كنعان: على المسيحيين ان يكونوا صمام الامان في ظل الصراع السني الشيعي

أكد أمين سر تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان ان “مواقف التيار الوطني الحر لا تنطلق من حسابات الربح والخسارة، بل هي مواقف مبدئية منسجمة مع السعي الى بناء الدولة والمؤسسات والمحافظة عليها، فعندما نكون ضد التمديد للواء اشرف ريفي وللمجلس النيابي وفي اي موقع من المواقع الدستورية، لا يمكن ان نقبل بالتمديد في مواقع اخرى. علينا ان نكون منسجمين مع ما نطلقه من مواقف”.

وسأل في حديث الى اذاعة ” لبنان الحر”: “لماذا نحن ضد التمديد بالمطلق؟ لأنه يوصل الى افراغ الدولة وافقادها لحيويتها وديناميتها المؤسساتية، ويوصل الى التفكيك والتحلل في ظرف خطير في لبنان والمنطقة يتطلب لبننة الملفات في الداخل، وخلق مساحات بين اللبنانيين، لاسيما بين الاطراف السياسيين، ما يجعلهم قادرين على أخذ المبادرة، وعدم انتظار ايران والسعودية. فلبننة الملفات تتطلب خلق مساحة مشتركة وتعزيز مؤسساتنا، لا الذهاب الى التمديد لأن لا اتفاق خارجيا. فعندما يتفق الخارج يعين لنا رؤساءنا وحكوماتنا، وعندما يختلف يمدد، وهذا امر مرفوض بالنسبة الينا. موقفنا مبدئي ولا يرتبط بأشخاص وهو غير مختصر على مواقع معينة دون سواها. ولذلك عندما نقول لا للتمديد للواء ريفي، ننسجم مع انفسنا، وينسحب ذلك على كل المواقع من دون تمييز. وان كان موقفنا ايجابيا مع قيادة الجيش ولا يزال، ومع قائد الجيش تحديدا الذي كنا وراء تسميته، ولكن موقفنا لا يخضع لعلاقاتنا الشخصية والسياسية، بل للدستور والقانون ومصلحة لبنان”.

وردا على سؤال عن مسؤولية الحلفاء عن عدم لبننة الملفات، قال: “من قال لا؟ لقد اعترضنا واختلفنا حتى في المواقف في اكثر من ملف. وادعو اي طرف يرى نفسه في تناقض مع تحالفاته، لاسيما الاطراف المسيحيين، ان يقوموا بما قمنا به. فلا يمكن ان نستمر على ما هي عليه الأمور، واذا كنا في تحالف ما، مع حزب الله او تيار المستقبل، فهذا لا يعني البصم لكل ما يفعله الآخر. لا يمكن ان نستمر على هذا المنوال. فهناك صراع سني شيعي كبير في المنطقة ينعكس على الداخل اللبناني، وعلى المسيحيين ان يكونوا صمام الأمان والجسر لا ان يكونوا تابعين”.

أضاف: “لم يعد هناك 8 و14 آذار منذ ايام التحالف الرباعي. نحن ندعو الى خلق مساحة لبنانية – لبنانية مشتركة. فلتيار المستقبل تحالفاته خارج الحدود، كما لحركة امل وحزب الله تحالفات خارج الحدود. من هنا، نحن نسعى مع الآخرين، الى رفض الأمر الواقع والتوصل الى قواسم مشتركة، في هذه المرحلة المصيرية، تقوم على رفض كل ما يأخذ لبنان الى اتجاهات أخرى”.

وردا على سؤال قال: “نحن لا نؤيد الدعوات لرحيل رئيس الجمهورية. فبالنسبة الينا، مهما كان موقفنا من الاشخاص، هناك مواقع اساسية لاسيما رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والمؤسسة العسكرية، يجب المحافظة عليها. فبالنسبة الينا، استهداف الجيش في عبرا وعكار والضاحية وفي اي منطقة مرفوض حتى آخر المعزوفة. وموضوع الدولة ليست قضية تجاذبات ومواقف سياسية لهذا الطرف او ذاك. المطلوب ان نبادر لعدم تفريغ المؤسسات، لا بل تحصينها، لاسيما ان هناك كفايات عدة، خصوصا في المؤسسة العسكرية”.

