مخيم لاجئين أم.. بؤرة أمنية

مخيم عين الحلوة
مخيم الطوارئ الذي يكثر الحديث عنه، فهو عبارة عن مخيم صغير أنشأ عام 1954 ويفصله عن مخيم عين الحلوة جزء من منطقة التعمير.

كثر الحديث في الأيام الفائتة عن الوضع في مخيم عين الحلوة، و”الفلتان” الامني المنتشر في ذاك المخيم، هو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، يسكنه نحو 60 ألف لاجئ فلسطيني، وقد توسع خصوصاً بعد 1985 ليضم إلى جانب مساحته الأصلية منطقة البركسات وخطة السكة وبستان اليهودي.

أما مخيم الطوارئ الذي يكثر الحديث عنه، فهو عبارة عن مخيم صغير أنشأ عام 1954 ويفصله عن مخيم عين الحلوة جزء من منطقة التعمير. ويسكنه نحو 6000 شخص.
فما هي القوى السياسية التي تتواجد في مخيم عين الحلوة، والتي يحاول بعض وسائل الإعلام وصفه بالقنبلة الموقوتة والبؤرة الأمنية؟

القوة الإسلامية الأساسية هي الحركة الإسلامية المجاهدة التي يتزعمها الشيخ جمال خطاب، وهي حركة إسلامية يمكن وصفها أنها أقرب إلى حركة الإخوان المسلمين، ويتحدث أحد المطلعين عن أن هذه الحركة تستطيع أن تستنفر نحو 400 مقاتلاً، في حال حصل أي طارئ في المخيم.
أما عصبة الأنصار التي لمع اسمها في السنوات الفائتة بقيادة أبو محجن، ووصفت عند تأسيسها بالتنظيم السلفي الجهادي الذي يرفض الآخر ويكفره، وشارك عدد من عناصرها في الحرب أثناء الوجود الأميركي في العراق وخسرت عدد من مقاتليها هناك. وقد جرى تحول في مواقفها السياسية مؤخراً وصارت طرفاً محلياً يأخذ الوضع في المنطقة بعين الاعتبار عند كل منعطف سياسي، والعصبة تستطيع أن تحشد نحو 400 مقاتلاً خلال الاشتباكات التي كانت تحصل في المخيم بين الفصائل المختلفة.
أما حركة حماس، التي تحظى بتأييد شعبي ملحوظ، فهي تنفي أن تكون لها بيئة عسكرية في المخيم، لكن أحد المصادر يشير إلى قدرة حركة حماس على تجنيد نحو 300 مقاتلاً في المخيم.

أما حركة الجهاد الإسلامي فيبدو أن قوتها السياسية والإعلامية أكبر بكثير من قدراتها العسكرية وهي لا تتدخل بأي حدث أمني داخل المخيم. وهناك تنظيم فلسطيني آخر يدعى أنصار الله ويتزعمه جمال سليمان وقوته الأساسية في مخيم المية ومية القريب من مخيم عين الحلوة وله بعض النفوذ في عين الحلوة وهذا التنظيم على علاقة جيدة مع حزب الله اللبناني.
وينحصر الوجود الأساس لبقايا جند الشام وفتح الإسلام في مخيم الطوارئ بالإضافة إلى وجود عناصر لهما في أحياء طيطبة، حطين والطيري ويقدر عددهم ما بين 70 – 80 عنصراً.
ويعلق أحد الفلسطينيين المطلعين: عند وقوع اشتباكات بين جند الشام أو فتح الإسلام مع منظمة التحرير الفلسطينية فإن قوتهما تتوسع إلى حد 200 عنصراً ويعزو ذلك إلى وقوف عناصر من تنظيمات إسلامية أخرى إلى جانبهما تحت حجة أن أفراد التنظيميين مسلمون ولا يجوز التخلي عنهم.
من جهة أخرى، فإن قوى منظمة التحرير الفلسطينية المشكلة من فتح وباقي التنظيمات ما زالت الأكثر نفوذاً حسب رأي أحد المطلعين وخصوصاً أن م.ت.ف. تشرف على مداخل المخيم ومخارجه، ولديها قوة عسكرية نظامية باسم قوات الأمن الوطني موجودة في المخيم بمسؤولية صبحي أبو عرب.
كل ذلك إلى جانب الجيش الشعبي الذي يرأسه منير المقدح المحسوب على حركة فتح، لكنه يتصرف ضمن مساحة خاصة به.
وموقف منظمة التحرير الفلسطينية بفصائلها كافة معروف ومعلن باتجاه التعاون والتنسيق مع السلطة اللبنانية ويؤكد مسؤوليها في كل مناسبة حياد الفلسطينيين تجاه النزاع الداخلي اللبناني.
يعلق أحد الخبثاء: إذا كان هذا هو الوضع في المخيم والجميع على علاقة جيدة، فلماذا تدور اشتباكات بين الفصائل وخصوصاً بين فتح وقوى إسلامية كل فترة؟ فيجيبه من هو أخبث منه: يبدو أن هناك طرفاً أكبر من الجميع ويتلاعب بالوضع بين الحين والآخر وحتماً أن ذلك الطرف يقيم خارج المخيم، وفهمكم كفاية.

السابق
ميقاتي: عندما تقع الضربة على سوريا نتصرف تبعاً لما يقتضيه الظرف
التالي
هل تبدأ الضربة العسكرية على سوريا غدا؟