محمود درويش … كتاب مفتوح في رام الله

رام الله

سنة مرت على افتتاح متحف الشاعر محمود درويش في رام الله، زاره خلالها آلاف المهتمين بأعمال الراحل ومقتنياته. وإضافة إلى «الضريح»، و «المنبر الحر»، و «المسرح المفتوح»، و «مكتبة درويش»، يضم المتحف ذو التصميم البهي للمهندس جعفر طوقان ابن الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان، مجموعة من قصائد الراحل بخط يده، بينها «حالة حصار»، و «على محطة قطار سقط عن الخريطة»، و «إلى شاعر شاب»، و «لاعب النرد»… وغيرها. كما تعرض مجموعة قصاصات، بينها شهادة مدرسية له وهو في الصف الرابع الابتدائي، فيها تقدير «ممتاز» في كل المواد، ورسالة إلى شقيقه أحمد في تموز (يوليو) 1965، فيما يحتوي ركن آخر على نظارتيه، وساعته، و «بكرج القهوة» خاصته، وفنجانه، وغليونه، وعدد من أقلامه، وصور متنوعة من مختلف مراحل حياته.

وفي ما يشبه الصالون، احتوى ركن آخر في المتحف على مكتبه ومقعده وأحد معاطفه وسجادة ومرآة كانت في منزله في رام الله وفي العاصمة الأردنية عمّان، فيما انتشرت مقاطع صور لترجمات كتبه بعدة لغات عالمية، إضافة إلى الجوائز العربية والعالمية التي حصل عليها، وقصائد وكتابات بخط يده تتغير إلكترونياً بطريقة رقمية (ديجيتال)، بعضها عبر تقنية اللمس (تاتش)، في حين تعممت مقاطع من قصائده على أركان جدران المكان، بحيث يسكن درويش الذي لم يفارق الكثير من الفلسطينيين، زوار المكّان.

ويقول سامح خضر المدير العام للمتحف، الذي يقع قرب قصر رام الله الثقافي على تلة سميت مجازاً تلة «البروة» تيمناً بمسقط رأس درويش في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إن المبادرة أتت من ياسر عبد ربه، رئيس مؤسسة محمود درويش وأحد أصدقائه المقربين، لافتاً إلى مراعاة المهندس طوقان تماهيَ التصميم مع صفات شكّلت شخصية درويش كشاعر وسياسي وإنسان، كالبساطة والتواضع وحب الوطن والأرض والقرية والحريّة والحُلم والكفاح والصمود والواقعيّة والأمل والطموح والحنين.

ويضيف: «يهدف المتحف إلى عرض بعض تذكارات الفقيد من مخطوطات ومقتنيات خاصّة، كما يحوي صالة عرض فيديو ومكتبة تضمّ مؤلّفاته ودواوينه، إضافة إلى كتب أخرى في الأدب. كما يوفر فراغاً احتفالياً لاستضافة مناسبات ثقافية مختلفة، وذا تصميم مرن يتيح تقسيمها إلى ثلاث قاعات منفصلة في حال الرغبة في استعمالها قاعات محاضرات. أما المسرح الخارجي، فيتسع لـ 500 شخص، ويحتوي على منصة وغرف خدمات للعروض المختلفة».

أما عن تصميم المتحف، فيوضح خضر: «صُمم شكل البناء على شكل كتاب مفتوح. يقع الضريح بين هاتين الدفتين، ومحتوى الكتاب هو محمود درويش ومقتنياته، كما أخذ التصميم في الاعتبار استقبال الزوار المعوقين بدءاً من المدخل الخارجي وصولاً إلى كل مرافق المتحف، الذي لم يصمَّم ليكون مقبرة جميلة بل صمم على مساحة تسعة دونمات احتوت على زوايا تساهم في نشر فكر محمود درويش، وتعزز القيم التي سعى للترويج لها، مثل زاوية المنبر الحر، وهي مساحة وجدت لدعم حرية الرأي عبر السماح لكل من يرغب في التحديث عما يريد، وبغض النظر عن طريقة تعبيره». أما قاعة الجليل الداخلية المغلقة، فتستخدم اكثر في فصل الشتاء، وحملت اسم الجليل لأنها المنطقة التي ينتمي إليها درويش، ابن قرية البروة، وتنظَّم في هذه القاعة المعارض والندوات الأدبية والفنية.

ويتزامن مرور سنة على افتتاح المتحف مع إحياء الذكرى الخامسة لرحيل درويش، ويأمل خضر في أن يكون «المتحف بوضعه الحالي لائقاً بمكانة الشاعر محمود درويش وقيمته». ويقول: «ثمة تساؤل لا يفارقني: لو كان محمود درويش على قيد الحياة هل كان المتحف ليعجبه أم لا؟». ومن هذا المنطلق تعمل الإدارة باستمرار على تحسين المتحف وتطويره.

السابق
حزب الله يتعهد تخفيف اجراءاته الوقائية
التالي
الاسير في مسجد الزبير بحماية عصبة الانصار