لماذا لم يحدد سليمان موعدا لاجتماع حوار طارىء ؟

طاولة الحوار من دون متحاورين

مع تصاعد التهديدات الدولية بتدخل عسكري ضد النظام السوري ، يبدو من السذاجة توقع انفراج ما في الاستعصاء اللبناني ، الناتج بشكل اساسي عن الازمة السورية . ويرى المراقبون ، من اتجاهات مختلفة ، ان تلك الازمة ستشهد تصعيدا خطيرا للغاية في الاسابيع القليلة المقبلة ، بحيث يصبح الشأن اللبناني ثانويا وهامشيا ، على أجندات المعنيين .

لذا من المستبعد ان تحدث كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أي فارق في المسار اللبناني المتفجر على وقع سيارة مفخخة هما ، وانفجار ارهابي مزدوج هناك . فالفرقاء اللبنانيون الغارقون حتى الاذن ، ولو بدرحات متفاوتة ، في الوحول السورية ، سيمتنعون عن تلبية دعوة سليمان للحوار ، ففي أيام التصعيد ، وملامح الحسم ، لا يصح الحوار. وسيمضي حزب الله في حربه الى جانب النظام السوري حتى النهاية ، وسيظل تيار المستقبل وحلفاؤه على انتظارهم لسقوط ذلك النظام . وعليه لن يكون في لبنان حكومة ولا من يحكمون …أقله في الاشهر الثلاثة المقبلة .

وبالعودة الى خطاب الرئيس سليمان الى اللبنانيين بعد التفجيرات الارهابية في  طرابلس والضاحية ، فانه عبر عن العجز في مواجهة مسليل الموت والدمار والحريق ، بقدر ما عبر عن أمل ، ولو ضئيل ، بالخروج من النفق . ومن أبرز الملاحظات عل  الخطاب أنه لم يسم الاشياء باسمائها ، أو بالاحرى أنه لم يفضح المتورطين في الازمة السورية مثل حزب الله بقرار اقليمي ، أو المراهنين على حسم ما فيها والذين يعطلون قيام الحكومة مثل تيار المستقبل بأمر اقليمي ايضا . وهذان الطرفان مسؤولان ، بنسب متفاوتة ، بسلوكهما عن نقل النار السورية الى الداخل اللبناني .

لقد دعا رئيس الجمهورية الى “وقفة شجاعة وقرار وطني مسؤول، ينأى عن المصالح الخارجية والاقليمية، ويأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية الداخلية، والالتقاء ضمن حكومة جامعة وحول طاولة هيئة الحوار الوطني من دون شروط مسبقة لدرء الاخطار التي تهدد الوطن واستباحة اراقة الدم بلا تمييز”، مشدداً على “وجوب ان تكون ارادة الالتقاء وشجاعة القرار اقوى من اي اعتبار آخر وفوقه، حتى لا نقع في تجربة الانقسام والتقاتل مرة جديدة”.

لمن هذا الخطاب ؟ وهل هو ادعاء على مجهول ؟

لم يكن فخامة الرئيس بحاجة لتوجيه كلمة على الهواء مباشرة ليأمر السلطات العسكرية والامنية برفع نسبة جهوزيتها ، أو الطلب الى المواطنين ان يحافظوا على هدوئهم ووحدتهم، أو دعوة السياسيين واصحاب النفوذ والقيادات لاتباع نهج التهدئة والاعتدال . ما كان ينقص خطاب الرئيس أن يحدد تاريخا محددا ، باليوم والساعة ، لاجتماع طارىء لهيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري ، وعلى جدول اعمالها بند أول ، هو احياء اعلان بعبدا وتطويره ليكون اكثر حزما . وبند ثان ، هو تشكيل الحكومة باسرع وقت ، وبند ثالث ، امني يبحث سبل حماية الناس فعلا لا قولا.

المطلوب ان تحزم الدولة أمرها ، وتحرج كل الفرقاء الذين يجدون في موجة التفجيرات الارهابية مناسبة اضافية للتحريض الطائفي والمذهبي . وليتجرأ أحد ما على عدم تلبية الدعوة للحوار .

السابق
رعد: نواجه طغمة تكفيرية تستخدم من قبل الاستكبار ووكلائه في المنطقة
التالي
الضاحية تنزف سكانها… واقتصادها