قلعة نيحا موقع استراتيجي وتحفة في الصخر

الشوف

قلعة نيحا أو شقيف تيرون تقع في أعالي بلدة نيحا الشوفية وتعلو 1200 متر عن سطح البحر، وتربض على قمة شاهقة تطل على مرج بسري أو «مرج العواميد» حيت يمرّ نهر الأولي متدفقاً من نبع الباروك في طريقه إلى البحر عبر منطقة الشوف.
القلعة هي في الحقيقة صخرة طبيعية ساهمت في نحتها ثنايا الالتواءات الجيولوجية، وتتضمن بعض المنافذ الشبيهة بمداخل المغاور والكهوف التي تستخدم للدخول إلى جوفها. حفرتها الطبيعة وأدوات الإنسان فأصبح داخلها تحفة فنية تتمثل في غرف نحتت في الصخر ومصاطب وسبعة أبار يصل عمق كل منها إلى عشرة أمتار وقد خصصت لجر المياه إليها من نبع الحلقوم الذي يبعد عن القلعة حوالى كيلومتر واحد.
وبحكم موقع القلعة الاستراتيجي، فهي تسيطر على الطريق الممتد بين صيدا والبقاع والشوف. وكانت تعد في القرون الماضية حصناً عسكرياً مقاوماً وملجأ أميناً يصعب الوصول إليه.
ولعبت القلعة لعبت دوراً مهماً في العهد الصليبي، وعرفت باسم قلعة «بوفور» وسقطت في يد صلاح الدين الأيوبي الذي حاصرها نحو سنتين. ثم استولى عليها الإفرنج وجعلوها خلال الحملات الصليبية بين 1165 و1260 للميلاد حصناً لهم ومركزاً منيعاً للمراقبة.
دعاها الصليبيون «مغارة تيرون» والمؤرخون العرب «شقيف تيرون» والسكان المحليون «قلعة نيحا» أو»تيرون نيحا». المغارة المنحوتة داخل جرف شديد الانحدار في قلب جبل نيحا تشرف على ملتقى نهري الباروك ووادي جزين (منبع نهر الأولي الذي يربط شمالي صيدا بالبحر المتوسط).
وهي محصنة مثل مغارة الحبيس في طبريا، وفيها مغاور طبيعية واصطناعية من طوابق عدة، محفورة في الصخر مع خزانات المياه.

السابق
الديموقراطية هي تنظيم الكراهيات في المجتمع … وهنا عبقريتها
التالي
الأب اللبناني للقرار الأوروبي