جعجع: لا حكومة مع حزب الله ولا حوار

ذا كان يصحّ الكلام عن خطوط داخل 14 آذار، فرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يمثّل الخط الراديكالي في الموقف والممارسة، هذا الخطّ الذي تقوم كل فلسفته على مسألة مبدئية أساسية وهي أنه يستحيل الخروج من الأزمة اللبنانية ما لم يُصر إلى وضع النقاط على الحروف قولاً وفعلاً، أي بتشخيص الأزمة ومسبّباتها ورفض التهاون والتعاون مع نتائجها عبر التسليم بالأمر الواقع، هذا التسليم الذي يطيل من عمر هذه الأزمة لأنه يشجّع أصحابها ومفتعليها على المضي قدماً في ابتزازهم وفي مشروعهم. ولكنّ «المواجهة السياسية الواضحة» التي يدعو إليها جعجع هدفها منع «تفشي السرطان» في الجسم اللبناني لا «استئصاله»، لأنّ المطلوب، في رأيه، تجنّب محظورين: العودة إلى الحرب الأهلية، وإعادة الدولة إلى عهود الوصاية، فيما المطلوب ممانعة سياسية تصبّ في خدمة مشروع الدولة وتجعل أصحاب المشروع المناهض «يأخذون في الاعتبار الوضعية اللبنانية». لا حكومة مع «حزب الله» ولا حوار. لا أحد يريد شطب الحزب من المعادلة السياسية، إنما المطلوب شطب الأمور التي «يتسلبط» بها الحزب على الدولة. الوضع معقّد، والأفق غير واضح. الطرح الثابت والواقعي حتى اللحظة هو اتفاق الطائف وما عدا ذلك شعارات. أُفضّل أن يكون الحريري موجوداً في لبنان، لكن لا أستطيع دعوته الى العودة. لا يريدون سليمان أن يتكلم بل ان يوقف مواقفه، ولا أستبعد أن يوجّهوا إليه رسائل أخرى أقرب. الفلتان الأمني المتقطع أصبح حقيقة في لبنان، لكن استبعد وقوع حرب أهلية. العلاقة مع بكركي على أفضل ما يكون. أتمنى أن يتحمّل سليمان وسلام مسؤوليتهما حتى النهاية، لأنّ بقاء لبنان كدولة متوقف على ما سيفعلانه. هذا غيض من فيض ما قاله جعجع لـ«الجمهورية» الذي بدأ حديثه ممازحاً «أعتذر عن التأخير عشر دقائق لضرورات الجلسات الروحية»، وختم الحديث الذي استغرق أكثر من ساعتين «بالإعتذار مجدداً لالتزامه باستئناف هذه الجلسات».

• كيف تصف واقع “حزب الله” اليوم؟

– منذ خمسة أعوام كان الجميع يعترفون بـ”حزب الله” والمقاومة، ولم يكن ممكناً التوجه إليه إلا كمقاومة، وعلى رأس هؤلاء الرئيس فؤاد السنيورة على المستوى الداخلي، وصولاً إلى العالمين العربي والإسلامي، والدول الأوروبية، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية.

لكنّ اليوم، الدول العربية والمجتمعات الإسلامية تُصنّفه بأنه حزب إرهابي، وفي الأمس أيضاً صدر قرار الاتحاد الأوروبي. أمّا بالنسبة الى الشعب اللبناني، فباستثناء جمهور “حزب الله” المباشر، تغيَّرت النظرة الى المقاومة حتى من حلفاء الحزب، وعلى رأسهم “التيار الوطني الحر” وصولاً إلى رئيس الجمهورية الذي لم يوفّر وسيلة منذ خمس سنوات لإيجاد مخرج لهذا الوضع.

• لكن أنتم تمارسون حرب إلغاء على “حزب الله” خصوصاً على مستوى تأليف الحكومة؟

– هل نحن من قتل رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز ونفّذنا الاغتيالات ومحاولات الاغتيال منذ العام 2005؟ وهل نحن من لجأ الى 7 أيار وأجبرنا “حزب الله” على الذهاب معنا الى الدوحة؟ لقد أصبحت محاربة اسرائيل حجّة حتى يستطيع الحزب تنفيذ أعمال “يندى لها الجبين” على المستوى الداخلي.

