الجمهورية: سليمان لسلام: لن أوقع مرسوم أي حكومة ليس فيها “حزب الله”

في انتظار انعقاد اللقاء الروسي – الأميركي الموعود في لاهاي الأسبوع المقبل، للبحث في التحضيرات لمؤتمر جنيف – 2، وجلاء مسار التطورات الدراماتيكية في مصر، يبقى لبنان في عين العاصفة على وقع الوضع الأمني المهتزّ، في وقت تجدّدت المحاولات خجولة لتأليف الحكومة العتيدة، من خلال مشاورات بدأها الرئيس المكلّف تمّام سلام مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وستشمل هذه المرّة الرئيس سعد الحريري، حيث سيلتقيه في الرياض التي سيزورها خلال الساعات المقبلة للتعزية بالأمير مساعد بن عبد العزيز، ويلتقي عدداً من المسؤولين السعوديين الكبار، وعلى رأسهم الملك عبدالله بن عبد العزيز ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان.

وكشف مصدر أمني رفيع لـ”الجمهورية” أنّ سيناريو تفجير الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية سيعيشه لبنان لفترة طويلة على الرغم من أنّ الإجراءات التي تُتّخذ على أعلى الدرجات بين الأجهزة الأمنية ستحدّ نسبيّاً من هذه التفجيرات وستجعل الإرهابيين في موقع المُلاحَق وليس المُلاحِق.

مسار التأليف
وعلى الصعيد السياسي، يستمر الخلاف مستفحلاً بين أطراف النزاع حول الملفات المطروحة عموماً، ومقاربة الأزمة السورية خصوصاً، ما ينعكس تعقيداً على مسار تأليف الحكومة العتيدة، في ظل غياب أي تحرك للراعي الإقليمي المؤثر على أطراف النزاع في البلاد.
وفي محاولة جديدة لتحريك عملية التأليف زار سلام سليمان عصر امس، وتركز البحث على القضايا والمواقف المطروحة وإمكان توافر فرصة جديدة لتأليف الحكومة. وقالت مصادر مطلعة لـ “الجمهورية” ان سليمان ابلغ الى سلام انه “لن يوقّع مرسوم اي حكومة ليس فيها حزب الله”.
وأشارت هذه المصادر الى انّ سلام كان اتصل بسليمان عصر الإثنين واتفقا على اللقاء امس قبل سفر الأخير اليوم في زيارة خاصة ليومين، ما لم يعدل عنها في اللحظات الأخيرة مثلما فعل الأسبوع الماضي.

سلام إلى الرياض
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ “الجمهورية” انّ سلام سيزور المملكة العربية السعودية خلال الساعات المقبلة للتعزية بالامير مساعد بن عبد العزيز شقيق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وسيغتنم وجوده في الرياض لعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن عبد العزيز، كذلك سيلتقي الرئيس سعد الحريري.

ودعت مصادر أخرى الى عدم ربط لقاء سليمان ـ سلام بنتائج زيارة موفدي النائب وليد جنبلاط الى الرياض، وقالت “انّ الربط بينهما غير منطقي، فللزيارة الجنبلاطية أهداف أخرى غير الملف الحكومي، وان كان هذا الملف من بين القضايا التي بحثها الموفدان مع الأمير بندر، لكن النتائج لم تقدم شيئا إضافياً عن المطروح وان المواقف ما تزال على حالها ولا تتحمّل اي إضافات”.
في حين تحدثت مصادر أخرى لـ”الجمهورية” عن انّ الموفدين الجنبلاطيين، لم يأتيا بأي ردود سعودية على ما حملاه الى المسؤولين السعوديين، وقد استمهلا لعشرة ايام يعودان بعدها الى الرياض لتبلّغ هذه الردود التي ترتبط بجزء اساسي منها بالوضع الحكومي. وفي هذا السياق أكد مرجع بارز انّ موضوع تأليف حكومة حيادية قد سحب من التداول وانّ سليمان وسلام وبعد كل ما تشهده البلاد من انتكاسات أمنية باتا مقتنعين بوجوب أن تكون الحكومة العتيدة سياسية بإمتياز.
وعلمت “الجمهورية” انّ البعض اقترح على المعنيين تأليف حكومة اقطاب تضمّ اعضاء هيئة الحوار الوطني، ولكن هذه الفكرة لم يؤخذ بها على قاعدة ان هؤلاء لم يتفقوا على طاولة الحوار فكيف لهم ان يتفقوا على طاولة مجلس الوزراء.

محرّكات برّي
إلى ذلك، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي العائد من الخارج أنه ما زال مطفئاً محرّكاته وان لا جديد لديه يقوله في الشأن الحكومي. وكرّر القول لـ “الجمهورية”: “لقد قدّمت ما لدي من أفكار ومبادرات ولم يأخذوا بها، وأنا انتظر من الآخرين ان يقدموا لي ما لديهم”. وشدد على ضرورة العناية بالوضع الأمني “لأنه دخل في مرحلة خطرة”.
وقد انسحب انسداد أفق التأليف على مسار العمل التشريعي بحيث طارت وللمرة الرابعة على التوالي الجلسة التشريعية التي كانت مقرّرة أمس، وان كان فقدان النصاب متوقعاً. وأرجأ برّي الجلسة شهراً كاملاً يمتد حتى 23 ايلول المقبل، متمسّكاً بجدول الأعمال نفسه، في موازاة تمسّك كل فريق بموقفه من عدم حضور الجلسة، ما حدا بنواب 8 آذار الى شنّ حملة على نواب 14 آذار واتهامهم بتعطيل العمل التشريعي في البلاد.

التحقيق في اعتداء عبرا
وعلى صعيد الاعتداء على الجيش في عبرا، استمعت مخابرات الجيش في الجنوب الى أقوال المشايخ الثلاثة علاء الصالح وعثمان حنيني وعاصم العارفي في مركزها في ثكنة محمد زغيب في صيدا، وتركت الصالح وحنيني فيما أوقفت العارفي الذي نقل إلى مديرية المخابرات في اليرزة لمواصلة التحقيق معه على خلفية مشاركته في الاعتداء على الجيش، وهو ما تبيّن من خلال التحقيقات التي أجريت مع موقوفين.
وعلمت “الجمهورية” انّ الجيش أبلغ الى حنيني والصالح موقفاً حاسماً بأنّ حالة الشيخ احمد الاسير لن تتكرر تحت طائلة المسؤولية.

السابق
الأخبار: فرع المعلومات يلاحق المطلوبين مستثنياً من يقاتل في سوريا
التالي
الشرق الأوسط: حزب الله متمسك بحكومة الوحدة الوطنية