هل نجح السنيورة في اقناعهم بعريضة عزل قباني؟

على الرغم من انشغال رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة في العديد من الملفات السياسية الشائكة الا أن ذلك لم يمنعه من متابعة موضوع العريضة التي يعمل عليها من أجل عزل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لا سيما أن الخلاف بين الجانبين يكبر يوماً بعد آخر والمعركة باتت مفتوحة على مختلف الصعد.
يدرك مفتي الجمهورية أن السنيورة هو المسؤول الرئيسي عن الحملة ضده ويعلم أن رئيس الحكومة السابق لن يتوقف عما يقوم به في وقت قريب ومع ذلك قرر المواجهة حتى النهاية رافضاً ترك منصبه قبل نهاية ولايته الا أن السنيورة أراد التصعيد أكثر وهو سعى الى اللقاء الذي جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اضافة الى السنيورة على مائدة افطار في منزل رئيس الحكومة السابق عمر كرامي في طرابلس يوم السبت الماضي في حضور نجليه خالد ووزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وتناول البحث أزمة دار الفتوى ووحدة الصف داخل الطائفة السنية.
وفي التفاصيل تحدثت مصادر مطلعة عن أن كرامي لم يكن في وارد عقد هذا اللقاء في الفترة الحالية لكن السنيورة أراد أن يجمع رؤساء الحكومات ليطلعهم على آخر التطورات في هذه القضية بهدف الاستعجال في بت القرار.
ومن أجل ذلك حدد السنيورة يوم السبت موعداً لدعوة رؤساء الحكومات الى اجتماع في بيروت لكن كرامي اعتذر عن الحضور لأنه يفضل عدم الانتقال الى بيروت خلال شهر رمضان فما كان من السنيورة الا أن أبلغه بأنه سيتوجه مع ميقاتي وسلام الى طرابلس وسيتناولون طعام الافطار على مائدته فرد كرامي: «أهلاً وسهلاً بتشرفوا».
وتشدد المصادر على أن هذه الحادثة تؤكد استعجال السنيورة على عقد هذا الاجتماع بهدف اتخاذ القرار الحاسم والذي يقضي بالمضي قدماً في اجراءات عزل مفتي الجمهورية وهو يعتقد أن كلا من ميقاتي وسلام لن يعارضه في هذا الأمر كما أن كرامي لا مانع له من عزل قباني حيث أن العلاقة بين الجانبين ليست جيدة منذ سنوات طويلة. ومن أجل ذلك سارع السنيورة الى دعوة نفسه الى الافطار على مائدة كرامي كي ينتهي من هذه القضية قبل الذهاب نحو السعودية من أجل لقاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مع العلم أن هناك معلومات تتحدث عن أن هناك موافقة سعودية على عزل قباني.
وفي حين أشار البيان الرسمي الصادر عن الاجتماع الى أنه تم «الاتفاق في موضوع دار الفتوى على مجموعة من الخطوات سيتم تنفيذها تباعاً» تضاربت المعلومات حول هذا الأمر لا سيما أن كرامي لا يبدو متحمساً لمبدأ عزل قباني بالصورة المطروحة من السنيورة خصوصاً أن ولاية مفتي الجمهورية شارفت على الانتهاء خلال الأشهر القليلة المقبلة لكن مصادر مطلعة جددت تأكيد التوافق في وجهات النظر متحدثة عن اتفاق على متابعة البحث في المستقبل من دون الحديث عن التفاصيل.
وفي هذا السياق لفتت مصادر أخرى الى أن الأمور ستتجه نحو التصعيد مع مفتي الجمهورية في المرحلة المقبلة من جانب السنيورة حيث سيكون تطويق قباني هدفاً رئيسياً له مؤكدة أن لا اتفاق حاسم على العزل خصوصاً أن الآخرين يفضلون البحث عن مخارج لائقة تحفظ كرامة الطائفة السنية وموقع مفتي الجمهورية بالرغم من التوافق على أن قباني لم يعد يحظى بالغطاء الشرعي والقانوني والسياسي الذي يمنح له بالاستمرار في مهمته.

السابق
أزمة الحريري الماليّة تتجـدّد
التالي
ارتفاع الحصيلة الرسمية للزلزال والهزات في الصين إلى 47 قتيلاً