هذا إضافة الى ما يحصل في سوريا، فلو أرادت اسرائيل شنّ ملايين الحروب على سوريا لما كانت ألحقت بها الدمار والخراب الذي نشهده الآن، بعدما تخطّى عدد القتلى المئة والأربعين ألفاً. وإذا جمعنا حجم الخسائر البشرية في كل الحروب العربية – الاسرائيلية لن نصل الى هذا العدد. فكيف يكون النظام السوري نظام صمود وتصدٍّ ومقاومة عندما تكون النتيجة العملية تدمير إحدى أكبر الدول العربية؟

• وفق المعادلة الداخلية والاقليمية، ألا تعتقد أنّ “حزب الله” لا يزال ثابتاً ومتقدماً في موقعه؟

– أيّ مواجهة سياسية جدّية مع “حزب الله” قد تزجّ البلد في مشكلة أمنية عسكرية كبرى، والدليل الأبرز كانت أحداث 7 أيار، إضافة الى الاغتيالات ومحاولات الاغتيال. أنا من مشجّعي المواجهة السياسية الواضحة، من هنا تحفّظت على المشاركة في الحوار، خصوصاً بعد النتيجة التي شهدناها إثر جلسات الحوار في العام 2006 وحرب تموز، بما أكّد أن لا حدود للّعبة عند “حزب الله”. وبالتالي عاشت “14 آذار” في صراع: هل نتّجه الى مواجهة سياسية كاملة مع الخشية من تحوّلها مواجهة أمنية عسكرية؟ أو نخوض المعركة على نار خفيفة؟

وهذا كان الرأي الغالب، في انتظار اللحظة المناسبة لخوض المواجهة السياسية. فـ”حزب الله” يجلس الى الحوار ومسدّسه على الطاولة، ويعتبر نفسه أقوى من كل الأفرقاء، حتى إنّ رئيس الجمهورية تلقّى صواريخ بعد خطابه في عيد الجيش.

• هل تتّهم “حزب الله” بإطلاق الصواريخ؟

– من يملك الإمكانات في هذه البقعة الجغرافية الممتدة من خلدة الى عرمون لإطلاق صواريخ بهذا الحجم وبهذه الدقّة من على شاحنات متحرّكة؟ بعض الأمور تحمل الجواب بنفسها.

• لماذا أزعج كلام رئيس الجمهورية الحزب؟

– لأنه سحب عنه شرعية لبنانية تعب سنوات حتى وصل اليها. فالحزب يخوض في كل مرّة معارك لإدخال معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” في البيانات الوزارية، وهو مستعدّ لتمرير أيّ شيء آخر مقابل هذه الجملة. لكنّ رئيس الجمهورية بقوله إنّه يستحيل على الجيش اللبناني القيام بمسؤولياته دفاعاً عن لبنان في ظلّ وجود سلاح آخر غير شرعي، ضرب ما سعى “حزب الله” الى بنائه في 23 عاماً.

• هل تؤيّد تأليف حكومة أمر واقع، ومن يتحمّل مسؤولية لجوء “حزب الله” إلى 7 أيار جديدة؟

– الحياة يجب أن تستمر بشكل طبيعي، و”يللي بيجي، بيجي من الله”… أو من حزبه، (مازحاً). وبالتالي سنواجه أيّ أمر عندما يحصل، لكن يجب تأليف الحكومة، علماً أنّها لن تكون حكومة أمر واقع، فـ”حزب الله” هو سلطة الأمر الواقع. أمّا الحكومة فيؤلفها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بحسب ما يريانه مناسباً لمصلحة البلد، ويعود الى مجلس النواب منحها الثقة أو لا.

وانطلاقاً من تعقيدات الوضع الراهن، ندعو الى تأليف حكومة لا تضمّ لا “14 ولا 8 آذار”، إنّما شخصيات غير ملتزمة سياسياً، لكن لها سياسية معينة. ويمكن للحزب إسقاط هذه الحكومة في المجلس النيابي، وإذا لم يستطع، عليه الانحناء، وبالتالي يجب ان تستقيم اللعبة بعيداً من الإرهاب والضغط.

