كيف تواجه المؤسسات الأهلية نتائج الاشتباكات في عبرا

إعادة الإعمار في عبرا منطقة صيدا

كان للمؤسسات الأهلية دور في معالجة الأزمة الناتجة عن الاشتباكات التي حصلت في منطقة عبرا في صيدا. والنشاط المتنوع الذي تقوم به الجمعيات يمكن أن يكون مكملاً لبعضه الآخر. فماذا تقدم المؤسسات الأهلية في مواجهة نتائج الاشتباكات الأخيرة.

لقاء أهلي

يوم الخميس 11 تموز 2013 عقد لقاء في بلدية صيدا دعا إليه تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار حضره رؤساء بلديات ومخاتير من المنطقة بالإضافة إلى ممثلي المؤسسات الأهلية. في اللقاء دعا رئيس التجمع ماجد حمتو إلى القيام بمبادرة تحول الألم إلى أمل، وشدد على أهمية احترام حرية الرأي والتعبير والحق بالاختلاف وطرح حمتو عدداً من الخطوات التي سيقوم بها التجمع ومنها زيارات للمراجع الدينية بعد زيارات قام بها التجمع للقيادات السياسية بهدف خفض الخطاب الديني التصعيدي، كذلك تثبيت مفهوم السلم الأهلي في المنطقة”، كما سينظم التجمّع طاولات عمل مشتركة لنقاش عام حول العلاقات، وسنضيء الشموع من أجل من سقط في الاشتباكات وسنحاول القيام بأنشطة مختلفة ومشتركة بين أهالي المنطقة.

وأكد في اللقاء رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي على التمسك بمنظومة الدولة القوية العادلة القادرة على خدمة كل أبنائها. والتمسك بجيشنا الوطني، العمود الفقري لبقاء الوطن واحداً موحداً. ودعا إلى نبذ العنف والتحريض بكل أشكاله.

تجمع المؤسسات

ويقول رئيس التجمع ماجد حمتو: حاولنا استباق الأمور، تحركنا كتجمع قبل الحادثة الأخيرة بدأنا بزيارات لفعاليات المدنية السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى رؤساء بلديات المنطقة ومحافظ الجنوب، حاولنا أن نوجد قواسم مشتركة للتعاطي مع هذه الظاهرة، لكن الأحداث كانت متسارعة، وصلنا إلى ما كنا نخشاه وحصل المحظور.

ويحاول حمتو إيضاح دور التجمع أثناء الاشتباكات فيشير إلى محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الاشتباكات. لكن الاشتباكات طالت مراكز ومؤسسات تابعة للتجمع، حتى سيارات الإسعاف التي حاولنا تأمينها لنقل الجرحى والمدنيين تعرضت لإطلاق النار. وقد تعرض مركز الرحمة لأضرار شديدة خلال الاشتباكات وحول ذلك يقول حمتو: استنكرنا إصابة المراكز التي تقوم بدور اجتماعي وتربوي. وحالياً أننا نهتم بالمساعدة على إزالة الأنقاض من المناطق التي تعرضت للاشتباكات في عبرا وفي تعمير عين الحلوة.

ولتجمع المؤسسات محور نشاط آخر يشير إليه حمتو: أننا نعمل مع الأهالي للتخفيف من نتائج الصدمات ووضع المراكز الصحية والاجتماعية بتصرف الأهالي ونؤمن لهم معالجين نفسيين، لأن هول المعركة السريعة كان كبيراً.

من جهة أخرى بادر تجمع المؤسسات إلى عقد لقاءات واجتماعات عامة ضمت ممثلين من المدينة ومن المناطق المحيطة بها مثل لقاء دار العناية ولقاء بلدية حارة صيدا. وينهي حمتو: ما زلنا في أول الطريق وسنحاول إكمال ما بدأناه من تنسيق النشاطات المختلفة وتطوير العلاقة بين صيدا وجوارها.