وتابع: “لقد جرى الحديث بعيدا من الاعلام مع رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني في إمكان انعقاد مجلس الوزراء لتعيين قائد للجيش. وانا اعتبر، انه من الممكن محاولة الذهاب في هذا الاتجاه قبل نهاية ايلول المقبل، هذا بمعزل عن تقديرنا لكفاية ومناقبية وخبرة قائد الجيش جان قهوجي. والقضية لا تتعلق باسم واحد طرحناه، بل هناك نخب في الجيش مؤهلة وتتمتع بالكفاية والسيرة الحسنة والمواصفات المطلوبة لهذا المنصب”.

واشار كنعان الى ان “هناك من يتحدث عن عدم تشكيل الحكومة قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، والبعض يعتبر ان ذلك لا يتم قبل التوافق السعودي الايراني، فأين لبنان من ذلك واين الارادة اللبنانية؟”

اضاف: “اذا تحدثنا مع السعودية او ايران او قطر او الولايات المتحدة فهذا لا يعني اننا كلبنانيين، نتخلى عن هويتنا وارادتنا اللبنانية. اجندتنا لبنانية، ونهدف الى التفاهم على اجندة مشتركة في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا. ونريد اجندة لبنانية مشتركة في هذه المرحلة مع كل الخارج، لا ان نستورد الخارج الى خلافاتنا الداخلية وندخله في تجاذباتنا”.

وعن العلاقة مع تيار المردة قال: “هي علاقة جيدة، ولكن هناك اختلاف في وجهات النظر من التمديد للمجلس النيابي وقائد الجيش. نحن نطمح الى افضل العلاقات مع كل التيارات المسيحية، وان نلتقي لا عبر الاذاعات بل على ارضية مشتركة في القضايا الوطنية المصيرية، وأن نعود الى التفاهم الذي تم تحت سقف بكركي. لننطلق من موقف موحد، فالتفاهم المسيحي – المسيحي يساعد في هذه المرحلة على اتخاذ مبادرة ما في لحظة ما، وقد يخدم حتى الشريك المسلم. هذا هو موقفنا، ونأمل في ان ينحو الآخرون هذا المنحى. فلماذا نضحي بالاجماع المسيحي ومن اجل ماذا ومن؟”

وتابع: “دعوتنا صادقة وليست كلاما سياسيا للاستثمار الانتخابي او للاستيعاب. واي تقارب يكون على اساس وطني مشترك، وعلى اساس لبنان اولا بمؤسساته وجيشه، لا بلبنان اولا ونضرب الجيش في عبرا ونفرغ الدولة، وبسياسات مالية اوصلت الى 60 مليار دولار دين”.

وردا على سؤال قال: “موقف العماد ميشال عون واضح من كل تدخل لبناني خارج الحدود، ونحن متحفظون على ذلك. ليس المطلوب ان يقاتل لبنانيون في سوريا، ولا ان نأتي بأي دولة اخرى على الواقع الداخلي اللبناني. هذا موقفنا. ونحن متسعدون للتعاون للوصول الى تفاهمات لبنانية – لبنانية لأن فيها خلاص لبنان”.

وردا على شرعية السلاح ووحدويته، اكد كنعان ان “ذلك لا يكون بالشعارات”، وسأل: “أين تسليح الجيش؟ أنا رئيس لجنة المال والموازنة، وموازنة تجهيز الجيش لا تتخطى 30 مليون دولار، وهي لا تشتري دبابتين، فيما الجيش يطالب بقانون برنامج ب 4 مليار دولار. اليوم، الجيش يقاتل باللحم الحي ويحتاج الى الغطاء السياسي والدعم اللوجيستي والعتاد والمال. فمن يريد الدولة، عليه ان يعمل من اجل بناء الدولة، لا ان يطلق الشعارات للاستثمار السياسي”.

السابق
بزي: المطلوب من القيادات السياسية ملاقاتنا لنجنب البلد الشرور
التالي
قوى الامن تطلب من المواطنين الدخول الى موقعها الالكتروني للاستعلام عن محاضر الضبط