حرب تموز بين نصرالله والطفيلي

حزب الله في الجنوب
الخلاف بين الرجلين يبدأ عند الحديث في السياسة . فالطفيلي يأخذ على قيادة حزب الله أنها أخطأت في حساباتها قبل أسر الجنديين الاسرائيليين ، ولم تكن تتوقع اندلاع حرب . وهذا ما ظهر بعد توقف المعارك .

في تقييم نتائج حرب تموز 2006 التقى الامين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي مع الامين العام الحلي السيد حسن نصرالله ، على اعتبار ان المقاومة حققت انجازا عسكريا كبيرا ، فأفشلت اسرائيل ومنعتها من تحقيق أهدافها .

وأكد الطفيلي في حديث لتلفزيون المستقبل  أن “المقاومة اثبتت في العام 2006، كشباب وكجهود ميدانية، انها مقاومة بجدارة، واستطاعت خلال تلك الفترة البقاء واقفة على قدميها ومتابعة القتال، وان يسقط للعدو قتلى”.
وقال : “تعودنا في حروب سابقة مع العدو الاسرائيلي أن تنهار الجبهات العربية، وأن تسقط الجيوش، وتنتهي المعركة بسرعة، وأن يحتفل العدو الاسرائيلي بنصرين : نصر على الجيوش ونصر بأنه لم يسقط له الا القليل من الضحايا”.
أضاف: “ميدانيا المقاومة مدرسة اتمنى على كل الساعين والراغبين من العرب والمسلمين ان يستفيدوا من تجربتها، وان يتعلموا دروسها وأن يحتذوا بخطواتها في هذا الميدان”.

أما السيد نصر الله فاستفاض في مقابلة مع محطة الميادين ،  في شرح الانجازات العسكرية لحزبه في تلك الحرب ، وخلص الى أن العدو الاسرائيلي استخدم كل ما في ترسانته من أسلحة ، طيران وبحرية ودبابات وقوات برية ، واتبع جميع الاساليب القتالية ، كالقصف الجوي وهجوم المدرعات والانزالات خلف الخطوط الدفاعية , وقد فشلت كلها ، ما جعله ينهار تفاوضيا في الايام الاخيرة ويتخلى عن شروطه لوقف اطلاق النار .
الا ان الخلاف بين الرجلين يبدأ عند الحديث في السياسة . فالطفيلي يأخذ على قيادة حزب الله أنها أخطأت في حساباتها قبل أسر الجنديين الاسرائيليين ، ولم تكن تتوقع اندلاع حرب . وهذا ما ظهر بعد توقف المعارك . وقال الطفيلي : ” في الجانب السياسي، فبعد انتهاء المعركة تخبطت قيادة الحزب في تبريراتها ومنها “انني لو كنت اعلم”، او انها حرب كانت ستقرر في تشرين، ومنها أيضاَ انها حرب مفروضة… مجموعة تخبطات تكشف بشكل واضح ان تلك القيادة تورطت بحسب نظرها وكان ينبغي عليها القول إن هذا عدو وإنه من الممكن فتح الجبهة في كل يوم وهي ليست بحاجة الى ان تبرر او ان تتهرب ، واما ان هناك مكانا ما مخفياً لا تريد هذه القيادة ان تظهره”.

وهذا ما يناقض قول نصرالله : عندما أسرنا الجنديين كنا جاهزين لخوض اي حرب ، وكنا ننتظرها سابقا ، ونعتبر انها تأخرت حتى العام 2006 . والمقاومة لم تكن مرتبكة وقلقة بل كان لديها في المعركة ، لانها كانت حاضرة مسبقا ” .

ويعتبر الشيخ الطفيلي أن تخبط ما بعد حرب تموز يتكرر الآن ويقول : منذ فترة لا بأس بها ونحن نلحظ هذا التخبط السياسي في الشأن اللبناني والسوري والفلسطيني والاسرائيلي .

أما السيد نصرالله فيكرر أن النصر الاستراتيجي الذي تحقق في تموز 2006 كان متوقعا . ولكنه تجنب الحديث عن الوضع السوري . الا انه خصص جزءا هاما من مقابلته التلفزيونية للهجوم على شركائه في الحكومة آنذاك “الذي أطالوا أمد الحرب حتى بعد أن وافق الاسرائيلي على وقفها “.

اللافت في حديث السيد نصرالله هذا التركيز على الداخل اللبناني واستعادة لغة تخوين بحق الفريق السياسي للرءئيس فؤاد السنيورة . واذا كانت المعطيات تثبت صحة بعض ما قاله ، الا انه تجاهل وقائع كثيرة ، أهمية الجهود التي بذلتها الحكومة آنذاك ، وقد كان حزب الله طرفا فيها ، مع الرئيس نبيه بري ، لوقف الحرب . وقد وصفها بري لاحقا بحكومة المقاومة السياسية .

السابق
قضية المخطوفين خارج أيدي الاهالي …والتفاوض الطويل بدأ
التالي
مصادر سليمان: حكومة الامر الواقع ايحاءات اعلامية