السلوكة: قصة صيدا من زمن الاسير وما بعده

السلوكة

“السلوكة” هو الاسم الذي يعرف به حسن القهوجي الذي يشغل زاوية بناية خير الدين الحريري عند الطرف الشرقي من المربع الأمني السابق للشيخ أحمد الأسير. وهو معروف جداً في المنطقة، يرتاد مقهاه شباب المنطقة ويوصل أراكيله إلى عدد من منازل المنطقة. في الحوادث الأخيرة نال نصيبه من مختلف الجهات وقد تضرر مقهاه وتعرضت الأراكيل وبعض المعدات للسرقة. كيف تسلسلت الأمور معه؟
يقول السلوكة: أوائل حزيران 2013 وإثر إشكال مع أحد العاملين معي، ظن أتباع الأسير أني أشتم أحد عناصرهم، فأقدم أحدهم على كسر زجاج المقهى وتعرض لي مع رفاقه. لم أستطع أن أواجههم، خصوصاً أني وحيد لا أوالي أحداً ولا أهاجم أحداً. فنلت نصيبي من الضرب والإهانة من جماعة الأسير. يضيف السلوكة: خلال الاشتباكات التي اندلعت يوم الأحد 23 حزيران بقيت مختبأً في المقهى خلف “الوجاق” حيث توجد زاوية تحميني من الرصاص. وعند الساعة الحادية عشرة من صباح الاثنين استطعت الهرب مع ثلاثة عائلات توجهنا إلى جزين. حاولت استئجار غرفة في فندق، طلب الموظف مبلغ 150 دولار بدل الإقامة لليلة واحدة وهذا يفوق قدرتي. لم يكن أمامي حل سوى العودة إلى صيدا.
يصمت برهة يحاول تذكر التفاصيل، فيزيد: نقلني أحدهم إلى مجدليون حيث التقيت بأحد الأصدقاء، شربنا القهوة ثم تابعت السير وعند وصولي سيراً عند دوار جادة نبيه بري أوقفني حاجز لحزب الله وسألني عن وجهتي، أخبرتهم أني “قهوجي” وأريد العودة إلى المقهى وأخبرتهم أين يقع المقهى، عندها انقض علي عناصر الحاجز وأوسعوني ضرباً ثم نقلوني إلى المجمع التابع لهم على طريق الثكنة ووضعوني في الطابق الرابع حيث وجدت عدداً من المعتقلين أخذوا مني هويتي وهاتفي الجوال، ثم أعيد التحقيق معي وعندها تعرّف عليّ أحدهم، فأفرج عني بعد نيل نصيبي من الضرب. وما زالت أوراقي وهاتفي لديهم، بعد خروجي، عدت إلى عبرا محاولاً الوصول إلى المقهى.
تنقل السلوكة عبر ثلاث سيارات حتى وصل إلى عبرا، لكن مغاوير الجيش أوقفوه عند زاوية المقهى: “أوقفوني وجرى ربط يدي ورميي على الطريق قرب المقهى وبدأوا بضربي بأحذيتهم وبقيت على هذه الحالة لمدة ثلاث ساعات. بعد ذلك رآني أحد الجيران فبادر للحديث مع أحد الضباط من شرفة منزله، أخبره عني وإني قهوجي ولست أكثر من ذلك. عندها اقترب مني الظابط وطلب من جنوده فك وثاقي وسمحوا لي بالتوجه إلى المقهى أحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من محتويات المقهى!
السلوكة نموذج للمواطن العادي الذي لا سند له، ولا طرف طائفي يدعمه فيتعرض لما تعرض له من الأطراف المتصارعة.

السابق
العقيد الاسعد لنصرالله: طريق القدس لا تمر في حمص
التالي
حسين ماضي.. دمغة التّخصيب التّشكيليّ