إيران ترفض جهود كيري السلمية وتدعو المقاومة الى الوقوف امام المؤامرة الجديدة

 رفضت إيران الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرامية إلى استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. ودعا رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني أمس «الفصائل الفلسطينية المجاهدة» إلى الوقوف أمام «الإجراءات المشبوهة التي تقوم بها أميركا ودول غربية بطرحها مشروع التسوية الجديد».

وقال لاريجاني في كلمة له أمام مجلس الشورى «إن السماسرة الدوليين قاموا خلال الأيام الأخيرة بالاتصال مراراً بعناصر فلسطينية ومع الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية لاستئناف مفاوضات التسوية من جديد»، منتقداً عدم إدراج وقف الاستيطان على جدول أعمال هذه المفاوضات.

وتعارض طهران مفاوضات التسوية مع إسرائيل، وعملت على إيجاد جسور مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وأعلنت على لسان مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي استعدادها تزويد هذه الفصائل بالإمكانات التي تطلبها من أجل مقاومة إسرائيل، بما في ذلك السلاح.

وكانت طهران طرحت في مناسبات عدة مشروعاً لتسوية القضية الفلسطينية من خلال إجراء استفتاء شعبي يشارك فيه سكان فلسطين الأصليون من اليهود والمسلمين والمسيحيين، بمن في ذلك سكان الشتات، لتقرير مصير النظام السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنهاء حال الاحتلال الإسرائيلي.

ورأى لاريجاني أن جهود التسوية تريد استغلال الظروف التي تمر بها مصر من جهة وسورية من جهة أخرى من أجل تمرير هذه المفاوضات، مشيراً إلى جهود الدول الغربية التي سعت إلى إيجاد الأرضية السياسية والأمنية في المنطقة من أجل نجاح التسوية التي تصب في المصلحة الإسرائيلية «إذ عملوا على إشعال نار الحرب الأهلية في سورية منذ أكثر من عامين وسلّحوا المجموعات الإرهابية».

وزاد إن «الغرب وبعض الرجعيين في المنطقة رأوا الفرصة متاحة لإيجاد متنفس للكيان الصهيوني، والحصول له على مكاسب جديدة»، مشيراً إلى أنه منذ بداية الاشتباكات في سورية، أعلنت الجمهورية الإسلامية في إيران مراراً لبعض دول المنطقة أن نية الدول الغربية من وراء هذه المغامرة ليست من أجل الديموقراطية في سورية بل خلق الاضطرابات في المنطقة وضرب أحد محاور المقاومة، «إلا أن هذه الدول تجاهلت مع الأسف تلك التحذيرات مبررة ذلك بتفسيرات مغرورة». ورأى أن مشاريع التسوية المزيفة ونياتهم من وراء خلق الاضطرابات في مصر وسورية انكشفت اليوم، وهي تحقيق مصالح الكيان الإسرائيلي.

ودعا «القوى الثورية الفلسطينية، خصوصاً حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، أن تكون متيقظة، وأن تعمل في ظل صحوة الشعب الفلسطيني المجاهد على الوقوف أمام هذه المؤامرة الجديدة»، معرباً عن اعتقاده بأن هذه القوى الثورية اكتسبت خلال العامين ونصف العام من حدوث الثورات في المنطقة خبرات تجعلها لا تنخدع بادعاءات بعض الدول الرجعية، ودعاها إلى أن تدرك بصورة أفضل حقيقة بعض المجموعات المتطرفة التي لم تعمل سوى على ضرب وحدة المسلمين ودعم المشروع الغربي.

 

السابق
المصري: هذه مخاطر ادراج حزب الله على لائحة الارهاب
التالي
«سحور» تلفزيوني… يقود إلى مداهمة وتحقيق