ماذا بقي من مقام النبي إبراهيم؟

مقام النبي ابراهيم

يبقى مصير مقام النبي إبراهيم الخليل في مزارع شبعا، مجهولاً وحتى إشعار آخر، فلا أحد يملك جواباً حاسماً في شأنه، وهو الذي كان جيش العدو الإسرائيلي قد احتله في العام 1967، خلال اجتياحه هذه المزارع. فمنذ تلك الفترة وحتى اليوم، لم تتمكن أي جهة أمنية أو دينية، من الحصول على معلومات حاسمة في شأن المقام.
مقام النبي إبراهيم، قائم داخل مزارع شبعا، وبالتحديد في مزرعة رمتا، فوق تلة تكسوها غابة جميلة من أشجار السنديان، وبالقرب منه نبع ماء يصب في بركة صغيرة. ويروى أن النبي إبراهيم لجأ إلى مغارة صخرية في هذه المنطقة، وبعد وفاته، بنيت غرفة مستطيلة الشكل فوق سطح المغارة، يتم الدخول إليها عبر قنطرة صخرية، تعلوها قبتان منحوتتان بعناية.
ويعرف المقام لدى أبناء المنطقة بمشهد الطير أو مقام الخليل إبراهيم، والغابة حيث المقام تكاد تكون الوحيدة المتبقية من غابات وأشجار جبل الشيخ الكثيفة التي أحرقها العدو الصهيوني وخربها.
تتذكر الحاجة أم محمد هاشم، والتي تجاوزت التسعين من عمرها، أنّها قصدت ذات صباح في منتصف الستينيات المقام، وكانت حافية الرجلين، وذلك أملاً في أن ترزق وزوجها طفلا.
ويروي جمال ضاهر (78عاما)، أن أهالي شبعا والقرى المجاورة كانوا يحيون المناسبات والنذور في هذا المقام، ينحرون الخراف ويقيمون حلقات الدبكة والرقص.
ويقول أحمد الزغبي «إنّ أهالي القرى كانوا يقصدون المقام في الأعياد، للتبرك والراحة تحت ظلال أشجار السنديان الوارفة، حيث النسيم العليل والطقس المعتدل».
ويحوي جبل الشيخ، إضافة إلى مقام النبي إبراهيم، الكثير من المعابد ومواقع العبادة.
ففي العهد القديم ورد ذكر حرمون مراراً، وذكر في المزامير باسم سيربون وشنير، فالمسيحية انتشرت أيضا في محيطه، أدى سكانه دوراً في نشرها، فالسيد المسيح قدم إلى جبل الشيخ.
وورد في مقال لألفرد دوران اليسوعي، أنّ «المسيح، تحقق من أن أعداءه يكيدون له المكائد ويطلبون هلاكه، فأراد ثانية الابتعاد عن الجليل، فقصد الشمال انطلاقا من ضفة الأردن الشمالية إلى جبل الشيخ، وفي عطف هذا الجبل مغارة تعرف باسم بانوين أي مغارة الإله بان، لاختصاصها بعبادة هذا المعبود من قديم الزمان، والتي عرفت في ما بعد بقيسارية فيليونس وفوق بقاياها تقوم اليوم بانياس الحديثة، وتقرأ هناك نقوش باليونانية تعني: بانياس مدينة الملجأ».
يتابع الكاتب: «ولا نظن أن المسيح أطال المكوث في قيسارية، فلم يؤثر في قلبه شيء من محاسنها، وفخامة أبنيتها وبهجة مناظرها الطبيعية، من أشجار باسقة وآكام تتوجها الثلوج، وإنما كانت نفسـه مفعمة بالآخرة تتوق إلى الوحدة والانفراد، فكان تارة يصعد إلى مشارف حرمون وتارة يتبطن الأودية».

السابق
مخاوف من اعتصام انصار الاسير في عبرا
التالي
مجلس الأمن يمدّد لليونيفيل