نيفين أول لبنانية تعيش مغامرة في أنتاركتيكا

نيفين افيوني

نيفين أفيوني، نائبة رئيس التحرير في قناة “سكاي نيوز عربية”، تروي بعض فصول من مُغامرتها “المجنونة” الى أنتاركتيكا. مُغامرة تنافست من خلالها مع المُخيّلة فاذا بها تحوّل الواقع تفصيلاً صغيراً لا يستحق أن نقف في “محطته” مدة طويلة. وكأنه بكل عظمته ورهبته، لا شيء أكثر من الهدوء الموقت قبل العاصفة.

تُكمل: “الفكرة كانت مجنونة ولكنها رائعة. أنا أعشق السفر واستكشاف أماكن جديدة وغير مألوفة للانسان كثيراً. وأنتاركتيكا هي أحد هذه الأماكن. وبزيارتي لها أكون قد أكملت كل قارات العالم”. كانت رحلة “مثيرة جداً”، وبفضلها أصبحت أول اعلامية عربية وأول فتاة لبنانية تصل الى أنتاركتيكا، و”تُعد تقارير ووثائقياً من هناك”.

ذهبت نحو هذه المُغامرة التي بدّلت من خلالها واقع الحال، “على متن سفينة بحث فرنسية، تُديرها شركة أميركية، قبطانها ألماني. لم يُرافقني الى هناك الا مصوّر واحد يُدعى جيمس آلن”. وكان على متن السفينة سياح “غالبيتهم مسنون قرروا أن يُنفقوا تقاعدهم في آخر العالم، اذ ان الرحلة مُكلفة جداً”.

تروي: “أبحرنا الى أنتاركتيكا من أشوايا حيث لا خطوط طيران الى هناك لخطورة ما قد تحمله الطبيعة”. والرحلة التي استغرقت يومين الى أنتاركتيكا كانت على قول ابنة طرابلس، “شاقة للغاية… تدريجاً بدأنا ننقطع عن كل العالم. لا هواتف تعمل، لا انترنت، ولا جهاز تلفزيون. لا شيء يصلك بالعالم الذي لا تعرفين، وهنا تكمن جمالية هذا الجزء من كوكبنا غير الشبيه بعالمنا على الاطلاق”.

وبدت لها أنتاركتيكا، “كأنها ملعب للحيتان والفقمات وطيور البطريق الشقية. لا أعتقد أنني سأرى أجمل وأنقى من هذا المنظر في أي جزء من الأرض”. أبحروا ليوم كامل بين هذه الجبال التي استولت على عقل أفيوني. يوم كامل، “قبل أن نصل الى محطتنا الأولى التي يسمح لنا بها النزول الى اليابسة. كانت الساعة السابعة صباحاً حيث تم ايقاظنا بمكبرات صوت داخل غرفنا. المكبرات التي كانت تؤرق نومي. وللطرافة لم أكن أعلم كيف أطفئها حتى اليوم الأخير على السفينة في رحلة العودة. وكنت لشدة تعلقي بالسرير الدافئ لا أتناول طعام الافطار الصباحي فأعود جائعة جداً الى السفينة وقت الغداء”.

وعندما وصلوا الى أنتاركتيكا، “كنت كمن وصل الى كوكب جديد! رحت أتلمس حجرها وأنظر بعين المُتعجب الى البطاريق التي كانت كثيرة هناك. صعدت الى جبل مُرتفع لأنصب وبفخر علم قناتي سكاي نيوز وعلم بلدي لبنان”. وكانت أفيوني تمضي يومياً، “30 دقيقة ولمدة 11 يوماً لأرتدي ملابسي لا سيما في أنتاركتيكا وطقسها البارد. يصل وزن هذه الملابس الى أكثر من 20 كيلوغراماً. وأهرع بعدها مع المصور لمُغادرة السفينة على متن قوارب مطاطية صغيرة. ولا يُسمح لأحد بأن يُغادر السفينة قبل تعقيم الأحذية خوفاً من حمل أي فيروسات الى اليابسة. كما يتأكد فريق السفينة من ارتدائنا لسترات النجاة في الشكل الصحيح لأن عمق المياه قرب الشاطئ يتجاوز مئة متر تقريباً”.

عادت نيفين أفيوني من مُغامرتها المجنونة، ولكن بعد مُتابعة تفاصيل يوميّاتها، قد يرى بعضهم أن قطعة منها بقيت هناك… حيث كل شيء أنقى… وحيث الزوايا تعيش خارج اطار الزمان.

السابق
مجدلاني: لبنان على حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والامني
التالي
وهبي: اللجوء إلى الخطف لا يعالج قضية مخطوفي اعزاز