انفجار الرويس: المنطقة نجت من كارثة أكبر

انفجار الرويس

حواجز وعوارض عند جسر الرويس تمنع المرور باتجاه موقع الانفجار، عناصر انضباط وأمن حزب الله يقفون خلفها يمنعون كل من يريد الدخول إلى المنطقة إلا إذا كان من السكان، ويستثنى حسبما شاهدنا الزملاء الصحفيين المحظيين التابعين لمؤسسات حزب الله الإعلامية، وكذلك للمؤسسات الإعلامية الحليفة الذين يعطون إذن سريع من المكتب الإعلامي، أما الباقي فكلمة واحدة ممنوع المرور يا أخ، ثم يصرخ فيهم من هو مسؤول عنهم يا شباب افتحوا العوارض يفتحونها فيمر موكب النائب غازي زعيتر الذي حضر متفقداً الانفجار مسلّماً على الشباب عند ترجله من سيارة ذات اللوحة الزرقاء.

استدرنا وعدنا إلى الشارع المتفرع من مركز التعاون الإسلامي أمام استحالة الدخول إلى المنطقة. أصحاب أحد المحلات “أبو حسين فاعور” الذي حمد الله وشكره على سلامة ابنه حسين وأخيه أحمد اللذين كانا في الفرع الثاني لمحلات فاعور مقابل “محفوظ ستور” حيث انفجرت العبوة ا بمحاذاته يقول: “عندما سمعت الانفجار بدأت أركض باتجاه الدخان المتصاعد الذي سرعان ما تأكدت أنه في منطقة الرويس وأنا أرجو الله مع كل خطوة أن يكون ابني وأخي بخير، وما إن وصلت عند جسر الرويس حتى بدت لي فظاعة المشهد لقد ذكرني بمشهد انفجار عين المريسة الذي استهدف الرئيس رفيق الحريري وقتله كما بثته التلفزيونات وقتئذٍ كان الشارع يحترق والدخان ولهيب النار في كل مكان فتسارعت دقات قلبي وأحسست بالخوف على مصير ابني وأخي ولكن سرعان ما برد قلبي وارتحت عندما رأيت ولدي حسين بقامته الفارعة خارج محل عمه بخير وعافية فدخلنا ورأينا كل الملبوسات مقلوبة رأساً على عقب ومخلفات الانفجار من زجاج وركام في داخله موزعة في مختلف أرجائه والزوايا، ثم وبدأنا بتضيمد يد أخي التي أصيبت بجرح طفيف، في الخارج كانت هناك جثة بلا رأس أمام المحل المحاذي لمحل أخي مقابل محل الكبيس المعروف، كما شاهدنا جثة متدلية من سلم ومتفحمة في المحل المحاذي لمحلات محفوظ، باختصار لقد كنا أمس في الجحيم والله سترنا، ورحمة الله على الشهداء.

بعد ذلك تحدثت إلى أحد سكان الحي المستهدف وكان بالصدفة متواجداً حيث قال: لقد نجت المنطقة من كارثة رغم كل ما جرى، لقد كافح رجال الدفاع المدني كي لا تمتد النار إلى ملجأ أسفل مخازن محفوظ ستور ونجحوا في إطفاء اللهب قبل وصول النار إليه وإلاّ لكان انفجر مئتا ليتر مازوت مخزنين لتزويد مولد الكهرباء الذي يخص المخازن بالطاقة، ولو انفجر خزان المازوت هذا لكان المبنى انهار بكل ما فيه ولكان عدد الضحايا ربما وصل إلى المئة.

نجت المنطقة ولم تنجُ، هذا هو واقع الأمر والآن هم يحرسون الركام ويحرسون الأدلة ولكن هل تتكرر المأساة لا سمح الله؟

الأمل أن تكون متفجرة الرويس خاتمة التفجيرات الوحشية، وأن لا يظل المواطن البريء يدفع الفاتورة الدموية التي تعوّد أن يدفعها منذ بداية مآسي الحروب العبثية في لبنان.

السابق
بهية الحريري: نأسف لتفجير الضاحية ونتمنى للبنان المتألم دائما الأمن والسلام
التالي
نصر الله: ندين صمت بعض الدول عن تفجير الرويس والتي ستكشف الايام انها داعمة لما حصل امس