النّار المُقَدّسة والنار الملعونة

ثمة نار مقدسة لا تشتعل إلا في اللحظات التي تبلغ فيها النار الملعونة حد ابتلاع الله والله في هذا المعنى هو كل القيم الأخلاقية وكل الحقوق الأساسية وكل الوجود الإنسانيّ ـ القيميّ.
نار ملعونة أشعلها منذ ثلاثة آلاف عام برابرة رُحّل مشوّهو الروح والفكر ينتمون إلى زمن تحجّر وتصلّب ولم يبق قادراً على النمو الطبيعي في منظومة القيم الحضارية. برابرة تقلبوا في الزمن ولكنّهم لم يتبدلوا فيما مجتمعات الدنيا لم تتوقف في تطوّرها وسعيها لاكتناز الروح الإنسانية أكثر. هم الثقل الذي يشدّ بأجنحة الحضارة السمحاء إلى الأدنى.
النار الملعونة ها هي وقد أشعلوها على مدى العالم العربي… مهندسها الصهيونيّ هنري برنار ليفي يبشّر بعصر عربيّ ديمقراطيّ يوجّه الثورات ويقدم نصائحه «الفلسفية» وأجْرُه على الله هو لا يبتغي إلا مرضاة ربه «إسرائيل».
تمددت النار الملعونة حتى أحرقت ياسمين الشام وياسمين الشام. هو الهدف الأساس من وراء إشعال هذه النار على مدى العالم العربي. ياسمين الشام تاه بكبريائه وتجذّر في قوميته وفاح بمقاومته. ياسمين الشام استنبت له أوراقاً فولاذية لكنها فوّاحة استمد أريجها من ترابه وترابه مزيج من أريج ولون ونار.
حفيد موسى المغتصب جارة الشام يعرف سرّ العلاقة بين الشام المستهدفة والجارة المغتصبة يعرف أن الشام قلب طالما هو ينبض فمعنى ذلك أنه يضخّ القوة والقوّة حرام حرام علينا بنظره.
حفيد موسى وحلفاؤه أصحاب شهوة النفط والغاز تتملّكهم معادلة تقول: أن تكون سورية قوية يعني أننا إلى زوال بعد حين وأن تكون سورية ممزقة غارقة في دمها يعني أننا أسياد هذا الشرق.
لذا يشعلون نارهم. أوقدوها في العراق فأغرقوه في دمه ويعملون على بتر شماله عنه وها هي نارهم قد استولدت «إسرائيل» أفريقية في جنوب السودان ومَنْ يدري أيّ «إسرائيلات» جديدة ستستولدها نارهم الملعونة. يحاولون أن يستولدوا عبر هذه النار «إسرائيل» جديدة تتغلغل في نفوسنا حينما يغيب عن بالنا أن حفيد موسى هو العدو الوحيد وأنه هو مَن ينبغي قتاله هو المغتصب والمزوّر والداعي إلى الفتنة حينها تولد «إسرائيل» في ثقافتنا ويصبح العدوّ هو صاروخ المقاومة وليس الترسانة النووية اليهودية. وكيف لا يكون فينا «إسرائيل»؟! نارهم تغطي كل أرضنا وأكثرنا غافل سمّهم يسري في عروقنا وكثيرون منا يتلذّذونه نارهم وسمّهم وكيدهم تتفجر في الشام لإحراق زهرة النار القومية.
هذه نارهم ومتى تشتعل نارنا؟ متى تلتهب الأفئدة والشرايين وفوهات المدافع وقمم قاسيون وصنين والشيخ؟
لا شيء يطفئ تلك النار الملعونة إلّا نارنا المقدسة.
قدرنا بين نارين فإمّا نار تطفئنا وإلى الأبد وهي نارهم وإمّا نار تطفئهم وإلى الأبد وهي نارنا.
ليس أجمل من النار السورية المقدّسة وهي تتّقد دفاعاً عن هذه الأمة المقاومة وتلك الأرض المباركة.
ليس أقوى من النار السورية وهي تنير هذا المشرق الذي أغرقته اليهودية العالمية في ظلمات جهل بارد هو من صنعها. ها هي شراقيط دمشق دمشق الياسمين تنذر باندلاع النار القومية المقدّسة النار التي ستجعل الشمس تشهد مشهداً مختلفاً تعوّدت عليه قبل أن يستقوي أحفاد موسى في هذه الأرض.

السابق
بعد 50 عاما.. صور لمفاعل ديمونا
التالي
فتوى جديدة مثيرة للجدل