عماد مرمل حاضر حيث غابت “المنار”

الفنان مجدي مشموشي

في زحمة المتابعة لأكثر من 150 مسلسلاً عربياً و30 برنامجاً منوعاً على أكثر من 100 فضائية عربية، لا بدّ من الحديث عن بعض النجوم المتميزين لهذا العام.

صحيح ان المنافسة ليست في محلها نظراً للظروف التي مرت بها الدراما العربية بشكل عام، ومع ذلك كانت نجومية عابد فهد حاضرة بقوة من خلال تقديم ثلاثة أعمال تفوق فيها على عابد، وقدم شخوصها بعناية ودقة وشطارة، ونجاح شخصية المحقق في “الولادة من الخاصرة3” لم تبعده من تأدية الأدوار الثانية، يستحق أن يكون نجم الدراما العربية الأول لهذا العام.

رغم اختلاف المضمون والشكل، استطاع مجدي مشموشي في “حدود شقيقة” و”قيامة البنادق” أن يبدع في الشخصيتين المركبتين، شخصية القروي الساذج والمحنك والمفتن صعبة الإقناع استطاع أن يثريها ويقنعنا ويخطف الكاميرا من كل المشاركين في “حدود شقيقة”، وفي “قيامة البنادق” أدّى شخصية القائد العسكري العثماني بتقنية مسرحية عالية ومتفوقة أكد فيها أن الممثل المهم يزيد الشخصية التي يلعبها إذا كانت مساحتها تسمح له بالاجتهاد، مشموشي إلى جانب عمار شلق يستحقان جائزة الأفضل عربياً ومحلياً.

من جهته، اكتفى عمار شلق بـ “قيامة البنادق” ووفق إلى حد الدهشة في إقناعنا بما لعب، كان متميزاً، ومتفوقاً ومختلفاً، أما سلاف فواخرجي في “ياسمين عتيق” فكانت مجتهدة ومختلفة ومتفوقة ومقنعة وحاضرة بذكاء، قدمت دورها بعناية وحساسية مفرطة حتى خلناها هي كذلك… سلاف ممثلة من الطراز الرفيع والأول، وهذا الدور أعاد وهج ما حققته في مسلسل “أسمهان”.

دريد لحام في “سنعود بعد قليل” الأستاذ العارف بأصول دوره البطولي وبطولة الزملاء، كما يدرك بمسؤولية المرحلة لذلك كان رائعا بتجسيد شخصية من لحم ودم الواقع!
حياة الفهد حضورها ثاقب، وأداء متعة وتفوق، وسعاد تعرف كيفية النجاح، وعبد الحسين عاد متوهجاً، وأحمد الزين لعب ببراعة يحسد عليها، ونديم تحسين بيك ممثلة محصنة ومتفوقة.

وفي الإخراج كانت نجومية الليث حجو ونجدت أنزور حاضرة، الليث موهبة إخراجية مثقفة يعرف حدود ما يعمل، يدرس كل خطواته وقصته وشخوصه ومنظره، نجوميته لا تقل قيمة ووهجاً عن نجومية الغناء أو التمثيل…ونجدت ذكي ويصيب الهدف ومغامر ومختلف، ويتقن خطابه وحركة ممثليه والكادر والصورة لذلك مشهده ثري وأعماله جدلية يرعاها كطفل يحافظ على لعبته.

أما برامج التقديم فغالبيتها مملة، الضيوف بمعظمهم مكررون، وغباء بعض المذيعين لا غباء بعده، ظهر بحجة الهضامة، والغالبية تعمد العمل من خلال تصنع الحضور ووهم النجومية وتقليد الفنانين!

لا شك أن المذيع نيشان دائماً يصنع من حوله زوبعة من خلال صداقاته مع بعض الإعلام، ولكن هذا العام خانته الزوبعة بشكل واضح، لقد تغير في أسلوب التقديم، وبدلاً من أن يتطور إلى الأمام عاد درجات إلى الخلف، لذلك هو اليوم المذيع الذي يتدلل ويتدلع ويشرد…
فكثرة التنظير في مجالسه الخاصة ومحاضراته أبعدته عن عفوية المهنة… حلقة أصالة كانت دعائية لمطربة فقدت بريقها والكثير من شعبيتها ووطنيتها، وسمح لها نيشان أن تتحدث بفوقية وبسذاجة وبحدة دون أن يلجم تصرفاتها وحديثها الذي فرضته في حضرة مستمع لا مذيع أو لا محاور.

رجا ورودولف وجب فك هذا الرباط الإعلامي غير المجدي، لا توازن بينهما ويحتاجان إلى إعادة صياغة كيفية تقديم البرامج. لم يوفقا هذا العام حتى لو قيل لهما من البعض للمجاملة أنهما الأفضل، أطلب منهما مشاهدة حلقة واحدة ليعرفا أنهما لا يستطيعان التحكم بالحلقة، ربما حلقة نضال الأحمدية وأمل حجازي ترد على مستوى ضعفهما، ومظلومية رجا في أن يستمر مع هذا الوضع، وعلى قناة ” OTV” أن تعيد حساباتها وعدم تقديم ما هو ميسر فهكذا سهرات تضر بجهودها وحضورها!!

عماد مرمل في “نورتوا” على “المنار” وفّق في الحوار المنوع أكثر منه في حواراته السياسية، كان حاضراً ويعرف ماذا يدور في الحلقة، الإعداد متقن ومنوع، ربما الضعيف هنا أن “المنار” لا تهتم لهكذا برامج، ولا تريد المنافسة، ومنغمسة بالسياسة حتى العمق، وتخاف أن يقال أنها تتجه إلى البرامج الشعبية، وهذا أكبر خطأ في إعلام يسعى لمخاطبة جمهوره الذي يهجره إلى قنوات ثانية!

السابق
اوباما يمدد لسنة العمل بقرار تجميد موجودات اشخاص يهددون استقرار لبنان
التالي
نصرالله والحريري يتواجهان الجمعة