم ولا يسعون الا للمناصب والسلطة”، وقال:”المطلوب اليوم قيادة جديدة عنوانها تختارونه انتم، قيادة متحررة غير مرتهنة لا للداخل ولا للخارج، قيادة تشاركية على كافة المستويات تكون المحبة شرطا اساسيا فيها”.

وشدد على “اهمية الحوار بدءا من المنزل والعائلة والمدرسة وصولا الى القرية والمحيط والمجتمع وصولا الى الحوار والتواصل على مستوى الوطن” مؤكدا “دور المرأة في إشاعة وزرع السلم الاهلي في كل مجالات الشأن العام”.

وختم متمنيا أن “تتسع رقعة مساحة الحرية في لبنان على مستوى كل الوطن لأن لبنان لا يمكن أن يحكم بالتطرف بل بالاعتدال، ولا يجوز لأي طائفة ان تفهم دينها وتنفذه على كيفها، لأن كل الديانات تؤمن بوحدة الانسانية والقيم الاساسية”.

ثم جرى حوار بين الوزير الصايغ والمتطوعين. وتخلل الندوة عرض مصور للمشاريع التي نفذها المتطوعون في كفور العربي.

السابق
لقاضي صقر يوقف شخصين في قضية الصواريخ التي اطلقت من الجنوب باتجاه شمال اسرائيل
التالي
الكرملين: شن عملية عسكرية ضد سوريا سيسدد “ضربة كبرى” للنظام العالمي