مارينا برلسكوني ترث زعامة ابيها

مارينا الفيرا برلسكوني

مارينا برلسكوني

يتجه رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو برلسكوني بقوة لتعيين ابنته الكبرى مارينا لخلافته سياسياً، في حال لم يتسن له البقاء في المعترك السياسي، على خلفية الإدانة المبرمة له أخيراً بتهمة التهرب الضريبي من قبل المحكمة الإيطالية العليا، والتي تقضي بمنعه من الترشح للانتخابات المقبلة.

وترى مجلة “دير شبيغل” الألمانية، في تقرير نشرته أخيرا، أن برلسكوني سيلجأ إلى طرح اسم ابنته مارينا، في الانتخابات المقبلة، إذا لم يتمكن من الضغط سياسيا عبر حزبه “حرية الشعب” على الرئيس الإيطالي جيورجيو نابوليتانو لإصدار عفو عنه أو لحمايته من القضاء بطريقة ما، أو على رئيس وزراء إيطاليا أنريكو ليتا، شريكه في الائتلاف الحكومي الهش، وذلك من خلال التهديد باستقالة جماعية لوزراء حزبه والذهاب إلى الانتخابات.

رغبة عارمة

وقوة برلسكوني في هذه اللحظة تكمن الرغبة العارمة ضمن الوسط السياسي الإيطالي في تجنب انتخابات جديدة، وهو لا يبدو خجلا من استخدام هذا الوضع لصالحه، وحزبه يهدد الآن بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، إذا لم يتم العفو عن زعيمه المدان بالتهرب الضريبي.

لكن صحيفة “فايننشال تايمز” ترى أن برلسكوني لن يقطع صلته مع رئيس الوزراء الإيطالي على الفور، لأنه سيحتاج إلى وقت لتحضير وريثته السياسية قبل أن يبدأ عزلته المفروضة، التي قد لا تبدأ حتى منتصف أكتوبر المقبل لأسباب إجرائية. فنتيجة الإدانة المبرمة لبرلسكوني، وهي الأولى ضمن عشرات القضايا التي مرت على المحاكم على مدى 20 عاما، ستمنع برلسكوني من الترشح للانتخابات لمدة ست سنوات، على أقل تقدير، وفقا لقانون محاربة الفساد، الذي مررته حكومة رئيس وزراء إيطاليا السابق ماريو مونتي.

ترى صحيفة “ليبرو” الإيطالية اليمينية أن نوعية برلسكوني من الطينة السياسية والتجارية لديها قدرات تعمير تتمثل في شخصية ابنته مارينا، رئيسة الشركة القابضة “فينينفست”، التي وضعتها مجلة “فوربس” في المرتبة الـ 33 بين النساء الأقوى في العالم. وقد كتبت تقول: “فرضية تولي مارينا رئاسة الحزب مطروحة أكثر من أي وقت مضى”.
ومارينا هي الابنة الكبرى بين أبناء برلسكوني الخمسة، وكانت دوما المفضلة لدى أبيها. وعلى الرغم من أنها لم تكمل تعليمها الجامعي، فقد تم تعيينها المدير التنفيذي لشركة أبيها الإعلامية، وكانت آنذاك في الـ 30 من عمرها. وأخيرا، شاركت في اجتماعات الحزب على مستوى القيادة، في تغيير ملحوظ عما كان يردده برلسكوني بأنه لا يريد أن تعاني ابنته كما عانى هو.

مشاعر متبادلة

تقول مجلة “دير شبيغل” نقلا عن وسائل إعلام إيطالية، إن برلسكوني أسر لقلة من الأعضاء المختارين بضرورة ترشح ابنته في الانتخابات المقبلة، فيما نشرت صحيفة “إل جيورنالي” التي يملكها برلسكوني توقعاتها بأن تكون مارينا على استعداد لشغل مكان أبيها. والمجلة ترى مشاعر مودة متبادلة بين الأب وابنته، فهي لا تتسامح مع أدنى انتقاد موجه له، كما ترى تشابها بينهما لجهة اتقان صبغات الشعر وعمليات التدخل الجراحي التجميلي.

وكانت مارينا قد دعمت أبيها في علاقته بخطيبته فرنشيسكا باسكال في موقع “فيسبوك”، حيث قدمت نفسها كصديقة لها، لا تعترض على التفاوت في السن بين أبيها وخطيبته الجميلة التي تبلغ 27 عاما.

وتبقى مارينا من الخيارات المطروحة أمام برلسكوني، الذي لم يفقد الأمل بعد في بقائه في الساحة السياسية. وقد ردد أخيرا أمام حشد من مؤيديه، الذين نزلوا إلى منزله الفخم في روما لإظهار دعمهم: “أنا هنا وهنا سأبقى. ولن استسلم”. ورفعت صحيفته “إل جيورنالي” شعار: “برلسكوني، لم ينته الأمر بعد”. وفي رسالة فيديو أخيرا، طرح خططه القاضية بإعادة اطلاق حزبه تحت المسمى الأصلي “انطلقي إيطاليا”.

ويخشى برلسكوني من قانون محاربة الفساد، الذي يجيز لمجلس الشيوخ انتزاع المقعد الذي فاز به في فبراير الماضي. والمخلصون له كانوا يهددون بإسقاط الحكومة الحالية إذا ما جرى التصويت على ذلك بعد فترة الصيف.

لكن صحيفة “فايننشال تايمز” ترى أن برلسكوني لا زالت لديه القدرة، طالما أنه لم يختر الاستقالة، وهو الأمر الذي لا يبدو مرجحا، على قلب الطاولة على خصومه، حتى مع قيام المعلقين بكتابة شهادة وفاته السياسية، والدور الجديد لبرلسكوني كـ “شهيد” تتردد أصداؤه بين الكثير من الإيطاليين، الذين يسألون لماذا أدين برلسكوني دون غيره في بلاد مليئة بالمتهربين من الضرائب؟، فيما هناك بين الحزب الديمقراطي من يسأل كيف بإمكان حزبهم البقاء في ائتلاف مع شخص يتزعمه متهرب من الضرائب؟.

المرشحة الأقوى

مارينا ألفيرا برلسكوني، المولودة في عام 1966، هي الابنة الكبرى لرئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، تركت دراستها الجامعية في القانون والعلوم السياسية، والتحقت بشركات والدها.

تدير شركة النشر الأكبر في إيطاليا “موندادوري”، وشركة “فينينفست” التي لديها حصة 40 % في شركة “ميدياست”، أكبر محطة بث تلفزيوني خاص.

في عام 2007 وضعتها مجلة “فوربس” في المرتبة 33 على لائحة اقوى نساء العالم.

من المتوقع أن يطلب منها برلسكوني أن تأخذ مكانه في الحياة السياسية. وتقول مجلة “دير شبيغل” نقلا عن وسائل إعلام إيطالية، ان برلسكوني أسر لقلة من الأعضاء المختارين بضرورة ترشح ابنته في الانتخابات المقبلة، فيما نشرت صحيفة “إل جيورنالي” التي يملكها برلسكوني توقعاتها بأن تكون مارينا على مستوى التحدي، وعلى استعداد لتأخذ مكان أبيها.

السابق
الجيش الحر يسيطرعلى بلدة “البريقة” بريف القنيطرة
التالي
حزب الله يقيم حواجز في مخيم البرج واللينو يتابع المداهمات