زيارات مشهد تشهد ايران “الأوروبية”

مشهد الامام الرضا

مع المنع القسري لزيارة مقام السيده زينب بسبب الأحداث الأمنية والعسكرية في سوريا، تحوّل اللبنانيون الشيعة نحو مدينة مشهد في ايران لزيارة مقام الامام الرضا “غريب طوس” الذي توفي  في بعض الروايات مسموما عام 203  للهجره .

1000 دولار للشخص الواحد  كلفة السياحه الدينيه  في ايران مدّة ثمانية أيام، وتشمل مدن: طهران، مشهد، أصفهان، وقم المقدسه .

الفنادق درجه أولى والتنقلات بالطائرات وبالحافلات الفارهه المكيفه لا تدع مجالا للشك باحتراف أصحاب الحملات وخبرتهم التي اكتسبوها بعد سنوات من الكد والجهد  والمتابعه  الحثيثه لمواكبة كل جديد في عالم السياحه والسفر من أجل تسهيل الحج الى المزارات الدينيه.

تقول نور وهي قدمت من زيارة الامام الرضا أمس الاثنين وكانت قد ذهبت برفقة والدتها وأخواتها، ان الزيارة كانت مريحه بالرغم من مشاق الرحله كالازدحامات في المقامات ومحيطها خاصة مقام الامام الرضا في مدينة مشهد، اضافة الى طول المسافه التي قطعناها برا في بعض تنقلاتنا خاصة في رحلة “أصفهان – قم” التي استمرت أكثر من أربع ساعات.

اما بالنسبة للبشر والعمران في ايران فان االمفارقه كانت مثيره، فبينما كانت نور وعائلتها يتوقعون مشاهدة ضاحيه جنوبيه اخرى لبيروت أشد ازدحاما وأكثر اتساعا، إذا بهم أمام مدن عامرة: ابنيه فخمه وحدائق عامه وطرقات واسعه .والشعب الايراني منظم ومنفتح  على الاخر مهذب متمسك باحترام القوانين بل ومتطرف في تطبيقها، اما النظافه والترتيب على المستويين الشخصي والعام فحدث ولا حرج.

وبالنسبة للمظاهر الدينيه تتابع نور :” لياقه وتهذيب بالنسبه للرجال، وجمال واحتشام بالنسبة للنساء رغم ان بعض الفتيات يكشفن عن شعرهن تحت الحجاب الا ان هذا لا يعني شيئا مبتذلا على الاطلاق”.

“ايران بلد أوروبي” تقول هاديه شقيقة نور التي رافقتها وزوجها وابنتيها في الرحله الميمونه، “حبذا لو يؤثرون بنا في اسلوب العيش كما يؤثرون بنا في السياسه ، نستطيع ان نتعلم منهم الكثير”.

شهاده اخرى من زوجها الدكتور عباس:”انهم شعب منظم يحب العلم ويعشق العمل، عامل النظافه ايراني ويفتخر بعمله وعالم النووي ايراني أيضا دون كبر واستعلاء، فلا عمال أجانب بينهم الا ما ندر”.

هكذا هم الايرانيون اذن: متعلمون منظمون يشعرون بالأمان ويحبون الحياة الهادئه ويمقتون المشاكل والحروب. انهم باختصار متحضرون أكثر منا نحن العرب ، ويحبون الحياة اكثر منا نحن اللبنانيين  . فهل يسمح لنا ان نحب الحياة كما يحبونها هم دون منة من أحد أو اتهام بجبن وتخوين من البعض  ؟

وكلامنا لا يحتاج الى شهود … فالشاهد اليوم من مشهد!!

السابق
عون: من يعرقل مراسيم إستخراج النفط شريك في المؤامرة التي تحاك ضد لبنان
التالي
رسم تشبيهي لمشتبه به بوضع سيارة مفخخة أمام مسجد التقوى