مَن يربح السباق بين التصعيد والتهدئة؟

هل من معطياتٍ جديدة جرى تحريكها في الفترة الاخيرة وأخرجت الوضع اللبناني من دائرة المراوحة؟
الداعي إلى هذا السؤال أن شيئًا ما طرأ في الايام الثلاثة الاخيرة وربما أخرج الوضع اللبناني من دائرة المراوحة ومن معطياته:
تَوَجُّه وفد من تيار المستقبل ضم النائبين السابقين غطاس خوري وباسم السبع ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والمستشار الاعلامي هاني حمود الى المملكة العربية السعودية، ثم توجَّه الرئيس فؤاد السنيورة وبعض نواب تيار المستقبل.
ما الغاية من هذه الزيارة؟
تقول مصادر عليمة انّ الجميع سيشاركون في إفطارٍ مع الرئيس الحريري. ولم تستبعد هذه المصادر أن تتوسع اللقاءات فتشمل مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى.
وستأتي هذه اللقاءات لمناقشة سلسلة من الإستحقاقات الداهمة ومنها: الدعوة التي وجّهها رئيس الجمهورية لإحياء طاولة الحوار. الموقف الذي اتخذه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بدعوته إلى التهدئة واليد الممدودة. قضية التمديد لقائد الجيش. مسألة تشكيل الحكومة في ظل المراوحة التي تواجِه الرئيس المكلَّف.
لقاءات السعودية سيكون من شأنها أن تُبلوِر موقفاً من كل هذه القضايا والملفات على أن تُستَكمَل حلقة التشاور مع أركان قوى 14 آذار في بيروت، وبعد كل هذه الحلقات من التشاور تتبلور خطة العمل التي سيتم إنتهاجها لجهة كل الملفات المطروحة والآنفة الذِكر.

وعليه، واعتباراً من اليوم، فإن ما سيتم التوافق عليه في السعودية سيُشكِّل خارطة الطريق للمرحلة المقبلة على مستوى كل الملفات بدءًا بملف تشكيل الحكومة وصولا إلى ملف التمديد لقائد الجيش. فكيف ستكون عليه بنود خارطة الطريق في هذه الحال؟

لكن مثل إسمع تفرح جرِّب تحزن هو أكثر ما ينطبق هذه الايام، وأكبر برهان على ذلك هو التعثر المتمادي في تشكيل الحكومة، والمؤشر الاول على هذا التعثر ان المحادثات التي أجراها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل مع الرئيس المكلَّف تمام سلام لم تأتِ بالنتائج المرجوّة. فالوزير الخليل طرح ان حركة امل تسمي منفردة حصتها الوزارية بمعزل عن سائر حلفائها داخل قوى الثامن من آذار، لكن هذا الاقتراح لم يقتنع به الرئيس المكلف الذي اعتبر انّ مهمة فريق الثامن من آذار ترتيب صفوفه في إطار حصته البالغة 8 حقائب، وما هو مطروح لجهة محاولة الحصول على الحصص بالمفرق، هو من باب المناورة التي تُعرقِل عملية التشكيل بدلا من تسهيلها.
المؤشر الثاني على التعثر ما قاله العماد ميشال عون الذي أعلن أنه بأي حق يقول الرئيس المكلف تمام سلام لا أريد كذا وكذا؟ ملوِّحاً بأنه اذا بقيت الحالة كما هي فليعتذر ويذهب مؤكدا رفضه لحكومة أمر واقع. والخطير في ما قاله العماد عون أنه اذا لم يحصل تفاهم داخل الحكومة وخارجها نكون في وضع أمني خطير.

إذاً يمكن الاستنتاج ان هناك سباقاً بين مساعي التهدئة ومخاوف التصعيد، فمَن يربح السباق؟

السابق
هل هناك حملة على الإعلام في مصر؟
التالي
جريمة بيصور المقدَّسة وأخواتها