من المسؤول عن ضحايا المفرقعات امام مبنى النهار؟

مفرقعات

لم يكن ينقصنا في لبنان سوى سقوط ضحايا بسبب عروض الألعاب النارية. بعد انتهاء الوقفة التضامنية الأهلية مع الجيش في ساحة الشهداء امس، وعلى مقربة من جريدة “النهار”، قرر أحد أن يشعل الألعاب النارية ويعبر عن فرحه. هي ثوان حولت الموقع ساحة انفجارات. شرارات الأسهم والقذائف النارية طالت المواطنين والسيارات وأدت إلى جرح 6 بينهم اثنان حالتهما خطرة، أحدهما مطلق الألعاب.
ليس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف العمال مروان شربل من أعطى الاذن بإطلاق الألعاب النارية في هذين المكان والزمان، وحمّل المسؤولية لمطلقها، كذلك محافظ بيروت بالتكليف ناصيف قالوش، نفى لـ”النهار” أن يكون أعطى أي ترخيص بإشعال الألعاب النارية هناك، ومثله رئيس البلدية بلال حمد. إذا النتيجة أن الجهة المنفذة ارتكبت مخالفة بعدم حصولها على إذن قبل الاقبال على مثل هذا العمل.
وقال قالوش لـ”النهار”: “من حمل وزير الداخلية والمحافظ المسؤولية يريد التهرب من المسؤولية”، وأكد أنه المسؤول في بيروت عن اعطاء الأذن باشعال الألعاب النارية، مشدداً: “لم أعط الإذن لأحد منذ احتراق شقة في الأشرفية نتيجة المفرقعات النارية منذ أكثر من سنة، ولن اعطيه، حتى الوزير لا يعطي التراخيص”.
“هي مخالفة ويجب التدخل لتوقيف الفاعلين”، هكذا يراها قالوش، وأكد أنه في حال حصول أي حرائق يتحمل المسؤولية الفاعل أي مشعل الألعاب النارية، “لأننا نعطي رخصة مشروطة ومحكمة، أكان من ناحية المعايير أم المسؤولية، والمسموح به هو اشعال مفرقعات من عيار معين تكون صغيرة أما المفرقعات من عيار ثقيل فممنوعة من الوزارة. و”إذا تعلق الأمر بأسهم نارية صغيرة ومفرقعات صغيرة فالامر بسيط، أما أن تكون قذائف تهز البلد فهي ممنوعة ولا ترخيص لها”. وأوضح أنه في حال وصله طلب ترخيص بإشعال الألعاب النارية سيدرسه، “وإذا كان يتضمن عرض أسهم نارية في مكان بعيد من الناس، على البحر مثلاً، وفي مناسبة رسمية، قد نوافق”.
“النهار” سألت صاحب شركة نزيه طبارة للألعاب النارية الرائدة في هذا المجال، وكانت تصنع الألعاب منذ عام 1890 وباتت اليوم تستوردها من الصين واليابان وأوروبا، فرجّح أن يكون ما حدث أمام مبنى “النهار” يعود إلى سوء استخدام الألعاب النارية ووضع البضاعة في صناديق في موقع الاطلاق نفسه، وحين أطلقت الالعاب القصيرة المدى اشتعلت البضاعة”، مشدداً على “الفارق بين المفرقعات النارية والألعاب النارية، فالأولى جزء من الألعاب النارية التي تجمع العديد من الأصناف”، موضحاً ان “كل ما نراه في السماء من ألوان ونمسكه بيدنا “الفشفاش” هو ألعاب نارية، فيما كل ما نرميه على الأرض وينفجر، يندرج في نطاق المفرقعات، لكن هناك مفرقعات صغيرة لا تؤذي مثل جبال النار والألعاب الصغيرة التي تلف في موقعها”.
وقال: “كل شيء يؤدي إلى اصوات قوية ومدوية نقدم فيه “علم وخبر” للمحافظة أو القائمقامية حيث الاحتفال أو المناسبة، ونحدد فيه المكان والزمان، وهي ليست رخصة لأن البضاعة اساساً مرخصة وشرعية. التجار الذين لديهم اجازات استيراد وتصدير هم الوحيدون الذين يستوردون، لكن هناك فلتاناً، فتدخل أنواع لا توافق المعايير القانونية”.
وشدد على أن “ما استخدم امام مبنى “النهار” مسموح به وليس ممنوعا، لكن هناك سوءاً في الاستخدام، ونحن كشركة للألعاب النارية، مثل تلك الألعاب لا نبيعها للناس مباشرة، بل نحن من يطلقها ويقوم بذلك أحد المختصين، لأن فيها خطورة على السلامة العامة، وشروط اطلاق أهمها تركيز قواعد الاطلاق في المكان المناسب، وتوجيه المواسير وأن يبتعد موقع الإطلاق أقله 100 متر عن الجمهور والمباني، وأن تكون البضاعة بعيدة عن موقع الاطلاق، ويجب الاهتمام بالموقع، هل هو مناسب للاطلاق أم لا، وهل يسبب خطرا على المطلقين أو على المتفرجين؟”
وأشار إلى أنه “في حال حصلت خسائر أو الحق الضرر بمواطن أو مبنى فنحن من يتحمل المسؤولية رسميا، وعندما نقدم العلم والخبر وتأتينا الموافقة من المحافظة نتعهد أننا المسؤولون عن أي ضرر يحصل في الأشخاص أو الممتلكات العامة او الخاصة”.
قانونيا، أكد المحامي صليبا الحاج أن “الألعاب النارية تعتبر خطرة وتحتاج إلى تراخيص قانونية ولها نصوص خاصة بها”، مشدداً على أن “استعمالها من الناس بمثل ما حصل أمام “النهار” ممنوع”.
وقال: “من الناحية القانونية، فمن المفترض ان تشرف وزارة الدفاع والجيش على دخول الألعاب النارية، وتحتاج إلى تراخيص من القائمقام، وفي بعض الأحيان على الجيش أن يحصل على “علم وخبر” في مكان الإطلاق وتوقيته. لأنها تحوي على مواد خطرة وليس لدى كل الناس الكفاية في التعامل معها”. وأضاف: “الترخيص كان يعطى على أساس أن اصحاب المحال عليهم الاشراف على عمليات الإطلاق، لأن المفرقعات تشبه القنابل، وخصوصا الكبيرة منها”.
وأشار إلى “انواع معينة يسمح بدخولها قانونا ومنها الجمالية التي لا تؤذي، لكن في هذا البلد لا رقابة على شيء”، وإذا الحق الأذى بأحد خلال عملية الاطلاق يتحمل مطلقها المسؤولية”.
أما في شأن التفريق بين الألعاب النارية والمفرقعات النارية، فلاحظ أنه “لعب على الكلام، فهناك معايير لجهة الأذى والخبرة في الاطلاق وكمية البارود وفيها وشروط عسكرية أيضاً”.

السابق
كيف تبين ان مطلق الصواريخ محترف ؟
التالي
في خطابي الرئيسين