حوادث عبرا الأخيرة، أعادت الاعتبار لمفهوم التطوع، القائم على الخدمة المجتمعية ذات الطابع الإنساني.
فمتطوعو حملة “معاً لنرمم الجراح” نفذوا عملية تسجيل المنازل المتضررة وتحديد الاحتياجات، ويقول مسؤولها الإعلامي غسان حنقير: “لم يقتصر عمل المتطوعين على ذلك، بل رفعوا الأنقاض من داخل المنازل ونظفوا العدد الأكبر منها، والبيوت التي لم ندخلها هي من لم يكن أصحابها موجودين فيها. ويوضح حنقير أن عدد متطوعي الحملة قد تجاوز المئة متطوع.
ويعتمد عمل جمعية فرح العطاء على التطوع، وخصوصاً أن مجموع المتطوعين بلغ 300 متطوع حسب جدول الجمعية.
يقول منسق جمعية فرح العطاء محمد دياب: يعمل المتطوعون مداورة حسب أوضاعهم، ومن يأتي من مكان بعيد نؤمن له الإقامة في دار العناية. وهم من مناطق وأوضاع اجتماعية مختلفة.
تقول المتطوعة اندريا زرد (جل الديب) أتطوع مع الجمعية منذ سبع سنوات، وخصوصاً أن مشاريعها تخدم البشر، وأنا أحب الناس وأهتم بقضاياهم الإنسانية، وتضيف زرد: أحياناً أواجه مشاكل مع أهلي بسبب التطوع، إذ أعمل خمسة أيام أسبوعياً وأتطوع في اليومين الآخرين، مما يحرمني من البقاء ولو ساعات مع عائلتي.
وأتى هاني الحسن من بزينا – عكار ليتطوع في عبرا، ويرى أنه يستطيع مساعدة الناس: “أعمل دهاناً”، وهذه المهنة تجعلني أساعد بعودة الناس إلى منازلهم، هم بحاجة إلى جهدي وأنا أستطيع تقديم بعض الجهد لإسعادهم.
أما أديب شهده القادم من عكار أيضاً فيقول: التطوع ليس غريباً عن عائلتي، فوالدي يتطوع دائماً في الجمعية وهو دفعني إلى ذلك حتى أشعر بأهمية مساعدة الآخر وخصوصاً إذا كان محتاجاً.
وتدرس علا غملوش (الغازية) في جامعة LAU، وتجد في التطوع صيفاً وسيلة تنمي شخصيتها وتجعلها قادرة على إسعاد الآخر وتعلّق ممازحة: “أليس هذا العمل أفضل من البقاء في المنزل ومراقبة التلفزيون ومسلسلاته التي لا تنتهي؟
وترى زرد أن نسبة التطوع عادت لترتفع مؤخراً: خصوصاً أن بعض الجامعات بدأ يطلب إفادات من الطالب تثبت أنه أمضى 30 ساعة في خدمة مجتمعية، وإذا تكرس ذلك في جميع المؤسسات التربوية فإن ذلك يساعد على تطور التطوع ومفهومه الإنساني بصفته يدفع بالمواطن للمشاركة في أعمال تعود بالنفع العام.
