رأى عضو هيئة التنسيق في تجمع لبنان المدني الدكتور محمد علي مقلد أن حزب الله تورط في سوريا بقرار ايراني بحيث أصبح خروجه من هناك أصعب من دخوله ، ولو كان القرار قراره لربما استجاب الى الاتجاهات المعارضة من جاخله لهذا التورط . واعتبر ان الضربة العسكرية للنظام السوري ، رغم محدوديتها ، ستعيد التوزان العسكري هناك ، وقد تثمر في لبنان ولادة حكومة حيادية .
وقال في حديث لـ”جنوبية ” :مما نسمعه من مواقف غربية أتوقع أن تكون الضربة العسكرية للنظام السوري محدودة ، يريد الغرب منها اعادة التوازن في سوريا الى ما قبل معركة القصير ، واطالة أمد الحرب لمزيد من توريط واستنزاف القوى المشاركة ، سواء ايران وحزب الله ، أو القوى التي يعتبرها الغرب اصولية وسلفية او تكفيرية ، والتي ﻻ يرغب بان تصل الى السلطة في سوريا .وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي فرانسوا هوﻻند صراحة اذ قال : عندما يصبح اﻻئتلاف المعارض جاهزا لاستلام السلطة سنتدخل لحسم الموقف وانهاء العنف .
وابنلسبة للتداعيات على لبنان فهي شقان ، في الشق اﻻول ثمة تهديد سوري لدول الجوار بقصفها لتكبير حجم المعركة . وهذا ما استبعده . وقد ﻻحظنا ان كل مافعله النظام السوري استعدادا للضربة الغربية هو محض دفاعي ، اي اخلاء المراكز العسكرية التي قد تستهدف وكذلك اخلاء محيطها من السكان .
في الشق الثاني نتمنى ان تبدل القوى المراهنة على بقاء النظام السوري من موقفها فتسعى للبحث عن تسوية ما . ولعل باﻻمكان تشكيل حكومة جديدة تدير البلاد ، ومباشرة الحوار الوطني ، ليس لخروج حزب الله من سوريا ، ﻻن ذلك صعب للغاية ، ولكن للتخفيف من تداعيات هذا التورط على لبنان .
اعتقد أن وجهة نظر رئيس الجمهورية المدعومة من قوى 14 اذار ستطبق في النهاية ، اي تشكيل حكومة تكنوقراط حيادية من غير الحزبيين . على أن يبقى الحوار مكانا للقوى السياسية المتقاتلة. وﻻ يمكن حصول غير ذلك ﻻن الخيارات المقترحة من هذا الفريق أو ذاك كلها مستحيلة ومتعارضة . ويجب ايجاد حل ثالث وسطي . واعتقد ان حزب الله بعد الضربة الغربية لسوريا قد يغير رأيه ويمشي بهذا الخيار الوسطي .
وعن موجة التفجيرات قال مقلد : من الصعب توقع انحسار او تفاقم موجة التفجيرات بالسيارات المفخخة . ولكن سياسيا اعتقد ان ما حصل من تفجيرات حتى اﻵن أتى ثماره . ووصلت الرسائل الى حيث يجب ان تصل ، سواء من تفجيري الضاحية او من تفجير طرابلس . وﻻ اعرف اذا كان سيتم استهداف مناطق أخرى مختلفة مذهبيا . واذا كان النظام السوري متهما بهذه اﻻعتداءات فانه سيكون مشغوﻻ في اﻻسابيع المقبلة بما سيواجهه من ضربات عسكرية . لذا اميل الى ان الموجة ستنحسر .
وعن امكان انسحب حزب الله من سوريا قال : لقد تورط حزب الله بالمعركة في سوريا واصبح خروجه منها اصعب من دخوله . وما يزيد من هذه الصعوبة ان القرار ايراني . ومع وجود اتجاهات معارضة داخل الحزب تطالب باﻻنسحاب من سوريا ، ولكنها ضعيفة . ولو كان القرار قراره لربما كانت ستؤثر ولكن القرار خارجي . والمؤسف ان ما يشجع الحزب هو التأييد الشعبي الذي سببته التعبئة المذهبية ، وزرع اﻻعتقاد بان الشيعة في لبنان يواجهون خطرا وجوديا من قبل المعارضة السورية وخصوصا اﻻصولية منها.
ما ﻻ ينتبه له حزب الله أنه عندما يتحدث عن اﻻصولية فانه يتغافل عن واقع هو انه هو اصولي ايضا، وهو تكفيري ايضا . وكل اﻻحزاب الايديولوجية التي ﻻ تعترف باﻻخر وتلغيه هي احزاب اصولية تكفيرية.