قبلان: لتشكيل حكومة بعيدا عن المنطق السياسي السائد والخطاب الفتنوي

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أنه “ولأننا عباد الله، والرعية أمانة الله، فإن مصالح الخلق من مصالح الله، وهذا يعني أن السياسة من الدين، بمقدار تفاني السياسة بالدين، وهذا يلزم منه أن النفس التي كرمها الله تعالى وأضافها على مائدة كرمه فقال (ولقد كرمنا بني آدم) ممنوع أن تذل بأي شكل من أشكال الهرطقات السياسية، والبرامج الخداعة الذاتية، التي طالما تحولت إلى مغنم كي يكرس صاحبها المشروعات الضيقة والولاءات الخاصة والشعارات التي تتستر الناس. لذا فإن أول عبادة الله تبدأ برعية الله وحفظها، فمن ضيعها ضيعه الله، وإلا فإن حاكما يشبع، وشعبا يجوع، وأمة تفتقر، وأزلاما تغتني وزعامات تغمرها النعم من كهرباء وراحة وهناء وغيرها، ورعية تنوء من لهيب الصيف، وثروة تتكدس بيد قلة، وفقرا يجتاح الكثرة، لهو ظلم وظلمات لا يبقي وطنا ولا شعبا”.

وتطرق إلى الشأن الداخلي بالقول: “لا شك أن الأوضاع مأزومة جدا داخليا وإقليميا، وأن الظروف التي نمر بها شديدة التعقيد، وفيها من التداخلات والتدخلات ما يعني أننا دخلنا في الأنفاق المظلمة، وبات من المستحيل تأليف الحكومة في ظل ما يطرح من شروط وعراقيل بهلوانية من قبل فريق لا يريد أن يكون في لبنان سلطة ليست في يده، هذا الفريق سيدفع بالبلد وباللبنانيين، بل دفعهم إلى الهاوية ولا يزال على تعنته وعناده ومواقفه التي لم تكن يوما في خدمة هذا الوطن، رغم كل العناوين الكبرى التي يتلطى خلفها ويدعي أنه يسعى لإحقاقها كلبنان أولا أو كالعبور إلى الدولة، أي لبنان وأي دولة يريد هذا الفريق؟ هل لبنان السائب؟ لبنان الفوضى؟ لبنان السرقة والفساد؟ لبنان الفتنة؟ لبنان اختلاط الحابل بالنابل؟ أي دولة يريدون وهم يعلنون أنهم لا يقبلون بحكومة يشارك فيها حزب الله، وكأن حزب الله من كوكب آخر، أي دولة يريدون وهم يهللون ويفرحون للقرار الأوروبي الذي أدرج بموجبه حزب الله على لائحة الإرهاب الدولي، متناسيا هذا الاتحاد الحضاري والراقي والحامي للحريات والداعم لحقوق الإنسان والحيوان، إرهاب إسرائيل واحتلالها لفلسطين واغتصابها لحقوق الشعب الفلسطيني وقتلها للأبرياء وارتكابها للمجازر، لماذا أوروبا الحرية والحضارة لا تدرج إسرائيل على لائحة الإرهاب؟ وهل هناك إرهاب في العالم أخطر من الإرهاب الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي؟

واكد ان “كل ما يجري في منطقتنا وفي دولنا وعلى شعوبنا هو صناعة إسرائيلية وإرهاب إسرائيلي، إن كل تفجير وكل عمل انتحاري وكل فتوى تصدر من هنا وهناك خارج إطار الإسلام الحقيقي وراءها إسرائيل، إسرائيل هي من تفبرك للفتنة، وهي من يحرك ويحرض لأنها تعلم علم اليقين أن وجودها مهدد وكيانها بخطر، إذا لم تنشر الفوضى والإرهاب والفتن والخراب والدمار في دولنا العربية، وما يجري الآن على الساحة العربية والإسلامية لا مصلحة فيه لأحد سوى العدو الصهيوني، فهل من يقظة عربية وصحوة إسلامية حقيقية؟ هل من وعي وإدراك لبناني قبل فوات الأوان؟”

ودعا جميع اللبنانيين إلى المسارعة فورا ومن دون ابطاء إلى التلاقي ومد الأيدي واحتضان بعضهم بعضا والجلوس إلى طاولة الحوار ووضع الأمور، كل الأمور في خدمة البلد، والعمل معا من أجل تشكيل حكومة بعيدا عن كل هذا المنطق السياسي السائد والخطاب الفتنوي القائم”.

وقال: “نحن لبنانيون ويجب علينا أن نكون يدا واحدة وقلبا واحدا ولا سيما في هذه الظروف الصعبة كي نتمكن معا من تجاوز كل المخططات والمشاريع الأميركية الإسرائيلية والدخول معا إلى رحاب الوطن متعاونين ومتجاوزين كل الخلافات، مترفعين عن كل ما هو مصالح عابرة، واضعين مصلحة وطننا وشعبنا في سلم الأولويات”.

وخاطب الجميع بالقول: “كفى ثم كفى ثم كفى لقد كابرتم وتنازعتم وتحاقدتم وتكايدتم وتحاربتم وأجرمتم بحق الوطن وحق الناس فهل من عودة إلى الهدوء والتعقل والقراءات المتأنية كي نعود ونتلاقى جميعا ونحمي لبنان وفي أسرع وقت ممكن كي ننقذ لبنان”.

السابق
فضل الله: لوعي مخاطر توظيف القرار الاوروبي
التالي
علي: قوة المقاومة وصمود سوريا شكلا قاعدة للتفكير الاوروبي والهلع الاسرائيلي