لجنة الإغاثة والطوارئ

تأسست لجنة الإغاثة والطوارئ عام 2006 إثر عدوان تموز وهي تضم مؤسسات اجتماعية مختلفة معظمها إسلامية الاتجاه، وقد بادرت اللجنة للتحرك إثر الاشتباكات الأخيرة، يقول عضو اللجنة كامل كزبر: أحصينا بشكل سريع المنازل التي دمرت ولم تعد صالحة للسكن. وفي 9 تموز وزعنا ألف دولار على أصحاب 31 مسكناً وهو مبلغ يوازي إيجار شهرين إلى حين التوصل إلى حلول للمنازل المدمرة. ويضيف كزبر: سنحاول الأسبوع القادم إعطاء ألف دولار أيضاً لكل من أصحاب المنازل المدمرة الأخرى وقد بلغ عدد هذه المنازل 61 منزلاً في عبرا. وهذه الخطوة تمثل المرحلة الأولى من خطة لجنة الإغاثة والطوارئ. ويزيد كزبر: خلال هذا الأسبوع سنحاول تأمين مساعدات لأصحاب 16 منزلاً أصيبوا بأضرار فادحة في تعمير عين الحلوة.

وعن المرحلة الثانية يشير كزبر إلى أن اللجنة ستحاول تأمين مساعدات لأصحاب المنازل التي أصيبت بأضرار بدرجات متفاوتة، كما سنوزع حصص تموينية لكل أهالي عبرا.

فرح العطاء

ويلفت النظر عشرات المتطوعين والمتطوعات في المربع الأمني السابق يتجولون حاملين ألواح الزجاج، ينقلون الأنقاض، وتلحظ بعضهم عند الشرفات يعالجون التشققات وأماكن إصابات الرصاص. جميعهم يلبس زياً موحداً يحمل اسم فرح العطاء. وهي جمعية شبابية تأسست عام 1985 من أجل لبنان المحبة التسامح والاحترام ولم شمل العائلة اللبنانية، حسب تعمير منسق عام الجمعية في عبرا محمد دياب (مهندس ميكانيك). يضيف دياب: يعمل معنا نحو 120 متطوعاً أتوا من مختلف المناطق والطوائف لكن معظمهم من منطقة صيدا وخصوصاً أننا نتعاون مع جمعيات أخرى بالمنطقة خصوصاً جمعية التنمية للإنسان والبيئة”.

وعن عمل المتطوعين، يوضح دياب: متطوعو الجمعية يرممون المباني من الخارج ويقومون بأعمال التلبيس والطرش والدهان، كذلك إصلاح الشبكة الصحية والكهربائية داخل المنازل إلى جانب أعمال الألمنيوم وخزانات المياه. ويؤكد دياب: تؤمن الجمعيات المواد المطلوبة كافة بالإضافة لشراء الأسلاك الكهربائية والمفاتيح الكهربائية وحاجات الشبكات الصحية..

ويلقى عمل الجمعية ردة فعل إيجابية عند الأهالي لسرعة تحركها وتأمينها متطوعين ذوي اختصاص.

وعن التمويل يشير دياب قائلاً: أننا نلقى دعماً مالياً لإنجاز مهامنا من أفراد لبنانيين ومن بعض المؤسسات الاقتصادية، ونحاول أن نوسع شبكة علاقتنا حتى نستطيع أن نفي بالتزاماتنا تجاه الأهالي.

فور توقف الاشتباكات بادرت شركة جينيكو إلى البدء ببناء سقالات لترميم وتأهيل واجهات الأبنية التي أصيبت في الاشتباكات. ذلك بناء لطلب رئيس الوزراء السابق سعد الدين الحريري وعلى نفقته.

يقول أحد مسؤولي الشركة: تم إحصاء 62 بناية بحاجة إلى تأهيل واجهات وهي في المربع الأمني بالإضافة إلى طلعة المحافظ والأبنية المطلة على جادة أحمد نجيب الشماع.

ويقدر أحدهم كلفة التأهيل والترميم التي ستقوم بها شركة جينيكو بـ16 مليون دولار أميركي.

الهيئة العليا للإغاثة

وهي الهيئة الرسمية التي تتلقى طلبات المواطنين وتجري الكشوف الحسية على الأضرار، أما تعويضاتها فينطبق عليها: عيش يا كديش تينبت الحشيش.

السابق
إنتهاء إجتماع المجلس الأعلى للدفاع
التالي
تاتو عمرو دياب يثير التساؤلات