لماذا هذه النسبة العالية للنجاح في الشهادات الرسمية؟

صدرت نتائج الامتحانات الرسمية، مخلفة وراءها تفاوتا حادا في نسب النجاح بين المحافظات اللبنانية يكاد يبلغ حدودا غير طبيعية تترك اكثر من علامة استفهام حول اسبابها. فمحافظة بيروت سجلت نسبة نجاح في مختلف الشهادات لا تتجاوز الـ 70 في المئة في حين سجل الشمال اثنين وسبعين في المئة، متخلفا عن جبل لبنان بسبعة في المئة. اما المفاجأة فتبرز في الجنوب الذي سجل نسبة فاقت التسعين في المئة في حين تصدرت النبطية المنافسة بتسجيل رقم قياسي بلغ خمسة وتسعين في المئة. فهل من قطبة مخفية تبرر هذا التفاوت، خصوصا مع ما سرب عن طرد لجان التفتيش التربوية من مراكز الامتحانات وعدم السماح لهم بمزاولة عملهم، خصوصا في النبطية؟

أمين سر معهد العلوم الإجتماعية الدكتور أنطوان خوري حرب اعتبر أنه “يكفي وجود نسبة نجاح تصل إلى 97% في بعض المناطق، 70 إلى 80% منها بتفوق، لكي تظهر منهجية التعاطي الأخلاقي والأصول التربوية لدى مجموعات سياسية وطائفية في لبنان، وبالتحديد من تدور حولهم الأحاديث عن تسريب امتحانات الشهادة المتوسطة. مع الأسف هناك فئات في لبنان لا تريد مستويات لدى حملة الشهادات بل تريد شهادات بالكيلوهات من أجل تصنيف بعض البشر بأنهم من حملة الشهادات”.

الحديث مع المسؤولين في وزارة التربية في هذا الموضوع مستحيل، غير ان ما لا يمكن اظهاره في العلن على صعيد الامتحانات الرسمية المدرسية شكل فضيحة مستمرة في الجامعة اللبنانية، وما الحوادث المتكررة في امتحانات الدخول الى الجامعة الوطنية الا مثال على ذلك.

وعن هذا الموضوع اعتبر حرب أن “المسؤولين عن الهيئات الطلابية في حركة “أمل” يقومون “بتنجيح” الطلاب الشيعة، مع أسفي الشديد لاستعمال هذا التعبير، في امتحانات الدخول إلى الجامعة اللبنانية. هي ليست عملية غش متقنة ومخفية ونحن قمنا بكشفها، على العكس هم لا يخجلون بما يفعلون لذلك هي عملية غشّ على المفضوح. وكما في الجامعة اللبنانية كذلك في الجامعات الخاصة، يدفعون ثمن الشهادة وأنا أعطي دروسا في جامعة خاصة ومسؤول عن كلامي”.

الاكيد ان لا تفسير منطقيا للتفاوت الكبير بين محافظة واخرى الا اذا طرقنا باب الفساد التربوي، الذي بدأ يقارع في خطورته الفساد السياسي والاداري التقليدي.

السابق
سانا الثوره: مقتل 15 عنصراً من حزب الله في البحارية
التالي
الافراج عن قاسم احمد الاطرش الذي خطف اليوم