مع الحدث : هل بدأت معركة ازاحة المفتي ؟

الحدث السياسي الابرز في أول أيام عطلة عيد الفطر السعيد كان احتدام الخلاف بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وخصومه داخل وخارج دار الفتوى . وقد وجد المفتي نفسه يصلي صلاة العيد في مسجد محمد الامين وسط بيروت في غياب الحضور الرسمي المعتاد ، فغاب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام .

وأكد الرئيس ميقاتي أنه لم يرسل المذكرة المعتادة الى وزير الاعلام لتمثيل رئيس الحكومة ، ولا الى قوى الامن الداخلي لمواكبة المفتي ، مشيرا الى ان هذا ترجمة للاتفاق الذي جرى بين رؤساء الحكومات في لبنان. حيث حدد الرؤساء سلسلة خطوات واتفقوا ألا يكشفوا عنها، وعدم إرسال المذكرة يعتبر من إحدى هذه الخطوات التي تهدف إلى وضع الحد للتسيب الحاصل على مستوى الطائفة السنية، إضافة إلى الضغط على المفتي لتحسين أدائه.

مفتي الجمهورية أم المصلين ولم يأبه للمقاطعة الرسمية والسياسية ، وحشد انصاره من دار الفتوى مدعوما من بعض القوى السنية الهامشية . وتوجه الى رسميي الطائفة بالقول : سوسوا ابناءكم بما يرضي الله ورسوله، أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه، اجمعوا كلمة المسلمين، وحدوا صفهم، ابعدوهم عن استنزال طائفتهم وإدخالها في شقاق ونزاع مع بعضهم ومع الغير، لا تغرنكم السلطة والجاه، فانكم اليوم في الدنيا، وغدا عند الله موقوفون، وتنادون كما قال الله في كتابه العزيز:” وقفوهم انهم مسؤولون”، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم على الله خافية، فاعدوا منذ الآن لكل مسألة جوابها، والله يحكم بينكم بالحق، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.

خصوم المفتي يستعدون لمعركة ابعاده بعد عيد الفطر وقد أكد الأمين العام للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الممددة ولايته الشيخ خلدون عريمط  عن “خطوات ستُتّخذ بعد عطلة العيد في شأن مسألة عزل المفتي”، معتبراً ان “اكثر من طرف يُحاول الاستفادة من الخلل الحاصل في دار الفتوى”.

واذ ذكّر بان “الهيئة الناخبة المؤلفة من رئيس الحكومة الحالي ورؤساء الحكومات السابقين واعضاء المجلس الشرعي والوزراء والنواب الحاليين وقضاة الشرع وبعض ائمة المساجد، تداعت واشارت الى ان هذه الثقة التي اعطيناها للمفتي قباني نريد استعادتها، ووقّعوا على عريضة لسحب الثقة من المفتي وفق اسباب موجبة رفعت الى رئاسة مجلس الوزراء”، اشار الى ان “المادة السادسة من النظام الداخلي لدار الفتوى اكدت انه “يجوز عزل المفتي لاسباب موجبة”، مؤكداً ان “هذه “الاسباب الموجبة” متوفرة”، ومشدداً على ضرورة “الالتزام بالقوانين والانظمة”.
اوساط تيار المستقبل الذي يخوض المعركة ضد المفتي تؤكد أن قباني فقد شرعيته وهناك نحو 80% من قضاة الشرع و80% من النواب والوزراء و95% من رؤساء الحكومات قالوا لا للمفتي، فكيف يصر على البقاء ؟

السابق
لا قمة بين أوباما و بوتين في ايلول
التالي
بوتين رفض اقتراح الأمير بندر بالتخلي عن الاسد