8 أذار: تعويم حكومة ميقاتي.. لما لا

حكومة ميقاتي
الأزمة الحكومية مستمرة من دون ان يلوح في الأفق ما يؤشر الى قرب انتهائها، باعلان حكومة جديدة. بل على العكس ثمة من يتحدث باستحالة تشكيل حكومة الا اذا توفر احد شرطين بعيدي المنال.

فكرة تعويم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي طرحها في السوق السياسي أحد الزملاء من كتاب 8 أذار، عاكسا تفكير بعض الاوساط القيادية في هذا الفريق، لايجاد حل جزئي لازمة الفراغ الحكومي في البلد.

فالأزمة الحكومية مستمرة منذ عشرين أسبوعا، من دون ان يلوح في الأفق ما يؤشر الى قرب انتهائها، باعلان حكومة جديدة. بل على العكس ثمة من يتحدث باستحالة تشكيل حكومة الا اذا توفر احد شرطين بعيدي المنال، فاما غلبة فريق على آخر في سوريا تعدل من التوازن الاقليمي ، واما تسوية جزئية خاصة بلبنان، او تفاهم يشبه الـ س س الشهيرة. وعليه فان الانتظار قد يطول الى اشهر مقبلة ايضا وايضا.

ظل حديث 8 أذار عن التعويم همسا الى ان افرجت مصادر الرئيس ميقاتي عن خبر يفيد ان رئيس حكومة تصريف الاعمال ينوي اعادة تشغيل محركات حكومته بعد عودته من الخارج. وفي سبيل ذلك ستعقد سلسلة من الجلسات الوزارية لتابعة مجموعة استحقاقات داهمة ومهمة وأهمها الانفاق الحكومي. واذ ربط ميقاتي الامر بمشاورات سيجريها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فان فريق 8 اذار سارع على لسان أحد القياديين البارزين للترحيب بهذه الخطوة. وفي المقلب الآخر تحفظت قوى 14 اذار على الموضوع متسائلة عن المغزى من بث الحياة في جثة.

اقتراح 8 أذار يذهب أبعد من التعويم الشكلي. أي انه يقترح ايجاد “صيغة دستورية” ما تبطل تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة الجديدة، ويعود ميقاتي عن استقالته. صيغة لن تجد في الدستور والقانون اي سند لها، الا انها مطروحة في اوساط حزب الله وحلفائه.

ماذا يريد الحزب من هذه الفكرة ؟ برأي المراقبين المطلعين على بعض كواليس الصالونات السياسية، فان الحزب لم يرد منذ البداية تشكيل حكومة جديدة. فهو عندما أسقط حكومة ميقاتي فانه أسقط سياسة النأي بالنفس كايذان ببدء مرحلة جديدة من التورط في الشأن السوري . وهو لم يكن راغبا بان تحضر تشكيلة جديدة قد تقترح سياسة مختلفة. وما تأييده لطرح حكومة الوحدة الوطنية الا ذر للرماد في العيون. واليوم يجد الحزب نفسه بحاجة الى تعويم الحكومة المستقيلة وتمديد اقامتها حتى الانتخابات النيابية المقبلة. أولا لارضاء حليفه العماد ميشال عون المستفيد من عدد من الوزارات الحيوية، ومن احتكار التمثيل المسيحي في الحكم. وثانيا، لتستمر عجلة الاجهزة الامنية بالدوران ومساندته في الحرب الامنية التي يخوضها الآن ضد من يسميهم بالتكفيريين. لقد ضمن حزب الله التجديد لقائد الجيش من دون حكومة، ولا استحقاقات داهمة على مستوى التعيينات، وخصوصا تلك التي تهمه وتخدم معركته.

السابق
الامن الذاتي غير كاف ولا ينفع
التالي
أبو فاعور: المخرج الاساسي من هذه الازمة هو الوفاق السياسي