• هل تعتقد أنّ المعادلة التي أرساها “حزب الله” بالنسبة إلى الثلث زائداً واحداً، أصبحت دائمة حتى تغيير الطائف؟

– لقد سقط اتفاق الدوحة عند إسقاط حكومة سعد الحريري. والوسطيّون من رئيس الجمهورية والرئيس تمّام سلام والرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط يرفضون هذا المبدأ، فمن سيقبله؟

• هل باتت حظوظ ولادة الحكومة الحيادية أكبر بعد مواقف سليمان وجنبلاط؟

– أعتقد ذلك، بغضّ النظر عن ردود الفعل التي قد تنتج عن تأليف هكذا حكومة. وأنا مع ذهاب الأمور إلى النهاية حتى يظهر كلّ فريق على حقيقته.

• لكن يجب التمييز بين حكومة حيادية تطرحها “القوات”، وحكومة من غير المحازبين يطرحها تيار “المستقبل”؟

– هذان التوجّهان يلتقيان. لقد طرحت مروحة من الحلول، وهذان الخياران من بينها، ففي الحد الأدنى تكون حكومة من غير الحزبيين، وفي الحد الأقصى حكومة حيادية، علماً أنني أفضّل الخيار الثاني، وباتت لديّ قناعة بهذا التوجّه. فلا يمكن أن يمارس الوزير مهمّاته الوزارية على أكمل وجه ويكون نائباً أو حزبياً في الوقت نفسه. وحتى لو انتهينا من إشكالية سلاح “حزب الله”، أنا أدعم اختيار وزراء تكنوقراط في كلّ الحكومات.

فوزراء “القوات” في الحكومات السابقة كانوا تكنوقراط ولم يكن لديهم وظيفة سياسية، وذلك ليتفرّغوا لمهماتهم الوزارية المتشعّبة والكثيرة. ونحن ندعم بالتالي فصل النيابة عن الوزارة واختيار أشخاص متفرّغين للمهمات الوزارية بعيداً من العمل السياسي.

• ماذا تقول للناس الذين يعيشون حال يأس وإحباط؟

– الوضع الراهن معقّد، والأفق غير واضح، خصوصاً على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية، في ظلّ سياسية “حزب الله” الذي يعمل على تعطيل كلّ المؤسسات وصولاً إلى تعطيل الاستحقاق الرئاسي. لكنّ قلبي بارد في الوقت نفسه ولا أخاف من تكرار أحداث العام 1975.

يجب التمسّك بهذه الأرض وحلحلة المشاكل، الواحدة تلو الأخرى، مع اعترافي بأنّ الأفق غير واضح انطلاقاً ممّا يحصل في المنطقة من جهة، وممّا تعيشه الساحة الداخلية من جهة ثانية. فالوضع الداخلي غير مرتبط فقط بانتهاء الأزمة السورية لأنّ مشكلة لبنان “منّا وفينا”، ويجب إيجاد حلّ لها، من هنا أتحفّظ على دعوات تضييع الوقت وأدعو الى معالجة المشكلة من أساسها. الدولة اللبنانية تعاني من سرطان، وإذا لم تعالجه سيأكلها.

• إذا اعتبرنا أنّ مشكلة “حزب الله” لا يمكن أن تعالج إلّا بحلّ إقليمي فيجب انتظار مصير التطورات الاقليمية، أمّا إذا اعتبرنا أنّ الحل داخليّ فهذا يعني تخلّي “14 آذار” عن مواجهتها السلمية والاتجاه نحو خيار عسكري؟

– بعض أنواع السرطان يمكن معالجتها بالأدوية العادية، أي بالسياسة، وليس بالجراحة. نحن لا نقول باستئصال السرطان إنّما بمنعه من التفشّي. إذا ترك موقف رئيس الجمهورية كلّ هذه التردّدات، فكيف إذا اتخذت كلّ القوى السياسية مواقف مماثلة. لا يجب أن نساير الحزب طوال الوقت، بل يجب مواجهته، وعليه بالتالي أن يأخذ في الاعتبار الوضعية اللبنانية.

