شجاعة الظهور عند الاسد ونصرالله

يقول سفير دولة كبرى لاحد سائليه قبل ايام انه هناك سنوات صعبة امام لبنان بالتزامن مع محنة ستطول في سوريا. ويضيف السفير مثيرا دهشة السائل: “قد يبدو ان الفيتو الروسي في مجلس الامن هو الذي يعرقل مسار الحلول للازمة السورية لكن الغرب في مكان ما يتكل على هذا الفيتو ليعفي نفسه من القيام بعمل حاسم لانهاء هذه الازمة!”.

يستطيع المرء ان يتكهن ان كلاً من الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مرتاح الى وضعه في ظل أزمة ستطول، فخرج الاول في الاول من آب في عيد الجيش السوري من معقله الحصين الى ساحة داريا التي تبعد مئات الامتار عن احياء دمشق ليتعهد بـ”الانتصار”. أما الثاني, أي نصرالله فقد خرج في اليوم التالي من مقره السري الى احدى قاعات الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت في “يوم القدس” حسب تقويم الثورة الايرانية ليتعهد بـ”ازالة اسرائيل”. وعلى ما يبدو ان القاسم المشترك بين الرجلين هو “شجاعة” الظهور العلني على رغم ان الاسد ظهر في دمشق وليس في الجولان فيما ظهر نصرالله في ضاحية بيروت الجنوبية وليس في جنوب لبنان. واذا ما سأل احدهم وهو يشاهد شريط تسجيل ظهور الاسد ونصرالله، لماذا هذا الهلع الذي بان في وجوه مرافقي كليهما فلا بد ان يدرك ان كلا من الاسد ونصرالله لا يخشى انتقاماً من اسرائيل بل من طرف سوري معارض بسبب دماء الشعب السوري التي لطّخ الاثنان ايديهما بها. وجلّ ما يتوقعه الجانبان من اسرائيل هو الاغارة من وقت لآخر على مخازن أسلحة النظام السوري اذا ما قرر هذا النظام ان ينقل محتوياتها الى يد “حزب الله” باعتبار ان كل مخزون نظام الاسد من الاسلحة ومثله مخزون “حزب الله” له وظيفة واحدة هي قتل الشعب السوري.
في مقابل “شجاعة” ظهور الاسد ونصرالله كان لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ظهور عادي في عيد الجيش كما كان لزعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري ظهور تلفزيوني في نقل مباشر من جدة. فكان نصيب سليمان الفوري من هذا الظهور مع خطاب يلوم فيه “حزب الله” على التورط في حرب سوريا صواريخ سقطت بعد ساعات في محيط القصر الجمهوري في بعبدا. فيما نجا الحريري من صواريخ مماثلة على رغم انه لم يقصّر في لوم الحزب باعتبار انه منفي من لبنان.
ليس مستبعداً ان يتكرر ظهور الاسد ونصرالله ويزداد حذر سليمان والحريري. والسبب الذي يفهمه الصغير قبل الكبير ان رئيس النظام السوري وزعيم “حزب الله” قد أكدا بالملموس لاسرائيل ان وظيفة سلاحيهما هي داخل الاراضي السورية واللبنانية كما حصل امس عندما أغارت طائرات النظام السوري على تخوم عرسال البقاعية أو كما حصل قبل اسابيع عندما أغار جيش “حزب الله” على عبرا. في المقابل فإن سبب حذر سليمان والحريري فيعود الى ان سلاح الاسد ونصرالله لهما بالمرصاد!

السابق
كونيللي مطمئنة امنياً وتدعو الزعماء الاقتداء بسليمان
التالي
توقيف متهمين باحتيال وسرقة في النبطية