في الذكرى السابعه لانتهاء حرب تموز: النزيف اللبناني مستمر

حزب الله
بالنسبة للتدخل في سوريا فإن حزب الله يصنع عدواً جديداً يمكن أن يسيطر على بلد يحدنا من جميع الجهات

تمر الذكرى السابعه لانتهاء حرب تموز 2006  التي كبدت اللبنانيين مئات القتلى والجرحى ودمرت احياء وقرى بكاملها  بفعل ححم القذائف التي صبها العدو الاسرائيلي برا وبحرا وجوا، تمر ودم الشباب اللبناني يستنزف أيضا ولكن هذه المره في سوريا عبر تدخل حزب الله المعلن عسكريا الى جانب قوات النظام السوري ضد قوات مسلحي المعارضه.

فأين باتت المقاومه اليوم؟

لقد قال الرئيس ميشال سليمان مطلع الشهر الحالي في كلمته خلال حضوره العيد الثامن والستين للجيش اللبناني ، الى انه أصبح ملحّاً درس الاستراتيجيّة الوطنيّة للدفاع وإقرارها في ضوء تطوّرات المنطقة، والتعديل الطارئ، على الوظيفة الأساسيّة لسلاح المقاومة الذي تخطّى الحدود اللبنانيّة.وشدد على ان الشهادة الحقيقية هي فقط في سبيل الوطن وفي سبيل الدفاع عن وحدته وأرضه وعزته وأن ما يريده الشعب اللبناني هو التضحية من اجل لبنان، وما لا يريده الشعب اللبناني هو أن لا تروي دماء أبنائه تراباً غير تراب الوطن المقدس.

الاستاذ حارث سليمان عضو حركة التجدد الديموقراطي يعترض على تعبير انتصار المقاومه في حرب تموز ويقول:

الحرب تقاس أيضاً بالنتيجة السياسيّة وحزب الله بعد أن وقّع على قرار 1701 أصبح بعيداً 45 كلم عن الحدود اللبنانية ويعتبر وجوده القريب من الحدود غير شرعي ، وخسائر لبنان بلغت 14 مليار دولار بينما في إسرائيل حوالي 3 مليارات ، وكذلك بالنسبة إلى الخسائر البشرية التي تكبّدها لبنان حوالي عشرة أضعاف وأكثر من إسرائيل ، فإذاً هذه الحرب لم تكن ضرورية وإذا كان إنتصاراً فهو غير ضروري ولم ينجز شيئاً ولم يحقق أي هدف أو مكسب للبنان أو للمقاومة .

لقد نجح حزب الله في اختبارات عسكرية عدة من ناحية تدمير الدبابات الإسرائيلية في كثير من المواقع واستمرت صورايخه تنهال على البلدات والمستعمرات الإسرائيلية ، و لكن هذه الإنجازات لم تتحوّل إلى مكاسب لبنانية لأنها جزء من خبرات إيرانية كان هدفها إقناع الغرب أنّ الهجوم على إيران في ذلك الوقت سوف يكون مكلفاً ، فإذن فوائد الحرب ذهبت لإيران لأنها تجنّبت حرباً عليها والخسائر حلّت بالشعب اللبناني ، والأسوأ أنّ حزب الله بدأ باستخدام أساليب تكتيكية في الداخل اللبناني ، وأصبح السيد حسن نصر الله يقول في مقابلته أمس أن هناك عدواً في الداخل ، وكذلك فقد جيّر انتصاره لصالح الرئيس الأسد في سوريا لإعادة تعويمه بعد أن استفادت إيران وأظهرت قوتها .

بالنسبة للتدخل في سوريا فإن حزب الله يصنع عدواً جديداً يمكن أن يسيطر على بلد يحدنا من جميع الجهات ، وكان نصر الله وعدنا بما بعد حيفا، فهل بعد حيفا هو سوريا ؟! إذن يجب أن نتعلم مستقبلا لغة الأسماك لأنه لن يبقى لدينا حدود برية مفتوحة وحدودنا الوحيدة ستكون مع البحر .

أمّا رئيس التّجمّع العلمائي الشيخ عباس الجوهري فيقول تعليقاً على التّدخل الحالي لحزب الله  سوريا : إنّ حزب الله يلعب لعبة الأنظمة  كما  فعلت قبلا القوى الثورية الفلسطينية ومع الأسف فإن التدخل لحماية نظام قمعي ديكتاتوري وفاشل كالنظام السوري أكسب سمعة سيئة جداً للمقاومة ولحزب الله تحديداً . هذا الخيار الخاطئ جعله يظن أنّه يقوّي فكرة المقاومة من غير أن يفطن أنّ مساندة هكذا أنظمة هو مجانبة لكل ما تحمله هذه الفكرة السامية من تراث فكر وعقائدي وثقافي ، ومع الأسف أن هذه الحرب ستلحق ضرراً بالطائفة الشيعية التي أصبحت توصم بالإرهاب وذلك بعد شطب حزب الله العالم العرب، فلا يمكن دفع القلق التي تشعر به الطائفة  الشيعية الآن بسبب وجود قوى التطرف الإسلامي السلفي في سوريا عن طريق قوة خاصة ودفاع خاص لأنه سوف يساهم في تقسيم طائفي ومناطقي وهو سيكون خارج السياق التاريخي والديني والعقلي.

السابق
طيران العدو خرق الاجواء مرتين امس
التالي
احتفالات وقداديس في قضاء بعبدا