أكد المهندس راشد صبري حمادة أن حزب الله يخدم اسرائيل من خلال تورطه في الحرب السورية ، مشيرا الى وجود تواطؤ أوروبي مع حزب الله على الثورة السورية ، الامر الذي يفسر القرار الاخير الملتبس للاتحاد الاوروبي .
وقال في حديث لـ”جنوبية ” : لا نعرف بالضبط ما ستكون تداعيات القرار الاوروبي على حزب الله ونشاطاته . سمعنا في السابق عن قضية البنك اللبناني الكندي ولم يكن واضحا دور الحزب فيها . والقرار الجديد قد يشمل عقوبات واجراءات وتضييقات في نفس الاتجاه .
ما يجب الالتفات اليه هو الجولة التي قامت بها سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان على بعض المسؤولين وأوصلت من خلالها رسالة الى حزب الله بان القرار المتخذ لن يؤثر عليه . وكأن الاوربيين يضعون رجلا في الفلاحة ورجلا في البور . لاسيما وانهم تخذورا قرار آخر معارضا للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة . ويروجون الان ان قرار ادراج حزب الله على لائحة الارهاب لا يستهدف “المقاومة ” .
هناك أمر غير مفهوم في السياسة العالمية عموما والاوروبية خصوصا في ما خص منطقتنا وبالتحديد بما يتعلق بالازمة السورية . لان الثورة السورية متروكة من دون دعم مالي او سلاح ، واذا قدم شيء من الدعم فيتم عن طريق التكفيريين . وعندما أعلن حزب الله صراحة أنه يقاتل في سوريا لم نشهد موقفا اوروبيا حازما أو تحركا جديا ضد هذا التدخل . كان يكفي ان تتخذ الدول الاوروبية المعروفة بسياساتها الموضوعية موقفا ضد هذا التورط ليختلف المشهد السياسي الداخلي . هذا الصمت يؤشر ربما الى وجود تواطؤ مع حزب الله في الموضوع السوري . ويجري التعمية على شيء ما يتم في الخفاء . وهذا القرار الاخير والملتبس للاتحاد الاوروبي يؤكد ذلك . والا فما معنى ان توافق اوروبا على التعامل مع حكومة يتمثل فيها حزب الله .
أما بالنسبة للتدخل العسكري لحزب الله في سوريا فانه يسبب عداوة مع الشعب السوري ستستمر مئات السنين . وكما رفضنا التدخل السوري في بلادنا في المرحلة السابقة ، علما ان سوريا دولة عربية وشقيقة ، فان السوريين يرفضون تدخل حزب الله في بلادهم . فهم يعتبرونه تدخلا اجنبيا . وليس في حزب الله من العروبة الا الشكل ، وما يرتكبه في سوريا لا تفعله الا ايران واسرائيل . فايران هي التي دفعت الحزب الى التورط فقدم بذلك خدمة لاسرائيل من خلال خلق العداوة بين لبنان وسوريا .
الشيعة موجودون في بلادهم العربية منذ مئات وآلاف السنين . وأنا كلبناني افتخر ان شخصيات شيعية تاريخية واجهت السلطان العثماني فقامت قائمة لبنان الكيان . فالشيعة هم الذين صنعوا الكيان اللبناني في الاطار العربي . وانا موجود سياسيا من خلال لبنانيتي ومن خلال عروبتي ، فاذا نزع عني هذين الانتماءين لا يبقى لي اي وجود . واذا تواجدت في ايران فسأكون من دون هوية وقيمة . ومشكلتنا مع حزب الله انه ينزع عن شيعة لبنان وطنيتهم اللبنانية وانتمائهم العربي .
وعن الوضع اللبناني الراهن قال : هناك افلاس على المستوى السياسي في الداخل وذلك بسبب التبعية للخارج . لا أحد يعنى بشؤون الشعب وهمومه . يلتفتون من وقت لآخر الى الناس ببعض المساعدات ويتحفوهم دائما بشعارات حول المقاومة والدين . اما على المستوى الوطني والنهوض بالبلد فلا أحد يأبه . والمشكلة ان الناس صامتون وراضخون .
فريقا 8و 14 أذار مكتفيان معنويا وماديا لان قرارهما وتمويلهما خارجي ، ولا هم لهما اذا ما انهار البلد فوق رؤوس ابنائه .