• كلامك يعني أنّ “حزب الله” هو المشكلة الوحيدة في لبنان؟

– في الوقت الراهن، نعم.

• لكنّ الفريقين يتبعان محورين إقليميّين ودوليّين؟

– أين ألزم محورنا، فريق “14 آذار”، بأمر يتعارض مع المصلحة الوطنية؟ هل بمطالبتنا ببناء الدولة؟ هم ينادون ببناء الدولة لكنّهم يفعلون العكس. فالذي يريد الدولة لا يبني جيشاً مع جيش الدولة، ولا يخطف على طريق المطار، ولا يقاتل في سوريا.

• لكنّ من يريد الدولة لا يقول لـ”حزب الله” سنشطبك من الحكومة؟

– لا أحد يريد شطب الحزب من المعادلة السياسية، أريد أن أشطب الأمور التي “يتسلبط” بها الحزب على الدولة، فأنا لا أريد أن يخوض أيّ فريق الحرب عن الدولة اللبنانية، أو أن يشارك في الحرب السورية لتنعكس علينا لاحقاً، أو أن أرسل طائرة فوق اسرائيل ثمّ أرسل الصور الى إيران من دون إعطائها الى الجيش اللبناني. لا أريد إلغاء “حزب الله”، لكن لا أريده أن يلغيني أو أن يلغي الدولة، بل عليه ردّ الصلاحيات الى الدولة اللبنانية.

• هل الصيغة السياسية في لبنان لا تزال قابلة للحياة؟ وهل عمليات التقسيم القائمة في المنطقة يمكن أن تصل إلى لبنان؟

– الصيغة تعاني كثيراً. لكن مَن لديه صيغة أخرى فليطرحها على الطاولة.

• ماذا عن الفيديرالية؟

– هذه شعارات، كلّ هذه الطروحات تُقدّم إمّا عن جهل أو في محاولة تسويف سياسي. لماذا لا يطرحون مشروعاً متكاملاً حتى لو كانت الفيديرالية. الطرح الثابت والواقعي حتى اللحظة هو اتفاق الطائف، وما عدا ذلك شعارات.

• لكنّ الطائف لم يطبّق، خصوصاً في قانون الانتخاب؟

– الهدف من قوانين الانتخاب التي قدّمناها كان تطبيق الطائف. لكن لا يمكن مثلاً تطبيق لبنان دائرة انتخابية واحدة وفق النسبية، لأنّ المسلمين سيصوّتون للمسلمين والمسيحيّون للمسيحيّين.

العلاقة مع عون

• هل أجرى العماد ميشال عون تموضعاً حقيقياً وابتعد عن “حزب الله”، وهل يمهّد هذا التموضع لتقارب مسيحي – مسيحي؟

– عون يتصرّف ببراغماتية بعيداً من اي مشروع سياسي. وما يهمّه فقط هو حجمه السياسي، ومن يؤمّن له حجماً سياسياً أكبر يتحالف معه. والدليل أنّ الجميع ابتعد عنه من “المردة” و”الطاشناق”… فهم ودائع عنده. ومن دون دعم “حزب الله” وحركة “أمل” لا يستطيع التيار تحقيق هذا الفوز في الانتخابات النيابية.

• هل هناك مبادرة في اتجاهه أو أنّ الوقت غير مناسب؟ وألا تستطيع “14 آذار” استيعاب عون في صيغة معيّنة كما فعل “حزب الله”؟

– أنا لا أستطيع أن أخدمه في الأمر الذي يريده. ونحن رأينا منذ 8 أعوام ما يراه “حزب الله” اليوم، ولهذا لا يستطيع الاستمرار معه. فالعماد عون يضع أثماناً باهظة لا يستطيع أحد حملها، ولا أحد يعلم ماذا يمكن أن يفعل بعدها.

• أليس من مصلحة “14 آذار” السياسية التقاطع مع عون؟

– لا شيء يمنع، إذا حصل هذا الأمر على قاعدة سياسية واضحة، عنوانها مشروع “14 آذار”، ووفق شروطنا. كل شيء قابل للبحث.

