مجزرة خان العسل واهدافه

المجزرة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية التكفيرية في خان العسل وراح ضحيتها أكثر من مائتي شهيد من المدنيين العزل وبعض الجنود السوريين جريمة كأنها لم تحصل على الأرض السورية بالنسبة للدول المتورطة في التآمر والحرب على سورية ولم يصدر عنها أي بيان إدانة واستنكار لأنها في الأساس هي التي تقف وراء مثل هذه الجرائم التي يندى لها الجبين والولايات المتحدة هي المسؤولة المباشرة عن هذه المجزرة البشعة مع حلفائها الغربيين وبعض العرب وتركيا خصوصاً وأن الإدارة الأميركية سلمت الملف السوري إلى المملكة العربية السعودية بعدما كانت كل من قطر وتركيا تتوليان هذا الملف وهذه الجريمة النكراء هي باكورة توكيل الإدارة الأميركية الموضوع السوري إلى المملكة العربية السعودية.
مصادر سياسية مطلعة ترى أن زمان وقوع هذه المجزرة والتي اعترفت بها الجهة التي نفذتها جاء مواكباً لزيارة الوفد الأممي بشأن التنسيق مع الحكومة السورية بخصوص استعمال السلاح الكيماوي وتحديداً في منطقة خان العسل التي هي الموقع الذي استعملته المجموعات التكفيرية منذ أشهر قليلة ليكون مسرحاً للسلاح الكيماوي الذي قتل العشرات وحرق المئات وتسبب في حالات اختناق عديدة.
وتقول المصادر إن هذه المجزرة تهدف أولاً إلى إرهاب الشعب السوري بشكل عام والشعب الحلبي على وجه الخصوص والذي لم يكن يشكل بيئة حاضنة لهذه المجموعات الإرهابية خصوصاً وأن كل المؤشرات والمعطيات المخابراتية والإعلامية الأميركية والأوروبية تركز على معركة حلب المقبلة بالإضافة إلى ما تسرب من معلومات عن بعض المسؤولين في المملكة العربية السعودية بضرورة سيطرة المسلحين على مدينة حلب والمحافظة كلها انطلاقاً من المعادلة التي أطلقت وهي تغيير موازين القوى على الأرض ومن بعدها يمكن الذهاب إلى مؤتمر جنيف الثاني حتى يكون بيد «المعارضة» السورية والولايات المتحدة والسعودية ورقة مهمة تفاوض عليها من منطلق قوي ولكن هذه المراهنات برأي المصادر السياسية سيكون مصيرها الفشل والخيبة لأن الجيش السوري قادر على المواجهة حتى النهاية بثبات وصمود وإن كانت معركة حلب ستكون صعبة وسيسقط فيها المزيد من الشهداء المدنيين والعسكريين إلا أن الأمور بخواتيمها ستكون لمصلحة الدولة الوطنية السورية والجيش السوري وما حققه في حي الخالدية في حمص القديمة وتقدمه في الأحياء الأخرى وقبلها في بابا عمرو دليل واضح على أن الجيش السوري هو القوة القادرة على الحسم عندما تحدد قيادته ذلك على الرغم من عشرات آلاف المقاتلين المرتزقة الذين يتدفقون على ريف حلب عبر الحدود التركية وبموافقة ودعم حكومة أردوغان.
وتعتبر المصادر السياسية أن هناك محاولة من قبل المجموعات الإرهابية لطمس معالم جريمة استعمالها السلاح الكيماوي في خان العسل وهذا من الأسباب الرئيسة لارتكاب المجزرة والتي نفذت بناء على طلب خارجي بعدما تأكدت الولايات المتحدة وحلفاؤها من زيارة الوفد الأممي إلى سورية للكشف عن استعمال السلاح الكيماوي مع الإشارة هنا إلى أن هناك العديد من الوثائق التي تقدمت بها روسيا إلى مجلس الأمن الدولي بعدما كشف خبراؤها المختصون على منطقة خان العسل حيث جاءت النتائج واضحة جداً بأن المجموعات الإرهابية استعملت السلاح الكيمياوي في تلك المنطقة بالإضافة إلى الوثائق التي تملكها الدولة السورية حول هذا الموضوع وهي متطابقة مع الوثائق الروسية.
في ضوء كل هذه المعطيات تشير المصادر السياسية إلى أن الأميركيين يلعبون على أكثر من حبل كما أن روسيا على لسان وزير خارجيتها مستاءة من المواقف الأميركية الأخيرة حول موضوع تسليح «المعارضة» باعتبار هذا الأمر هو انقلاب على ما اتفق عليه بين روسيا وأميركا وكلما ارتفع الصوت الروسي منتقداً السياسة الأميركية المزدوجة سارع الوزير كيري للاتصال محاولاً استيعاب الوضع مكرراً عبارة أن لا حلّ عسكرياً في سورية وهذا دليل أن الإدارة الأميركية لم تحسم قرارها حتى اللحظة ولذلك لا توجد فرصة للحل السياسي في هذه المرحلة.
وتختم المصادر السياسية بالقول إن روسيا تتهم الإدارة الأميركية بتعطيل المفاوضات لأن الأميركي يريد مفاوضات بشروطه تحت النار وفي المقابل روسيا ترفض هذا التوجه الأميركي بالمطلق وهي ستزيد عملية التسليح إلى سورية كما زاد الدعم الاقتصادي لها أكثر من السابق لذلك فليس هناك من خطوط حمراء في هذه المعركة ومن غير المسموح أن تسقط حلب بيد المجموعات الإرهابية التكفيرية.

السابق
حملة “لقّحوا سجناءكم لا ينفع الندم”
التالي
تكاليف جنازة ثاتشر بلغت 1.2 مليون جنيه