صبار الجنوب عرضة لغزو الحشرة القرمزية

بلدة عبا اكبر منتج لنبتة الصبار في الجنوب
يهدد التلف موسم الصبار في الجنوب وتحديدا في بلدات وقرى النبطية وحاصبيا، بعدما غزت نبتاته الخضراء الصلبة الحشرة القرمزية المعروفة بـ "المنّ القطني" للعام الثاني على التوالي

يهدد التلف موسم الصبار في الجنوب وتحديدا في بلدات وقرى النبطية وحاصبيا، بعدما غزت نبتاته الخضراء الصلبة الحشرة القرمزية المعروفة بـ “المنّ القطني” للعام الثاني على التوالي، دون اي معالجة فعالة وحاسمة من وزارة الزراعة المختصة أو الجمعيات المعنية، ويترك المزارعون لهمة بلدياتهم في القضاء على هذه الآفة الزراعية دون اعتماد الطرق الكفيلة بالقضاء عليها كاملا.

يعتمد ابناء الجنوب على محصولهم الزراعي للعيش بكرامة، ولكن هذا العام فان الكثير من المزارعين هم في حال من القلق من ضياع موسم الصبار، بعدما بدأت الحشرة القرمزية تجتاح يوماً بعد يوم حقولهم من دون استثناء وقد امتدت الى حاصبيا والعرقوب للمرة الاولى.
وفيما يقف المزارعون عاجزين عن محاولة انقاذ الموسم بعد خسائر قاسية لحقت به الموسم الماضي، ولم تجد المعالجات اي نتيجة، فإن وزارة الزراعة تعمل على الكشف على كروم الصبار التي أصابتها تلك الحشرة ووزعت مبيدات بالتعاون مع البلديات، وبينهما يؤكد المزارعون والمهندسون الزراعيون على حد سواء أن الصبار السليم غير ضار ويمكن تناوله من دون خوف، لأن هذه الحشرة تقضي على الصبار الذي تصيبه فقط.

ويؤكد بعض المزارعين أن تلك الأدوية بدأت تعطي مفعولها وتقضي على تلك الحشرة وتحد من انتشارها، لكن الشائعات تزيد الطين بلة ما ينذر بخسائر كبيرة رغم تأكيد الاختصاصيين ووزارة الزراعة أن لا خوف من الصبار غير المصاب بالمرض وهو جيد وصحي ومغذّ.
ويحتوي صندوق الصبار على أكثر من 150 كوزاً يباع بحوالى 10 آلاف ليرة، ويمتد موسمه على مدى شهر ونصف الشهر في حر الصيف بين تموز وآب من كل عام، ويوضح المهندس الزراعي حسنين قانصو ان هذه الحشرة تتغذى على ألواح الصبار والمعروف بأن لوح الصبار لا يقل سماكته عن 1سم وارتفاعه عن 30 سم وهذا ما يؤمن لهذه الحشرة عائلا مهما لحياتها وتكاثرها، مضيفا “ولان هذه الحشرة لها فم ثاقب تستطيع ان تغرز خرطوم فمها بسهولة في لوح الصبار وتبدأ بامتصاص عصارته ما يؤدي الى جفاف لوح الصبار واصفراره وتلفه وقد تصل الى تلف الشجرة كلها، وهنا تكمن خطورة هذه الحشرة والتي تجب مكافحتها والوقاية منها”.
وعزا سبب ظهور هذه الحشرة الى عوامل وأسباب كثيرة لا يمكن حصرها في أمر واحد، ومنها: فقدان العدو الطبيعي لهذه الحشرة او قلة عدده وهو من عائلة الدبابير وأصغر من الدبور الذي يتغذى على النحل والذي يقوم على التغذي عليها ما يؤدي الى تكاثر هذه الحشرة بهذا الشكل الخطير والمخيف، كما ان هناك التلوث البيئي وعوامل مناخية عدة.

وقال “هذه الحشرة تشبه المنّ القطني، وفي العام الفائت أصابت أوراق وجذور وثمار الصبار في العديد من المناطق اللبنانية، واليوم تستمر الحال على ما هي عليه”، مؤكداً “أن “الأدوية التي تستخدم في مكافحتها هي الأدوية الجهازية مع الزيت الصيفي وتعطي نتائج إيجابية ومباشرة لمكافحتها والحد من انتشارها”، مضيفا “السليم منها لا يضرّ بصحة الإنسان على الإطلاق ويبقى مذاق الصبار والمواد الغذائية فيه نفسها، وهذه الحشرة مثل بعض الحشرات الأخرى التي تصيب بعض الخضار والفاكهة ويبقى الناس يتناولونها من دون أية مضار صحية، إلا أن ما أثار الموضوع أن هذا المرض جديد وغير معروف مسبقاً في لبنان.
واضاف: يمكن معالجة ومكافحة هذه الآفة بكل سهولة وطمأنينة من خلال الاستفادة من المبيدات الحشرية على ان تكون طريقة الرش اولا بضغط عال من الماء من اجل التخلص من اكبر قدر ممكن من الحشرات، ثم ترش بطريقة التبخير، مشددا على ان المشكلة ليست في القضاء على هذه الحشرة بل في آلية تعامل المزارع مع مكافحتها والقضاء عليها، لافتا الى ان المطلوب ايجاد فريق من الاختصاصيين يواكب ويوجه المزارعين في عملية مكافحة الحشرة القرمزية.

السابق
المستقبل: لا اتصالات ايرانية – سعودية
التالي
ساركوزي الاكثر شعبية بين السياسيين