• يعيش الرأي العام داخل “14 آذار” حال يأس وانكفاء نتيجة أحداث المنطقة وتطوّرات الداخل، فهل سيستمر في تلبية عناوين “14 آذار”؟

– يظهر دور الرأي العام في اللحظات التاريخية، وهذا ما حصل في 14 آذار 2005. ومخطئ من يظنّ أن بإمكانه استعادة هذه اللحظة بتواريخ أخرى. وعندما يرى الرأي العام الوقت مناسباً سيتحرّك.

• هل هذا يعني أنّ الشارع لن يتحرّك في هذا الظرف؟

– كلا. الوقت ليس للشارع، إنما للدولة. هناك رئيس يحاول تثبيت الحد الأدنى من مقوّمات الدولة ويجب ان نسانده.

• لا حوار، لا حكومة، وقد نكون مقبلين على فراغ رئاسي؟

– أجدّد القول إنّ الأفق غير واضح لكن يجب الاستمرار في إدارة الوضع بالحد الأدنى كما هو حاصل اليوم. وبالتالي لكل الأسباب الضرورية يجب تأليف حكومة لإدارة الوقت الضائع وتفادي الفراغ اذا لم تحصل انتخابات رئاسية.

• ما هي احتمالات الفراغ الرئاسي؟ وما هي احتمالات التمديد لسليمان؟ وما هي احتمالات انتخاب رئيس جديد؟

– الرئيس سليمان لا يريد التمديد وهو لا يتظاهر، ومن يريد التمديد يساير ولا يُطلق هكذا مواقف. أما إذا وصلنا الى الانتخابات الرئاسية فالمعادلة واضحة، إما أن ينتخب رئيس “على إيد حزب الله”، أي من فريق “8 آذار”، وإلّا فلا انتخابات رئاسة، علماً أننا سنطرح مجدداً القناعة التي طرحناها في العام 2005 أي أنّ انتخابات الرئاسة تحتاج الى ثلثين في الدورة الأولى أما في الدورة الثانية فلا حاجة الى ثلثين.

• هل تتحضّر “14 آذار” لخوض هذا الاستحقاق أم ستنقسم على غرار الاستحقاقات السابقة؟

– “14 آذار” لم تنقسم في اي استحقاق باستثناء قانون الانتخابات لكنها عادت واتفقت.

• هل هناك مرشح لـ”14 آذار” لرئاسة الجمهورية؟

– من المبكر الحديث عن هذا الموضوع. يجب الاتفاق أولاً على استراتيجية مقاربة الاستحقاق.

• هل أنت مرشح؟

– ما يهمّني أن يأتي رئيس يكون فعلاً رئيساً. وسبب الأزمة اليوم هو غياب القرار وغياب المسؤولين الجديين. فمشكلة طرابلس مثلاً تُحلّ بقرار… لقد أسقطنا مفهوم الدولة.

• هل عادت العلاقة بين مكوّنات “14 آذار” الى طبيعتها؟

– من الناحية الاستراتيجية والسياسية عادت العلاقة الى طبيعتها وعلى المستوى الشخصي كذلك. لكن وجود سعد الحريري في الخارج يصعّب العلاقات. “14 آذار” ليست على خلاف، لكنها لن تُقدم راهناً على أي خطوة، بل ستواكب المرحلة وتعتمد استراتيجية الانتظار، لأنّ الحركة لا تأتي بثمار دائماً ولا نريد تقديم طروحات فولكلورية.

• هل تدعو الحريري الى العودة؟

– أُفضّل أن يكون موجوداً في لبنان، لكن لا أستطيع دعوته الى العودة لأنني لا أستطيع تحمّل مسؤولية عودته.

• هل تخشى محاولة اغتيال جديدة؟

– نعم.

• أين أصبحت التحقيقات في محاولة اغتيالك السابقة؟

– هل هناك دولة لتحقق؟ أين المتهم في محاول اغتيال النائب بطرس حرب، محمود الحايك؟

• هل الصواريخ التي وجّهت الى بعبدا هي لترهيب الرئيس وهل تخشى من عملية اغتيال تطاوله؟

– هم لا يريدونه ألّا يتكلم بل أن يوقف مواقفه، ولا أستبعد أن يوجّهوا إليه رسائل أخرى أقرب.

