الاسد لبنانيا : سيسقط … لن يسقط

الرئيس بشار الاسد
طبول الحرب تقرع . والمحاربون رسموا اطارها وحدودها وتداعياتها وبالتأكيد ما سيليها . وخير دليل على ذلك غض نظر روسيا عن الضربة التي ستعني ، في ما تعنيه ، اطلاق صواريخ توماهوك فوق رؤوس أفراد البحرية الروسية وقواعدها على الساحل السوري .

أما وأن الضربة العسكرية الغربية ضد النظام السوري باتت مؤكدة ، فان السؤال الذي يشغل اللبنانيين هو عن تداعيات هذا التطور على الوضع اللبناني .

 أول المعنيين ، أي حزب الله ، يتصرف وكأن الضربة حصلت فعلا ، ومرت من دون اسقاط حليفه بشار الاسد . وهذا يعني أنه ليس في وارد التورط وتسخين الجبهة مع العدو الاسرائيلي في لبنان ، كورقة ضغط في الكباش الاقليمي الدولي في المنطقة. ولكنه في المقابل غير معني بتبديل مواقفه وسلوكه في استمرار مشاركته العسكرية الى جانب النظام السوري.

 ويعتقد الحزب ، بناء على معطيات ايرانية ، أن من شأن الضربة الغربية أن تقوي الاسد لا أن تضعفه ، اذ ستظهره كمقاوم لعدوان مزدوج ، عسكري غربي ، وارهابي “جهادي ” من كل متطرفي العالم الاسلامي  ، ما سيمكنه من الاستمرار في معركته حتى النهاية . وهذه الصورة الاخيرة للاسد كمقارع للارهاب التكفيري باتت راسخة جدا في الاعلام الغربي الى حد أن معاهد الدراسات الاستراتيجية الاميركية اقترحت على الرئيس باراك اوباما ان يوجه في الوقت نفسه ضربات الى المجموعات الجهادية في سوريا حتى لا تقوى على النظام فتسقطه وتحل محله بدلا من المعارضة السورية الديمقراطية .

 في المقابل لبنانيا، تعتقد قوى ١٤ اذار ، بناء على معطيات سعودية ، أن الضربة الغربية ليست سوى البداية ، وستتحول مفاعيلها الى كرة ثلج ستكبر بحيث تستطيع المعارضة السورية المسلحة الصمود بداية ، بعد أن منيت بسلسلة خسائر في الاشهر الاخيرة ، والانتقال تاليا الى الهجوم ، وخصوصا اذا صدقت وعود تسليحها ، بحيث تقضم مواقع النظام الحصينة ، موقعا بعد آخر ، وتحديدا على ابواب العاصمة . وستكون نهاية الاسد وشيكة ولن تتجاوز نهاية الصيف .

 طبول الحرب تقرع . والمحاربون رسموا اطارها وحدودها وتداعياتها وبالتأكيد ما سيليها . وخير دليل على ذلك غض نظر روسيا عن الضربة التي ستعني ، في ما تعنيه ، اطلاق صواريخ توماهوك فوق رؤوس أفراد البحرية الروسية وقواعدها على الساحل السوري .

 الا ان الفرقاء اللبنانيين ، على عادتهم ، يقلبون السيناريوهات ويقولبونها على مقاسهم ومقاس حساباتهم وارتباطاتهم الخارجية . حياة اللبنانيين متوقفة على تطور الحدث في سوريا ، فاذا طال الانتظار ، هل من يسأل عن حاجات الناس ، في أمنهم وحياتهم ومستقبلهم ؟

السابق
البيت الأبيض: الخيارات حول سورية لا تتعلق بتغيير النظام
التالي
لماذا استنفار المخيمات ومحيطها؟