لماذا انقسم مجلس الدفاع حول ما كشفه غصن؟

وزير الدفاع

على اثر انفجار الرويس، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا تطرق الى الوضع المني في البلاد، وكان لافتا عدم صدور قرارت واضحة واجراءات صارمة عنه.

الا انه فوجئ الجميع بالبيان الذي صدر عن وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن، الذي تلا الاجتماع.
في هذا الاطار، كشف احد من حضروا اجتماع المجلس الاعلى للدفاع لـ”الديار”، ان غصن اكد امام الحاضرين ان الوضع الامني لم يعد يحتمل واستباحة الساحة اللبنانية من المجموعات المتطرفة والاصولية لا يجب السكوت عنها تحت اي ذريعة مؤكدا ان عرسال باتت جزيرة امنية تأوي الاف المسلحين الذين يعملون على التخطيط لتنفيذ تفجيرات وهجمات في مختلف المناطق اللبنانية ومن ثم العودة الى الداخل السوري هربا من الملاحقة العسكرية للجيش بحسب ما ابلغته مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني مذكرا بالحملة التي قامت عليه ولم تقعد منذ سنتين عندما قال ان في لبنان قاعدة.

بعدها عرض الوزير لتقرير اعدته مديرية استخبارات الجيش اللبناني يتضمن اعترافات خطيرة ادلى بها الموقوفون احمد الاطرش سامي احمد الاطرش المعروف بابي عمر، حسن حسين رايد، عبيدة مصطفى الحجيري المعروف بابي سامح زهير حسين امون، سامح البريدي المعروف برامي، احمد عبد الكريم حميد المعروف بابي قصورة وهي اسماء استخدموها في الاتصالات خلال قيامهم باعمالهم الارهابية، ما سمح لهم بالتنقل بين المناطق اللبنانية دون الكشف عن هوياتهم.

واكد الوزير ان استخبارات الجيش وبعد سلسلة تحريات وملاحقة تمكنت من القبض على بعضهم في مجدل العنجر والبعض الاخر في طرابلس بينما كان يتنقل في الشمال، كما ان عددا منهم ما زالوا فارين ويعتقد انهم باتوا في الداخل السوري كل ذلك تحت اشراف احد رجال الدين الذي فر الى يبرود في سوريا.

واوضح ان احمد طه الذي ما زال فارا ورغم توفر معلومات عن اعتقاله مع افراد عائلته من قبل عناصر مدنية في بلدة دورس قرب بعلبك والذي امر القاضي الزعني بفتح تحقيق حول المعلومات عن خطفه من جهة مجهولة والمشرف على احدى المجموعات التي كلفت بتنفيذ عمليات ارهابية، تربطه علاقة عائلية بخالد طه المتورط بمجموعة الـ 13 وبكتائب عبدالله عزام، وهو ضالع في متفجرة بئر العبد الاولى كان يتخذ من مخيم برج البراجنة مقرا له وهو على ارتباط بتنظيم فلسطيني يتحرك بسهولة داخل منطقة الضاحية.

اما حسن حسين رايد فهو من اصحاب السوابق في تهريب البضائع والمازوت والغاز في البقاع الشمالي قبل ان يلتحق باحدى مجموعة الثورة التي تسيطر على الحدود من جانب جرود عرسال لجهة يبرود، وشارك الى جانب احمد عبد الكريم ابن عم خالد حميد الذي قتله الجيش في شباط الماضي في معارك القصير.

وقد اوكلت الى رايد بحسب المعلومات مهمة ادخال المجموعات المسلحة الى لبنان عبر عرسال، مؤكدا ان المنطقة تحوي اليوم اكثر من عشرين الف مسلح يتحركون بحرية وسهولة نظرا لطبيعة الارض الجغرافية وغياب اي وجود للدولة.
وبحسب مصادر المخابرات فان عمر الاطرش هو اخطر اعضاء الشبكة يليه اسامة حمدان سوري الجنسية، وهو على علاقة بحسام دياب غانم ابو حلق احد المشتبه بهم بتفجير بئر العيد.

الا ان الاخطر من كل ذلك هو تلميح احد التقارير الامنية الى حقائق تؤكد ضلوع جهاز اسخباراتي خليجي في ادارة هذه الشبكات والتخطيط لها وتحديد اوقات التحرك والاهداف، معتبرا ان هناك قراراً اقليمياً يربط الساحة اللبنانية بما يجري في سوريا، مشيرا الى معلومات عن ضابط استخبارات خليجي يقوم بمهمة التنسيق مع المجموعات المتطرفة متخذا من احدى مناطق بيروت مركزا له.

امام هذه الوقائع انقسم اعضاء مجلس الدفاع بين متريث في الافصاح عن المعلومات وبين متحمس لاعلانها كاملة، في ظل تمسك وزير الدفاع بموقفه بصلابة، خلافا لرغبة الرئيس سليمان وميقاتي حفاظا على سلامة التحقيق اولا وعلى علاقات لبنان ببعض الدول ثانية اذ ان المطروح على درجة عالية من الحساسية ويتوجب الحكمة في التعامل معه.

السابق
كيف تم كشف الشاحنة المحملة بصواريخ الغراد
التالي
بري يطرح مبادرة في مهرجان الصدر؟