الدولة تحج متأخرة والفرقاء يرفضون الحوار

اجتماع مجلس الدفاع الاعلى
قررت الدولة أخيرا شراء أجهزة كشف على المتفجرات ، على أن يحضر قادة الاجهزة الامنية لوائح بحاجياتهم لتتم الموافقة عليها في اسرع وقت ، بالاضافة الى تعزيز الاجراءات الامنية في كل المناطق. ولسان حال المواطن يقول : "الدولة رايحة عالحج والناس راجعة ".

العنوان الابرز في لبنان هو اجتماع المجلس الاعلى للدفاع ، ليس لانه “شال الزير من البير” ، وانما لانه عبر مرة جديدة عن ضعف الدولة وتأخرها خطوات تقاس بالاميال عن القوى الحزبية التي تتحكم بحياة الناس وأمنهم . وتخلفها الفاضح عن فهم ومواكبة اللعبة الاقليمية الجهنمية التي تخاض في هذا البلد .

فبعد سلسلة من الاعتداءات الارهابية في مناطق مختلفة ، وسقوط شهداء فاق عددهم المئة ، واصابة مئات الجرحى ، عدا عن اضرار مادية بمئات ملايين الدولارات ، قررت الدولة أخيرا شراء أجهزة كشف على المتفجرات ، على أن يحضر قادة الاجهزة الامنية لوائح بحاجياتهم لتتم الموافقة عليها في اسرع وقت.

كما بحث المجتمعون في الاجراءات الاستباقية الممكن اتخاذها وتشديد الرقابة الامنية في المناطق. ولسان حال المواطن يقول : “الدولة رايحة عالحج والناس راجعة “.

ووفقا لوكالة الانباء المركزية “طلب المسؤولون الامنيون مواكبة سياسية لهذه الخطوات وتوفير الغطاء السياسي على ان يترافق ذلك مع ضرورة ضبط الخطاب السياسي في وسائل الاعلام”.

هذا الغطاء لا يمكن ان توفره الا حكومة قادرة وفاعلة ليست على جدول أعمال أحد من الفرقاء الاساسيين . اذ تستمر كتلة المستقبل وقوى ١٤ اذار في اشتراط عدم مشاركة حزب الله فيها ، ويؤكد الحزب أن لاحكومة من دونه . وفي هذا الخضم لا يجد الرئيس المكلف تمام سلام سوى الانتظار . وأكدت مصادر مقربة منه أنه لن يباشر سلسلة اتصالات جديدة مع المعنيين الا اذا لمس تبدلا وحلحلة في المواقف .الا ان اللافت ما تسرب من اجتماع سلام مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاخير (الاحد ) اذ لم يحدد الاخير اي شكل للحكومة لا ثلاث ثمانيات ولا غيرها تاركا للرئيس المكلف ان يستشير الفرقاء في شأن الصيغة الملائمة لترجمة منطوق الحكومة الجامعة. وهذا قد يشكل بداية تنازل لحزب الله ، أو اعطائه ضمانات جدية ، شرط عدم المشاركة ، كما يريد النائب وليد جنبلاط . ولكن حتى لو تم ذلك فان قيام حكومة لبنانية في هذا الوقت بالذات غير مسموح اقليمياوخصوصا مع قرع طبول الحرب الغربية ضد النظام السوري ، وان كانت التقديرات انها لن تكون حربا شاملة ، ولن تؤدي الى اسقاط بشار الاسد . كما اكد عضو هيئة التنسيق في تجمع لبنان المدني الدكتور حارث سليمان .

وقد سجلت القوى الرئيسية تحفظها على دعوة سليمان لهيئة الحوار الوطني ، فرفضتها كتلة المستقبل ، بطريقة غير مباشرة . ودعت الى قيام حكومة قادرة تلتزم بإعلان بعبدا . وقال الرئيس فؤاد السنيورة اننا ندرس جديا مسألة تلبية الدعوة للحوار قبل تشكيل الحكومة وسنقوم بالتواصل مع الرئيس سليمان بهذا الخصوص. أما رئيس حزب القوات اللبنانية فذكر أن حزب الله نعى طاولة الحوار، عندما صرح النائب محمد رعد أن اعلان بعبدا ولد ميتا وكأنه لم يكن.

وبالنسبة لحزب الله فقد تجاهل الدعوة تماما. واعتبر نائب امينه العام ان الحل هو بتشكيل حكومة جامعة ، وعندما يجلس الجميع على طاولة واحدة في الحكومة يتداولون ويتفاعلون ويرفعون الغطاء عن مرتكبي الاعمال الارهابية ، مكررا ان سبب موجة التفجيرات الارهابية ليس تورط الحزب في سوريا.

ومرة أخرى يصيب النائب جنبلاط ، وهو اذ أكد أن مسلسل الارهاب لن يوفر أحدا ، دعا كل الفرقاء الى الخروج من المسميات والتوصيفات التي لا تجدي نفعا وتفاقم الخلاف الذي ينطوي في جانب منه على اعتبارات مذهبية، يا للأسف، ومنها مثلا المشاريع الصفوية ومقابلها المشاريع التكفيرية”.

 

السابق
بوتين وكاميرون: استخدام الكيماوي بسوريا يتطلب رداً حاسماً
التالي
كيري يؤكد استخدام الأسد للكيماوي