راشد صبري حمادة: تواطؤ اوروبي مع حزب الله

محمد راشد صبري حمادة
ما يجب الالتفات اليه هو الجولة التي قامت بها سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان على بعض المسؤولين وأوصلت من خلالها رسالة الى حزب الله بان القرار المتخذ لن يؤثر عليه .

أكد المهندس راشد صبري حمادة أن حزب الله يخدم اسرائيل من خلال تورطه في الحرب السورية ، مشيرا الى وجود تواطؤ أوروبي مع حزب الله على الثورة السورية ، الامر الذي يفسر القرار الاخير الملتبس للاتحاد الاوروبي .

وقال في حديث لـ”جنوبية ” : لا نعرف بالضبط ما ستكون تداعيات القرار الاوروبي على حزب الله ونشاطاته . سمعنا في السابق عن قضية البنك اللبناني الكندي ولم يكن واضحا دور الحزب فيها . والقرار الجديد قد يشمل عقوبات واجراءات وتضييقات في نفس الاتجاه .

ما يجب الالتفات اليه هو الجولة التي قامت بها سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان على بعض المسؤولين وأوصلت من خلالها رسالة الى حزب الله بان القرار المتخذ لن يؤثر عليه . وكأن الاوربيين يضعون رجلا في الفلاحة ورجلا في البور . لاسيما وانهم تخذورا قرار آخر معارضا للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة . ويروجون الان ان قرار ادراج حزب الله على لائحة الارهاب لا يستهدف “المقاومة ” .

هناك أمر غير مفهوم في السياسة العالمية عموما والاوروبية خصوصا في ما خص منطقتنا وبالتحديد بما يتعلق بالازمة السورية . لان الثورة السورية متروكة من دون دعم مالي او سلاح ، واذا قدم شيء من الدعم فيتم عن طريق التكفيريين . وعندما أعلن حزب الله صراحة أنه يقاتل في سوريا لم نشهد موقفا اوروبيا حازما أو تحركا جديا ضد هذا التدخل . كان يكفي ان تتخذ الدول الاوروبية المعروفة بسياساتها الموضوعية موقفا ضد هذا التورط ليختلف المشهد السياسي الداخلي . هذا الصمت يؤشر ربما الى وجود تواطؤ مع حزب الله في الموضوع السوري . ويجري التعمية على شيء ما يتم في الخفاء . وهذا القرار الاخير والملتبس للاتحاد الاوروبي يؤكد ذلك . والا فما معنى ان توافق اوروبا على التعامل مع حكومة يتمثل فيها حزب الله .

أما بالنسبة للتدخل العسكري لحزب الله في سوريا فانه يسبب عداوة مع الشعب السوري ستستمر مئات السنين . وكما رفضنا التدخل السوري في بلادنا في المرحلة السابقة ، علما ان سوريا دولة عربية وشقيقة ، فان السوريين يرفضون تدخل حزب الله في بلادهم . فهم يعتبرونه تدخلا اجنبيا . وليس في حزب الله من العروبة الا الشكل ، وما يرتكبه في سوريا لا تفعله الا ايران واسرائيل . فايران هي التي دفعت الحزب الى التورط فقدم بذلك خدمة لاسرائيل من خلال خلق العداوة بين لبنان وسوريا .

الشيعة موجودون في بلادهم العربية منذ مئات وآلاف السنين . وأنا كلبناني افتخر ان شخصيات شيعية تاريخية واجهت السلطان العثماني فقامت قائمة لبنان الكيان . فالشيعة هم الذين صنعوا الكيان اللبناني في الاطار العربي . وانا موجود سياسيا من خلال لبنانيتي ومن خلال عروبتي ، فاذا نزع عني هذين الانتماءين لا يبقى لي اي وجود . واذا تواجدت في ايران فسأكون من دون هوية وقيمة . ومشكلتنا مع حزب الله انه ينزع عن شيعة لبنان وطنيتهم اللبنانية وانتمائهم العربي .

وعن الوضع اللبناني الراهن قال : هناك افلاس على المستوى السياسي في الداخل وذلك بسبب التبعية للخارج . لا أحد يعنى بشؤون الشعب وهمومه . يلتفتون من وقت لآخر الى الناس ببعض المساعدات ويتحفوهم دائما بشعارات حول المقاومة والدين . اما على المستوى الوطني والنهوض بالبلد فلا أحد يأبه . والمشكلة ان الناس صامتون وراضخون .

فريقا 8و 14 أذار مكتفيان معنويا وماديا لان قرارهما وتمويلهما خارجي ، ولا هم لهما اذا ما انهار البلد فوق رؤوس ابنائه .

السابق
ترايسي شمعون زارت الحص
التالي
الديموقراطي اللبناني: حزب الله واحد لا فصل ولا تجزيء ولا بتر ولا تقسيم بين أبنائه ومناصريه وأصدقائه