الجنوب.. قلق وترقب ولا حول ولا قوة

الجيش الاسرائيلي
لم يكن ينقص الاهالي هذا الحجم من الرهاب من قرع طبول حرب واسعة النطاق، فالجنوب يعيش تداعيات الازمة السورية منذ حرب القصير الاخيرة.

يسود الجنوب حال من الترقب والحذر، في ضوء تنامي الحديث عن سيناريوات ضربة اميركية_دولية للنظام السوري في الساعات او الايام المقبلة، لاسيما وان اسرائيل بدأت تعد العدة واكدت انها سترد “بقوة” على أي تحرك على حدودها من جهة، والاشارات المتنقلة عن امكانية مشاركة حزب الله في هذه الحرب إذا وقعت، على خلفية انه لا يمكنه البقاء “مكتوف الايدي” إزاء اي ضربة للنظام،من جهة ثانية. الامر الذي انعكس توترا تلقائيا يقض مضاجع المجتمع برمته.

لم يكن ينقص الاهالي هذا الحجم من الرهاب من قرع طبول حرب واسعة النطاق، فالجنوب يعيش تداعيات الازمة السورية منذ حرب القصير الاخيرة، وما بعدها من المعارك بمشاركة حزب الله في المعارك الدائرة، وهو دفع فاتورة هذا الصراع بأرواح أبنائه الذين سقطوا في سوريابالعشرات.

وماذا بعد؟ ماذا سيحصل؟ الى اين سيهرب الاهالي؟

تنهال عشرات الاسئلة خوفا من الاتي. فمن تفجيرات الضاحية الجنوبية المتنقلة، الى القلق المسيطر على الحياة اليومية لهؤلاء الجنوبيين، مع ارتفاع عدد الشائعات بإيجاد سيارة مفخخة هنا، وعبوة ناسفة هناك، والآن التخوف من الضربة العسكرية للغرب التي قد تفتح جبهة الجنوب وتحمل المواطنين ما لا يمكنهم تحمله في الوقت الحالي، في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة والانتقسام السياسي الحاصل في البلاد.

يتقاسم ابناء الجنوب القلق والخوف، فيقوم عدد كبير منهم بتخزين كميات كبيرة من اللحوم المثلجة والمبردة، والمعلبات والطحين والمازوت تكفيهم لمدة شهر على الاقل، تحسبا لاي طارىء امني قد يصيب مناطقهم، فـ “الحرب قادمة، ولا نعرف ما تحمله معها من ازمات ومآس، وتهجير، ما بدنا نتبهدل، الله يستر”. الجملة الاشهر في الوقت الحالي، ومعها عبارة “لا حول ولا قوة إلا بالله”.

يمر اهالي الجنوب في فترة من السواد الاعظم، خوفا من تطورات الازمة السورية وتداعياتها على الحدود الجنوبية، والتهديدات الاسرائيلية المتكررة. فالى جانب التحضر “للحرب” وفقا لامكانيات كل عائلة، يسجل اقبال على مكاتب شركات السفر والسياحة يحملون جنسيات اجنبية للمغادرة في اسرع وقت ممكن، وفي اي وقت.

السابق
.. عن السياحة الثقافية جنوباً
التالي
اوغسابيان: على اللبنانيين حماية انفسهم قبل السقوط في الهاوية