هل القرآن لغز محير

كتب الله رسالة الله ينقلها بريد السماء إلى كوكب يسمى الأرض لتصل إلى كائن كان قد هبط إليها لأنه عصى في السماء ثم تاهت أفكاره في الأرض فضلا عن معرفة الكثير من ضروريات إنسانيته وأهمها مصدر خلقه, من خلقه? ولماذا هو هنا ?لماذا يموت? أين يذهب بعد الموت? ما المطلوب منه?
حمل الرسالة إلى الأرض ملك من السماء فأنزلها على إنسان له صفات متميزة عن الخلق من حيث رجاحة العقل والتوازن الانفعالي, والاجتماعي والرحمة وصفات كثيرة لا مجال هنا لحصرها.
وهكذا حملت كتب الله هدايته للإنسان في ما لا يستطيع هو أن يعرفها وحده فهو مشغول بحاجياته واجتماعه وأرضه التي هو عليها.
ورسالة القرآن? مارسالة القرآن? ما مادة القرآن?
سأبقى معكم لنتابع ما يقوله هذا العالم القرآني:إن مادة القرآن التي يعمل فيها هي "الإنسان" ذاته: تصوره واعتقاده, ومشاعره ومفهوماته, وسلوكه وأعماله, وروابطه وعلاقاته. هذا ما يقوله سيد في »ظلال القرآن«.
فإذا ضل بعض المسلمين من المتحمسين لنصرة الدين كيفما اتفق فادخلوا القرآن في علوم المادة, وهذا موضوعنا اليوم استكمالا للموضوعين السابقين فما أحسنوا إلى الإسلام ,وكانوا كالأحمق من الأصدقاء, يأتي لينفعك فيضرك. هذا في حال سلامة القصد والنية, وتعالوا نتابع المزيد من هذا:
أما العلوم "المادية" والإبداع في عالم المادة بشتى وسائله وصنوفه فهي موكولة إلى عقل الإنسان وتجاربه, وكشوفه وفروضه ونظرياته, بما أنها أساس خلافته في الأرض, وربما أنه مهيأ لها بطبيعة تكوينه, والقرآن يصحح له فطرته كي لا تنحرف ولا تفسد, ويصحح له النظام الحياتي الذي يعيش فيه,كي يسمح له باستخدام طاقاته الموهوبه له, ويزوده بالتصور العام لطبيعة الكون وارتباطه بخالقه, يقول هذا العالم: وإني لأعجب لسذاجة المتحمسين لهذا القرآن الذين يحاولون أن يضيفوا إليه ماليس منه, وأن يحملوا عليه مالم يقصد اليه, وأن يستخرجوا منه جزيئات في علوم الطب والكيمياء والفلك وما إليها, كأنما ليعظموه بهذا ويكبروه. وللحديث بقية إن شاء الله.  

السابق
الأزمة السورية: مرحلة جديدة تقودها أميركا و«إسرائيل» والسعودية
التالي
المعركة مع التطرف في سوريا