جنبلاط: امن العرب من امن مصر

رأى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ان “قلائل هم القادة من قامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذين يعترفون بخطأ ويسعون لتصحيحه ومعالجة ذيوله”.

واضاف في حديثه الاسبوعي الى صحيفة “الانباء”، انه “رغم امتلاكه الشخصية الفذة والقوية وعناصر السلطة والمد الشعبي غير المسبوق، وقف الرئيس عبد الناصر وسجل للتاريخ إعترافه بتحمل مسؤولية هزيمة العام 1967، فما كان من الشعب المصري والشعوب العربية قاطبة إلا أن بايعته مجددا ومنحته ثقتها وتفويضها العارم. وشتان ما بين هذا القائد الكبير وبين بعض من يعتبرون أنفسهم ينتمون إلى فئة القادة والمسؤولين اليوم لو يتمثلون بما قام به عبد الناصر بدل أن يتمسكوا بالسلطة فوق أشلاء شعوبهم وفوق ركام مدنهم وقراهم!”.
وقال جنبلاط: “كم كان عبد الناصر متبصرا في موقفه من جماعة “الاخوان المسلمين” منذ ستينات القرن الماضي عندما علم مشاريعهم وأعمالهم ومخططاتهم وحذر منها ومن مفاعيلها، في حين أصر الغرب، ولا يزال حتى يومنا هذا، على إحتضان الاخوان المسلمين ودعمهم في مواجهة القوى والتيارات القومية والليبرالية والديمقراطية، لأن النظرة كانت دائماً إلى الاخوان أنهم يؤمنون مصالح الغرب بصورة أفضل، مرتكزين على مبدأ أن تيار الاسلام السياسي يعارض النظرية القومية والوطنية ويتنافى مع التعددية ويعاندها ويضعفها ويواجهها، فتحقق عندئذ بعض المصالح الغربية من خلال هذه السياسة التي تعكس تلاقي الأضداد!”.
واشار الى ان “ها هي مصر اليوم تمر مجددا بمصاعب كبيرة وتحديات إستثنائيّة بفعل أداء الاخوان المسلمين الذين بددوا الرصيد السياسي والشعبي الذي نالوه من خلال أدائهم السياسي الذي حاولوا من خلاله إقصاء الآخرين وإبعادهم وتهميشهم كأنهم لم يتعظوا من دروس التاريخ وأعادوا تكرار الأخطاء ذاتها”، لافتا الى ان الثورة المصريّة الثانية أكدت أن شرعيّة الشارع تضاهي كل الشرعيّات الأخرى وحتى شرعيّة الصندوق لأن الناس وحدها تملك القدرة على إعادة تكوين السلطة وهي المصدر الأول والأخير للشرعيّة. كما أكدت أن محاولة “أخونة” الدولة لن تنجح لأن المجتمع المصري مجتمع مدني، ولو كان متديناً، وأثبتت مجدداً أن مفهوم الشرعيّة لا يعني السلطة والتمسك بها بأي ثمن كما حاول الرئيس المعزول محمد مرسي أن يوهم الرأي العام ومؤيديه”.

السابق
السعودية: دول عربية عدة مستعدة لتعويض أي قطع للمساعدات عن مصر
التالي
سليمان طلب من الجيش معالجة استهداف الهرمل بالمناسب