عبد الامير قبلان: على اللبنانيين إعادة وصل ما انقطع بينهم ملتزمين الحوار لحل المشاكل

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة عيد الفطر لهذا العام، دعا فيها المسلمين الى “الاعتدال والانفتاح والتعاون على البر والتقوى، والى نبذ التعصب والحقد والانانية والعنف”، كما طالب اللبنانيين ب”اعادة وصل ما انقطع بينهم والافادة من مناسبة العيد للتواصل في ما بينهم”.

وقال: “هذا العيد له إطلالة حسنة وخيرة وعلينا أن نعمل لما فيه رضا الله تعالى وخير المجتمع ومنفعة الإنسان، فيكون العمل لنشر المحبة والتعاون واحترام بعضنا البعض والانفتاح على أبناء المجتمع كافة، نتعامل معهم بصدق وأدب واحترام، هو عيد فيه التلاقي والتواصل والتعارف، مما يقتضي أن نستثمر بركات شهر رمضان في هذا العيد ونحقق النتائج الصحيحة والكريمة والخيرة، فنحقق من خلال هذا العيد ما اكتسبناه من قيم ومعنويات وروحانيات في أيام شهر رمضان المبارك، لنوظف هذه القيم في خانة المجتمع ونعكسها على الأمة تجاوبا واحتراما وتقديرا، وعلينا أن نحفظ كل المكتسبات التي أضفناها على واقعنا ومجتمعنا ولا سيما ان شهر رمضان كان شهر التصفية والخلاص وفيه رضا لله ومنفعة لعباد الله، فلا يجوز أن نضيع هذه المكتسبات التي أحرزناها في صيام ايامه وإحياء لياليه وقيام ساعاته. العيد هو محطة تاريخية نتعهد فيها جميع الانعكاسات التي تحمي المجتمعات من الانحرافات والفتن والفساد، مما يحتم أن نحفظ هذه المكتسبات لتبقى حاجزا منيعا ومتراصا ضد أي شواذ وانحراف وباطل. العيد محطة نأوي إليها كل عام وينبغي ان نحفظ معانيها ومضامينها لنعكسها على مجتمعاتنا وأوطاننا لتكون حافزا مباركا وأساسيا لحفظ مجتمعنا من كل شر ومنكر وبغي”.

وأكد قبلان أن “الدين معاملة مما يستدعي أن نمتن هذه المعاملة مع إنساننا ومجتمعنا وأخلاقنا لنبقى دائما في جهوزية صحيحة لمحاربة الفساد والمنكر، فكل يوم فيه خير وبركة ومعروف وإصلاح فهو عيد لجميع المسلمين ولجميع الناس، والاهتمام بالإنسان الذي هو خليفة الله على الأرض هو من أكبر الدعوات إلى الدين لأنه سلوك وسيرة حسنة وكلام صادق وعمل صالح، لذلك علينا أن ننبذ الحقد والحسد والغيبة والنميمة، فنوحد صفوفنا لننقذ مجتمعنا من كل انحراف وبغي ومنكر، وخاصة ان هذا العيد يحمل جميع معاني الخير من معنويات وقيم وأخلاق واستقامة، لذلك نطالب الجميع أن يحفظوا أيامهم الرمضانية لتكون حصنا منيعا لمجتمعاتنا وأمتنا، ونبارك للصائمين صيامهم وعملهم وصلاتهم ونطالبهم ان يكونوا يدا واحدة بعيدين عن الضلالة والفتن والمشاكل، فيكونوا اخوة متحابين متعاونين على البر والتقوى بعيدين عن الاثم والعدوان، ويعملوا لما فيه خير مجتمعنا ليكون على خط الاستقامة يسير على الطريق الصحيح”.

كما أكد ان “الاسلام دين السماحة والفضيلة ودين الرحمة والمحبة، فاسلامنا دعا الى المحبة والصدق والتعاون فلا يجوز الاساءة الى الاسلام وقيمه واخلاقه من خلال ممارسات لا تمت الى الاسلام بصلة، وعلى المسلمين تقديم انصع صورة للاسلام من خلال سلوكهم وحسن تعاملهم مع الاخرين والتزامهم نهج الاعتدال والانفتاح والتعاون على البر والتقوى ونبذ العنف، فالمسلمون مطالبون بنبذ التعصب والحقد والانانية والقيام بواجباتهم لانقاذ المجتمع من الهلاك والجوع والفقر والمرض”.

وطالب الدولة اللبنانية ب”ايلاء التربية في المؤسات التعليمية اهتماما خاصا ليكون تشكيل الشخصية السوية والمواطن الصالح هم الدولة الاول، فنربي اجيالنا على مكارم الاخلاق وحب الاوطان واحترام الانسان من منطلق دعوة الدين الى المحبة والتعاون والتسامح، وعلى اللبنانيين ان يتعاملوا في ما بينهم بكل مصداقية وحكمة وموعظة، فيكونوا في ادب واستقامة وبر ورشاد متسلحين بالعلم والدين، متحصنين بتقوى الله التي تبقيهم بمنأى عن الشر والفساد والمنكر”.

كذلك طالب اللبنانيين ب”نبذ الاحقاد واعادة وصل ما انقطع بينهم والاستفادة من مناسبة العيد للتواصل في ما بينهم، وعليهم ان يتركوا الخلافات ويقلعوا عن المناكفات والسجالات، ملتزمين الحوار لحل المشاكل والازمات، فيقفوا بوجه القتل والظلم والشر ويرفضوا سلاح الفتنة الذي يستعمل في الازقة والشوارع لنشر الفوضى وترويع الآمنين، وعلى اللبنانيين ان يتصافحوا ويتسامحوا ويكونوا يدا واحدة بعيدين عن الغل والشر والمنكر، عاملين لخير وطنهم ومصلحته وحفظ امنه واستقراره من كل سوء”.

واستنكر قبلان العدوان الاسرائيلي في منطقة اللبونة في خرق جديد لسيادة لبنان واستقراره، مما يستدعي ان يظل لبنان، شعبا وجيشا ومقاومة، في حذر دائم من كيد اسرائيل ومؤامراتها وفتنها، فما جرى من خرق صهيوني يشكل اكبر دليل على اعمال اسرائيل المنكرة واستمرار عدوانها على لبنان، مما يحتم ان يوحد اللبنانيون صفوفهم ويحصنوا جبهتهم الداخلية لحماية وطننا، ليظل سدا منيعا بوجه العدو الصهيوني وحاجزا امام توجهاته العدوانية، فاسرائيل كانت ولا تزال العدو الاول لكل اللبنانيين، تتربص بهم الشر، وهم مطالبون اليوم بالتمسك بوحدتهم وجيشهم ومقاومتهم لحماية لبنان”.

من جهة ثانية، يؤدي قبلان صلاة عيد الفطر المبارك في مقر المجلس، ويلقي خطبة العيد عند السابعة والنصف من صبيحة يوم غد الجمعة في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى- طريق المطار، ويعتذر عن عدم استقبال المهنئين بالعيد “بسبب الظروف الصعبة والمؤلمة التي يمر بها لبنان والمنطقة”.

السابق
حرب: نأمل ان يشكل عيد الفطر مناسبة للتقريب بين اللبنانيين
التالي
السنيورة: ندين الاعتداء الخطير على اللبونة