هل نكشف ما عندنا للرأي العام؟

إذا بقينا نختبئ خلف أصابعنا، فإنه لن يكون بمقدورنا أن ندل بهذه الأصابع على ان الإرهاب لم يعد على الأبواب بل أصبح في عقر ديارنا. وماذا ننتظر لكي نُصدِّق هذه الحقيقة المُرَّة؟
هل علينا أن ننتظر المزيد من الصواريخ والمزيد من العبوات الناسفة والمزيد من السيارات المفخخة؟
لنَقُل الأمور كما هي:
تراجعت إحتمالات التفجيرات في الضاحية الجنوبية بعد الإجراءات التي اتُخِذَت في تلك المنطقة، من حواجز وتدقيق بالسيارات الداخلة واستخدام الكلاب البوليسية المدرَّبة على استشعار رائحة المتفجِّرات. هذا ما لم يحصل في طرابلس فنجح الإرهاب في التغلغل إلى عُمق عاصمة الشمال، وإن كان أحد أهدافه الأساسية اللواء أشرف ريفي حيث ان المعلومات أشارت إلى ان سائق إحدى السيارتين الجانيتين، حاول في البداية ركن السيارة المفخخة أمام البناية التي يقطن فيها اللواء ريفي، وحين لم يسمح له المولَجون بحفظ الأمن أمام المنزل بدَّل من موقع ركنها في الجهة المقابلة فكان ما كان، إذاً الإجراءات في محيط منزله حالت دون إستهدافه ولكن وبما ان لا إجراءات في المكان المقابل فقد نجح الجناة في التفجير.
ماذا يُستنتَج من خلاصات إذاً؟
الخلاصة الأولى هي انه يجب أن تكون هناك إحتياطات وتدابير في كل المناطق لأن البلد مكشوف، ولأن الإرهاب يتعاطى مع كل المناطق بالتساوي والتوازي، فإن الإجراءات يجب أن تُتَّخذ بالتوازي أيضاً، ولا حياء في الجهر بذلك. وما الضير في ذلك؟
هل سيُقال أمنٌ ذاتي؟

ويقال ان أحد المجمَّعات نجا الأسبوع الماضي من استهداف محتَّم حين ضُبِط أحد عمال التنظيفات الذي يعمل في شركة نقل بضائع، يضع كيساً مشبوهاً في أحد مكعَّبات النفايات، تمَّت مراقبته بواسطة كاميرات مراقبة حول المجمَّع فعاد في اليوم التالي وأدخَل كيساً آخر توجَد فيه تتمة العبوة من شرائط وصواعق وساعة توقيت، وعند هذه اللحظة تمَّ ضَبط ما أُدخِل وأوقِف العامل ونجا المجمَّع، من كارثة محققة.

حين عرفنا بهذه الوقائع، تساءلنا بيننا وبين أنفسنا:
هل نكشفها للرأي العام أم نتركها لئلا تُثير البلبلة؟
قررنا أن نكشفها علَّنا بهذه الطريقة نُساهم في التخفيف من احتمالات الإرهاب، فقررنا أن نكشف ما نملك من معلومات مصادر مطلعة إنطلاقاً من النظرية التي تقول إن المجتمع هو البيئة الحاضنة لإجراءات الدولة التي تؤدي إلى الامن والإستقرار بإذن الله تعالى.

السابق
في حال حصول التدخّل…
التالي
أوباما سيلتقي بوتين خلال قمة مجموعة العشرين