ما قبل اطلالة نصرالله: العدو في الداخل…!

ايا كان المنفذ للجريمة المروعة في الرويس، ( اشارت المعلومات ان منفذها انتحاري من التابعية السورية او الفلسطينية كما اشارت مصادر على صلة بحزب الله بحسب الفحوصات الاولية) ثمة ثوابت اساسية تشكل منطلقا للنظر في هذه الجريمة: من ارتكبها ومن نفذها واهدافها والرد عليها:
اولاً، الازمة السورية وتداعياتها على لبنان تبقى عنصرا اساسيا في اي تحليل او قراءة لهذا التفجير الذي حصد اكثر من عشرين ضحية ونحو ثلاثماية جريح، ذلك ان المرتكب ايا كان، وضع في حساباته خلال التحضير لجريمته، تلك السجالات السياسية والدموية التي انخرط فيها حزب الله وغيره من اللبنانيين على الجبهة السورية الداخلية. فاذا كانت اسرائيل او اي طرف اقليمي او دولي يقف وراء التفجير، فهو وجد منفذا يتيح له الدخول منه، لتنفيذ اهدافه متسترا بالعنوان السوري، اما اذا كان تنظيم القاعدة ومتفرعاته هو المخطط والمنفذ، فهو استثمر ذريعة مشاركة حزب الله في القتال في سورية للرد بهذه الطريقة الاجرامية.

والثابت الثاني، ان التفجير غير احترافي، بمعنى ان القاتل نجح في قتل مدنيين، فهو لم ينل من اي مسؤول عسكري او سياسي او مقر حزبي، لكن ذلك لا يعني ان القاتل لم يكن متقصداً قتل مدنيين، اي القتل للقتل، وهو الارجح، على ما تظهر جغرافيا التفجير، اي استهداف منطقة خاضعة لسلطة حزب الله، لكنه مكان يتواجد فيه مواطنون امنون، ومارة، شيبا وشبابا واطفالاً، وليس فيه اي مركز امني او سياسي او حتى اجتماعي .

الثابت الثالث،
هذا الاسلوب من العمليات الاجرامية، تصعب مواجهته ولجمه امنياً، رغم اهمية الاجراءات الامنية التي يجب ان تتبع لحماية امن الناس ، فالسيارات المفخخة او العمليات الانتحارية ، اسلوب امني يصعب ضبطه ومواجهته امنيا خصوصا اذا كانت وجهته قتل مدنيين في مناطق مكتظة سكانيا وفي بلد مشرع الحدود، وتتعدد فيه المرجعيات الامنية الحزبية والرسمية.

انطلاقا من هذه الثوابت، يصعب التفاؤل ، بل يبدو ان مناخ التشاؤم هو الطاغي، فمن قرر تنفيذ جريمة الرويس، قرر استهداف بيئة اجتماعية وسياسية ومذهبية، وهو لن يعوزه الكثير كي يقوم بتنفيذ مثل هذه الجريمة في منطقة لبنانية اخرى، هذا ما تقوله التجربة العراقية على هذا الصعيد، اذ لطالما شكلت التفجيرات الاجرامية في مناطق عراقية مختلفة سبيلا من سبل انتشارها وتوسعها وتبريرها احياناً. واذا اردنا استقراء ردود الفعل القريبة من حزب الله، نجد ان هذا التفجير سيشكل منطلقا لشن هجوم داخلي، اذ قيل الكثير من هذه الجهات، عن تغطية سياسية لهذا الانفجار من قبل تيار المستقبل وحلفائه، فيما لم يغب الاتهام للسعودية في الوقوف وراء هذا التفجير.

ماذا يعني ذلك،؟ وقبل ساعات من اعلان حزب الله موقفه الرسمي من الجريمة، عبر خطاب امينه العام السيد حسن نصرالله، وبعد العقوبات الاوروبية على جناحه العسكري، والموقف الخليجي بادراجه ايضا على لائحة الاعداء؟ حزب الله يتجه الى فتح المعركة داخليا في مواجهة ما يسميه مؤامرة تستهدف المقاومة، وازاء هذه القناعة لديه، يُدفع حزب الله بحسب قريبين منه، الى الانخراط اكثر في ممارسة لعبته المفضلة تلك التي طالما تفوق فيها، لعبة الامن كما يعتقد هؤلاء “انها كفيلة باسكات ولجم الكثير من المتآمرين عليه وعلى مقاومته، سواء كانوا دولا او افرادا او مجموعات ، او مخيمات . حزب الله قلق من ان يكون تنظيم القاعدة وراء هذه الجريمة، قلق لانه عاجز عن ضبطها وربما مواجهتها فضلا عن الانتصار عليها، لذا في اعلام حزب الله والقريب منه منذ تفجير الضاحية مباشرة ثمة قاتل يبدو للسامع ان اسمه سعد الحريري او فؤاد السنيورة او بندر بن سلطان.

السابق
انتحاري سوري او فلسطيني
التالي
تبادل المخطوفين بين آل جعفر واهالي وادي خالد في غضون ساعة