المثلَّث الواقعي غير المُريح

الخطف المتبادَل بين عرسال ومقنة البقاعيتين يبلغ مراحل خطيرة ويصل إلى تبادل الفديات لإطلاق الرهائن.
عبوات داريا تزداد خطورةً مع تكشُّف فصولٍ جديدة عن حجمها.
الشيخ أحمد الأسير يظهر في تسجيلٍ صوتي يُهدِّد ويتوعَّد ولا يستثني أحداً من تهديداته.
هذه عيِّنة من أحداثٍ لثمانٍ وأربعين ساعة فما هو التوصيف الذي يمكن إعطاؤه لها غير ان الوضع مُقفَل أو مسكَّر كما يُقال في اللغة الدارجة؟
هذا الوضع غير المستقر، معطوفٌ عليه وضعٌ سياسي أكثر سوءًا، يؤشِّر إلى نِصفٍ ثانٍ من الصيف ليس أفضل على الإطلاق من النصف الأول لأنه سيُضاف إليه وضعٌ مالي غير مريح، فعلى رغم كل التطبيقات الرسمية إلى ان المالية ستكون بخير، فإن الهمس الخافت في المقرات الرسمية يُحذِّر من انه إذا لم يتم تشكيل حكومةٍ في القريب العاجل فإن الوضع الإقتصادي سيزداد انهياراً.
إذاً، لا الأمن مستقر ولا السياسة ثابتة ولا الإقتصاد منتعش:
إنه المثلث الخطِر الذي كاد أن يشبه مثلث برمودا الذي من شأنه أن يبتلع سفينة الدولة، فإلى متى يمكن الإنتظار بعد؟
ومَن القادر على الإنتظار؟
يُلمِّح النائب وليد جنبلاط إلى أنه بعد عيد الفطر بالإمكان إحداث خرق على صعيد تشكيل الحكومة، ويؤشِّر إلى أن حكومة الثلاث ثمانيات هي الحكومة المرجَّحة، لكن هل تكفي أُمنيات جنبلاط للقول إن الحكومة صارت أقرب إلى متناول اليد؟
الزعيم الجنبلاطي كان قد رمى حجراً في المياه الحكومية الراكدة فعمَّم عبر الموقع الإلكتروني لحزبه، هذا الموقف الذي يقول:
قد نفطر بخيارات جديدة في ملف الحكومة.
ما إنْ تلقَّف المعنيون بالتشكيلة الحكومية هذه العبارة التفاؤلية حتى عاد الموقع نفسه إلى القول:
قد نفكر بخيارات جديدة في ملف الحكومة.
وهكذا بين نفطر ونفكّر، بدأت التحليلات والمقاربات، فدعاة التفاؤل تمسكوا بكلمة نفطر للقول إن الحكومة باتت قريبة، ودعاة التشاؤم تذرعوا بكلمة نُفكِّر لتعزيز وجهة نظرهم من أن كلمة تفكير تعني أن الحكومة ما زالت بعيدة المنال.
وتعليقاً على الكلام الجنبلاطي، يقول عارفون ببواطن الأمور:
ليت المسألة بهذه السهولة والبساطة، وليتها قائمة على الأمنيات. ويتابعون:
إنها أصعب من ذلك وأكثر تعقيداً، وطالما أن الوضع هناك يزداد سوءاً وتعقيداً، فكيف للوضع في لبنان أن يتحسَّن؟

السابق
لماذا يرفض حزب الله تشكل حكومة بدونه
التالي
الكتيبة الكورية قدمت مولداً كهربائياً للبرج الشمالي