• هل يمكن أن تصل الرسائل إلى تهديد مباشر؟

– إذا استمر هكذا، لمَ لا؟ واستشهاد الرئيس رفيق الحريري أكبر مثال. لقد سمعنا بشارة سارة من مارتن يوسف اليوم فهو قال إنّ أدلة وشهوداً سيظهرون مع بداية سنة 2014 وستظهر الحقيقة بطريقة لا يتوقعها الشعب اللبناني.

• هل لا تزالون تراهنون على المحكمة الدولية، أو أنّ الرهان هو على الثورة السورية؟

– لا نزال نراهن على المحكمة والصورة ستتّضح أكثر بعد طول انتظار. أمّا الثورة السورية فليست قضية رهان إنما متغيّرات. النظام السوري سيسقط وفق منطق التاريخ لأنه يعاكس هذا المنطق على رغم تداعيات هذا السقوط الاستراتيجية والسياسية.

• هل تخشى حرباً أهلية أم تتوقع استمرار الفلتان الأمني المتقطع؟

– الفلتان الأمني المتقطع أصبح حقيقة في لبنان، لكن استبعد وقوع حرب أهلية، رغم أنّ المناخات توحي بحصولها. فالحرب تحتاج الى فريقين، والفريقان الوحيدان اليوم هما “حزب الله” من جهة والدولة من جهة أخرى. فلا فريق مسلحاً في وجه الحزب.

• هل ستلبّون دعوة البطريرك الراعي الى لقاء ماروني جديد؟

– العلاقة مع بكركي على أفضل ما يكون، لكن اللقاءات المسيحية أمر مغاير، لأنّ التجربة السابقة في موضوع قانون الانتخاب لم تكن ناجحة إنما كانت تجربة مُرّة، انتهت بطعننا في الظهر، وبالتالي يجب توضيح الماضي قبل التفكير في خطوات للمستقبل.

• هل البطريرك غيَّر في مواقفه؟

– أنا لا أنظر الى الموضوع من هذه الزاوية. فالبطريرك عاش ما عاشه الرئيس سليمان لجهة أنه حاول استيعاب الوضع وترميمه والوصول به الى شاطئ أمان الدولة، وهو كان يردد دائماً مواقفه العلنية اليوم في مجالسه الخاصة.

• لماذا تُطرح قضية مطار القليعات عند أي حدث أمني ثم تطوى الصفحة من دون أي تدبير عملي؟

– هناك مطار القليعات ومطار حامات ومطار رياق. وهذا الأمر يحتاج الى أمر حكومي. فلا يمكن ان يكون للبنان شريان حيوي وحيد على العالم.

• هل أنت مع تصنيف الاتحاد الأوروبي الحزب إرهابياً؟

– الاتحاد الأوروبي يدرس قراراته جيداً ويأخذ منحى تسووياً لا صدامياً. وهو كوّن معطيات في هذا الاتجاه حتى أصدر قراره.

• كيف ترى مستقبل الأزمة السورية؟

– قد تكون طويلة للأسف، لكن النظام السوري سيسقط لا محالة. فتوازن القوى واضح على الأرض ولن يستطيع اي طرف الحسم عسكرياً. والأزمة ذاهبة الى حل سياسي لا مكان للأسد وجماعته فيه، لكن ليس على اساس الطائف اللبناني.

• ماذا تنصح “حزب الله”؟

– أن يسحب مسلّحيه من سوريا، ويسلّم سلاحه الى الدولة اللبنانية، وينخرط في اللعبة السياسية، فيكون قد حدَّ من خسارته. وأنصحه بالتفكير مثل بشير الجميّل ورفيق الحريري، مع العلم أنّ الحزب ليس في هذا الوارد إطلاقاً لأنه مرتبط على مستوى المشروع السياسي والعقيدة بإيران ولا يعتبر لبنان بلده، وخططه هي على مستوى الأمة.

• ماذا تقول لسليمان وسلام؟

– أتمنى أن يتحمّلا مسؤوليتهما حتى النهاية، لأن بقاء لبنان كدولة متوقف على ما سيفعلانه.

السابق
المحتال الاكبر في التاريخ
التالي
فريق مخابراتي تركي يتابع قضية الخطف من لبنان