سياسة النعامة بانتظار مرور العاصفة

الطيران الحربي الاميركي في سماء المنطقة
تبلغ جزب الله اكثر من تحذير من اجهزة مخابرات غربية من مغبة توجيه ردة الفعل نحو اسرائيل التي نشرت بطاريات صواريخ من نوع "باتريوت" في الكرمل وحيفا وصفد وطبريا شمال اسرائيل تحسبا.

كل الانظار تتجه صوب سوريا لمشاهدة الضربات العسكرية التي يقول الغرب أنها ستكون محدودة ومركزة على مواقع رئيسية. بحيث تضعف القدرات الاستراتيجية للنظام السوري ولكنها لا تسقطه ، أو حتى لا تجعله يفقد المقدرة على موازنة قوى المعارضة المسلحة.

 لبنانيا ،الجمود والترقب يحكمان المشهد . ولا أفق لاي تحرك سياسي الا بعد انقشاع الرؤية وتبدد دخان الغارات الغربية على سوريا .

 واكدت مصادر متقاطعة ان لبنان الذي يحبس انفاسه مترقبا العاصفة ، لن يتأثر بهذه الحرب المحدودة ، وان كانت صواريخ التوماهوك قد تمر في سمائه . ولن يطرأ اي تبدل في المشهد الداخلي . اذ ان الحرب الامنية المفتوحة بين حزب الله وأعدائه ، عبر السيارات المفخخة والتفجيرات المتنقلة ستستمر ، طالما استمر التدخل العسكري للحزب في سوريا .

 وتجزم المصادر أن ردة فعل “حزب الله” على الضربة الغربية ستتشبه بسياسة النعامة ، أي اخفاء الرأس بانتظار مرور العاصفة . ولن يتورط الحزب في اي مواجهة مع اسرائيل ، طالما أن أحدا لن يقترب منه . بالاضافة الى ما ذكرته وكالة الانباء المركزية من أن الحزب تبلغ اكثر من تحذير من اجهزة مخابرات غربية من مغبة توجيه ردة الفعل نحو اسرائيل التي نشرت بطاريات صواريخ من نوع “باتريوت” في الكرمل وحيفا وصفد وطبريا شمال اسرائيل تحسبا، واستعدادها لتدمير مناطق تواجد الحزب في لبنان اذا ما تعرض امنها لأي ضربة.وفي الاطار نفسه صرح مسؤول اميركي كبير أن بلاده قادرة على التعامل مع اي اعمال انتقامية سورية  او رد فعل من لاعبين خارجيين” بمن فيهم ايران او حزب الله .

ويبقى ان لبنان بدأ يشهد موجة جديدة من النزوح السوري خوفا من الحرب المقبلة ، وعبر الحدود في يوم واحد حوالى ١٤ الف سوري . ومن المتوقع تدفق المزيد في الايام المقبلة . ما يضع البلد امام اعباء جديدة وهو الذي عجز عن تحمل الموجود لديه من نازحين . ازاء ذلك اكتفت الدولة بعقد المزيد من الاجتماعات لرمي المسؤولية على المنظمات الدولية ، في تطبيق أخر لسياسة النعامة ، فالعاصفة ستتوقف والحرب ستنتهي ولا بد أن يعود النازحون الى بلادهم .

باستثناء ذلك استمرت الثرثرة السياسية اللبنانية المعهودة حول الوحدة الوطنية وضرورة تشكيل حكومة جامعة والنأي بالنفس عن النار السورية … بعد أن أصبحت في قلب لبنان .

السابق
القوات السورية تقوم بعمليات تبديل مواقع تحسباً لضربة عسكرية
التالي
لا اتفاق في مجلس الامن حول سوريا