على من تقرأ مزاميرك أيها القائد ؟

قائد الجيش اللبناني
كلام قائد الجيش الاحتجاجي والتحذيري قد يذهب ادراج الرياح اذا لم تتوفر الارادة السياسية لدى جميع الفرقاء لوقف هذه المداخلات . وهذا مستبعد تماما بالنظر الى أداء هذه القوى خلال السنوات الماضية .

دق قائد الجيش العماد جان قهوجي ناقوس الخطر محذرا من انتقال الخلافات السياسية والانقسامات الحادة في البلد الى داخل المؤسسة العسكرية .

واذ تحدث عن بلبلة شهدتها المؤسسة في الأشهر الأخيرة على خلفية احتمال حدوث فراغ في مركز القيادة ، لفت إلى أن قيادة الجيش، ستطلق خطة عمل داخلية من أجل تصويب الأمور.

وأكّد أن الجيش يخضع لسلطة قيادته فقط،  منبها الى ان الاتصال بالسياسيين إنّما يجب أن يتمّ بموافقة القيادة، فممنوع الاستزلام لأي مرجعية خارج الجيش، وممنوع أن يمدّ أي سياسي يده إلى الجيش من خلال أي ضابط أو عسكري.

صرخة قهوجي محقة من دون أدنى شك وهي مستندة الى وقائع ومعلومات يملكها ، كما أكد مصدر متابع لاوضاع المؤسسة العسكرية . وقد تأكد أن المداخلات السياسية عبر بعض كبار الضباط لا تقتصر على جهة معينة ، ففريقا ٨ و ١٤ اذار شريكان في التهمة . الا أن أبرز  هذه المداخلات في الآونة الاخيرة هي بالتأكيد محاولة العماد ميشال عون التأثير على الجيش من الداخل عبر ضباط مقربين منه . كما أن لحزب الله تدخلات هامة في مخابرات الجيش ، والتي غالبا ما تتم تحت عنوان “التنسيق الامني لملاحقة شبكات التجسس الاسرائيلية وخلايا الارهاب ” ، وفقا لما تروجه اوساط الحزب . وفي هذا الاطار يشير مصدر حزبي مطلع الى ان اكتشاف خلية داريا هو نتاج هذا التنسيق ابتداء من معركة عبرا.

الا أن كلام قائد الجيش الاحتجاجي والتحذيري قد يذهب ادراج الرياح اذا لم تتوفر الارادة السياسية لدى جميع الفرقاء لوقف هذه المداخلات . وهذا مستبعد تماما بالنظر الى أداء هذه القوى خلال السنوات الماضية ، وتسابقها على كيل الاتهامات للمؤسسة العسكرية تارة ومدحها طورا ، وفقا للظرف السياسي ، وكأن التأييد صار “على القطعة” .

فعلى من تقرأ مزاميرك يا قهوجي ؟

الخوف على وحدة المؤسسة العسكرية وتماسكها شكل الحدث . وقد غابت اخبار تشكيل الحكومة ومصير مجلس النواب الممدد لنفسه ، وسائر مؤسسات الدولة ، الى ما بعد عيد الفطر السعيد . وحدها قضية داريا توبعت من خلف جدار سميك من السرية ، يعبر ربما عن خطورة ما كانت تستهدفه.

السابق
عاجل : انفجار قوي في أنفاق الناعمة
التالي
احتجاجات مسلحه في طرابلس بعد صدور أحكام في قضية تفجير التل