مقلد : وحزب الله أيضا أصولي تكفيري

عضو هيئة التنسيق في تجمع لبنان المدني
عندما يتحدث حزب الله عن اﻻصولية فانه يتغافل عن واقع هو انه هو اصولي ايضا، وهو تكفيري ايضا . وكل اﻻحزاب الايديولوجية التي ﻻ تعترف باﻻخر وتلغيه هي احزاب اصولية تكفيرية.

رأى عضو هيئة التنسيق في تجمع لبنان المدني الدكتور محمد علي مقلد أن حزب الله تورط في سوريا بقرار ايراني بحيث أصبح خروجه من هناك أصعب من دخوله ، ولو كان القرار قراره لربما استجاب الى الاتجاهات المعارضة من جاخله لهذا التورط . واعتبر ان الضربة العسكرية للنظام السوري ، رغم محدوديتها ، ستعيد التوزان العسكري هناك ، وقد تثمر في لبنان ولادة حكومة حيادية .

وقال في حديث لـ”جنوبية ” :مما نسمعه من مواقف غربية أتوقع أن تكون الضربة العسكرية للنظام السوري محدودة ، يريد الغرب منها اعادة التوازن في سوريا الى ما قبل معركة القصير ، واطالة أمد الحرب لمزيد من توريط واستنزاف القوى المشاركة ، سواء ايران وحزب الله ، أو القوى التي يعتبرها الغرب اصولية وسلفية او تكفيرية ، والتي ﻻ يرغب بان تصل الى السلطة في سوريا .وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي فرانسوا هوﻻند صراحة اذ قال : عندما يصبح اﻻئتلاف المعارض جاهزا لاستلام السلطة سنتدخل لحسم الموقف وانهاء العنف .

وابنلسبة للتداعيات على لبنان فهي شقان ، في الشق اﻻول ثمة تهديد سوري لدول الجوار بقصفها لتكبير حجم المعركة . وهذا ما استبعده . وقد ﻻحظنا ان كل مافعله النظام السوري استعدادا للضربة الغربية هو محض دفاعي ، اي اخلاء المراكز العسكرية التي قد تستهدف وكذلك اخلاء محيطها من السكان .

في الشق الثاني نتمنى ان تبدل القوى المراهنة على بقاء النظام السوري من موقفها فتسعى للبحث عن تسوية ما . ولعل باﻻمكان تشكيل حكومة جديدة تدير البلاد ، ومباشرة الحوار الوطني ، ليس لخروج حزب الله من سوريا ، ﻻن ذلك صعب للغاية ، ولكن للتخفيف من تداعيات هذا التورط على لبنان .

اعتقد أن وجهة نظر رئيس الجمهورية المدعومة من قوى 14 اذار ستطبق في النهاية ، اي تشكيل حكومة تكنوقراط حيادية من غير الحزبيين . على أن يبقى الحوار مكانا للقوى السياسية المتقاتلة. وﻻ يمكن حصول غير ذلك ﻻن الخيارات المقترحة من هذا الفريق أو ذاك كلها مستحيلة ومتعارضة . ويجب ايجاد حل ثالث وسطي . واعتقد ان حزب الله بعد الضربة الغربية لسوريا قد يغير رأيه ويمشي بهذا الخيار الوسطي .

وعن موجة التفجيرات قال مقلد : من الصعب توقع انحسار او تفاقم موجة التفجيرات بالسيارات المفخخة . ولكن سياسيا اعتقد ان ما حصل من تفجيرات حتى اﻵن أتى ثماره . ووصلت الرسائل الى حيث يجب ان تصل ، سواء من تفجيري الضاحية او من تفجير طرابلس . وﻻ اعرف اذا كان سيتم استهداف مناطق أخرى مختلفة مذهبيا . واذا كان النظام السوري متهما بهذه اﻻعتداءات فانه سيكون مشغوﻻ في اﻻسابيع المقبلة بما سيواجهه من ضربات عسكرية . لذا اميل الى ان الموجة ستنحسر .

وعن امكان انسحب حزب الله من سوريا قال :  لقد تورط حزب الله بالمعركة في سوريا واصبح خروجه منها اصعب من دخوله . وما  يزيد من هذه الصعوبة ان القرار ايراني . ومع وجود اتجاهات معارضة داخل الحزب تطالب باﻻنسحاب من سوريا ، ولكنها ضعيفة . ولو كان القرار قراره لربما كانت ستؤثر ولكن القرار خارجي . والمؤسف ان ما يشجع الحزب هو التأييد الشعبي الذي سببته التعبئة المذهبية ، وزرع اﻻعتقاد بان الشيعة في لبنان يواجهون خطرا وجوديا من قبل المعارضة السورية وخصوصا اﻻصولية منها.

ما ﻻ ينتبه له حزب الله أنه عندما يتحدث عن اﻻصولية فانه يتغافل عن واقع هو انه هو اصولي ايضا، وهو تكفيري ايضا . وكل اﻻحزاب الايديولوجية التي ﻻ تعترف باﻻخر وتلغيه هي احزاب اصولية تكفيرية.

السابق
مصر وحتمية العسكر
التالي
‘الامن الذاتي’ يستهدف الشيعة المستقلين